جدل كبير أثير حول مساحيق وعمليات التجميل! انقسم الجمهور من النساء والرجال بين مُعَارِضٍ ومؤيِّدٍ لأمر التجميل، خصوصاً في عصر انتشار الصور والفيديوهات بين الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً «سناب شات» وتسابق النساء على الظهور بأجمل صورة «ملونة».
في التحقيق الآتي نطلع على آراء عدد من ضيوفنا.
آراء في التجميل
رفض قاطع
رفض «ربيع البارودي» مدير مبيعات، التجميل بكل أشكاله، فهو لا يحبِّذ التجميلَ مطلقاً، ولا يتقبَّل شريكة حياته بالماكياج والمساحيق، حيث إنها تغيِّر شكلَ المرأة، من وجهة نظره، كما أنه يرفض بشكل أكبر إجراءَ عمليات التجميل، مهما كان السبب وراء ذلك.
ضرورة لرفع الثقة بالنفس
يقول «عبد الله الوليدي» سيناريست: «إن الماكياج ومساحيق التجميل عنصر مكمل لجمال المرأة، وأنا مع استخدامه في الأوقات التي تستدعي وجوده، لكن دون مبالغة. أما وبالنسبة لعمليات التجميل، فأنا معها في حال وجود عيب خلقي أو حاجة ماسة لها».
التجميل يعجِّل بالشيخوخة
يؤكد «عبد المجيد العبيد» موظف حكومي، ضرورة انتقاء زوجة تكون متميزة بالجمال الطبيعي، حتى لا تنفق مبالغَ طائلة على مساحيق التجميل، إلا إن كان بلمسات بسيطة، لأن كثرة وضع المساحيق يتعب البشرة ويُعَجِّلُ بالشيخوخة، وهذا ما لا أتطلَّبُه في شريكة الحياة».
الماكياج فن احترافي
«محمد آل بوحمد» استشاري تسويق، اعتبر بدوره أن الماكياج والمساحيق فن احترافي، يُستخدم لتحقيق الأهداف المراد كسبها، والهدف الرئيس من استخدامها هو الجمال، والجمال ما هو إلا لذة للناظرين، والله جميل يحب الجمال، إذن لا بدَّ للمرأة من أن تكون جميلة، وتحتاج للمسة سحرية من هذه الأدوات لتنسيق مظهرها وأناقتها.
الجمال الداخلي أفضل من الخارجي
كما أوضحت «ابتسام عرفي» كاتبة، أنها من المُقِلِّات في استخدام المساحيق التجميلية، حيث تقول: «أنا ممن يؤمن بأن الجمال الداخلي أفضل بكثير من الجمال الخارجي، والمساحيق تُوضع فقط للضرورة وفي المناسبات، كما أنني لا أحب عمليات التجميل بشكل كبير إلا في حالة لو تعرض الشخص لتشوُّهٍ معيَّن في الوجه والجسم».
مع وضد
من جهتها «كلثم الفلاسي» أديبة لا تعارض تزيُّنَ المرأة بالمعقول، ولكنها ضد عمليات التجميل وضد صرف المبالغ الطائلة على أدوات التجميل، فجمال المرأة ليس في مظهرها فقط، وإنما يشمل ذلك جمالَ عقلِها وخلقها.
كليوباترا بداية عشق المرأة للزينة
في حين ذكرت «رحاب أبوزيد» كاتبة، أن المرأة عشقت الزينة منذ أن رسمت كليوباترا خطَّ الكحل في عينيها، ومنذ رفعت بلقيس عن ساقٍ وخلخال، لكنهما كانتا رمزين للقوة والجمال معاً، وفي هذا موازنة صعبة، لكنها ليست مستحيلة. «فبالنسبة لمن ينظر لجمالي، ثم يطالبني بالتغيير، أدرك على الفور أنه لم يَعُدْ يراني، بل يرى صورة متخيَّلة عن شخص أو شخصية ليست متاحة بكل المقاييس».
ضرورة الاهتمام بالمظهر الخارجي
ذكر «مبارك الصقيري» مستشار اجتماعي، أن هناك دراسة أجريت مؤخراً في اليابان تؤكد أن مستحضرات التجميل تعزِّز ثقة المرأة بنفسها وتجعل نظرتها للحياة أكثر إيجابية وتفاؤلاً، وتحافظ على الصحة النفسية للمرأة بتخفيف حِدَّة التوتر لديها. وقد يعطي الماكياج نتائج عكسية لو أسيء استخدامُه، ذلك أن له أصولاً وقواعد لا بدَّ من اتباعها ليحقِّقَ الهدفَ المرجوَّ منه، ولذا حذارِ من الإفراط في استخدامه، فالمرأة التي تعتزُّ بشخصيتها، والتي تستخدم ما يناسب سنوات عمرها من ماكياج وأزياء، هي أجمل الجميلات، وتتولَّد بداخلها ثقة بالنفس تشعر معها بالرضا النفسي.
ولهذا يرى الطب النفسي أنه من الضروري دعوة الإنسان للاهتمام بالمظهر الخارجي في كل الأحوال، وكذلك بالمظهر الداخلي أيضاً، فكلاهما مكمل للآخر، فالمرأة عندما تشعر أنها جميلة الشكل والجسد، فإن هذا يخفِّف الشعورَ بحِدَّة التوتُّر لديها، ويمنحها قدراً كبيراً من الثقة والراحة النفسية.
الرأي الديني
أكد «محمد الغضية» داعية إسلامي، أن المرأة لا يكتمل جمالها إلا بالزينة، والزينة تشمل الماكياج ولبس الملابس كالفساتين وغيرها، إضافة إلى الحلي من الذهب والفضة، وقد بَيَّنَ ذلك اللهُ عزَّ وجلَّ في كتابِه الكريم (أَوَمَن يُنَشَأُ فِي الْحِلْيَة وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)، ولكن فيما يخصُّ عمليات التجميل فإنها لا تجوز، لأن فيها تغييراً لخلقة الله عز وجلَّ، وذهاباً للمال والصحة، والأصل في التجَمُّلِ أن يكون للزوج، ولكن للأسف تجمُّل النساء صار وقت الخروج للزميلات، وللعمل، وللحفلات، أما الزوج فهو في آخر الاهتمام.