رغم مرور 500 عام على رحيله، لا يزال العبقري الإيطالي «ليوناردو دافنشي»، حالة إبداعية نابغة لن تتكرر، ولا يزال العلماء والخبراء يكتشفون في أعماله وحياته شيئاً هائلاً جديداً في كل يوم. وآخر هذه الألغاز ما أعلن الخبراء في المتحف الوطني البريطاني بالعاصمة لندن، عن اكتشافه مؤخراً في لوحته الشهيرة «عذراء الصخور»، التي رسمها في العام 1508 أي قبل 11 عاماً من وفاته، حيث أكد الخبراء وجود «رسومات خفية» داخل اللوحة.
ووفقاً لما ذكره موقع «سكاي نيوز»، فإن اللوحة الشهيرة كانت تخفي رسومات عديدة تظهر تصميمات ورسومات أولية خفية تصور «الملاك والمسيح»، بشكل مخالف لما تظهره اللوحة الأصلية. وتمكن الخبراء من اكتشاف هذا اللغز عبر استخدامهم تقنيات متطورة في مجال التصوير، مستخدمين مادة الزنك التي مكنتهم من ملاحظة الرسومات وكشفها عبر الأشعة السينية والأشعة تحت الحمراء الجديدة والتصوير الطيفي.
وعقب هذا الاكتشاف المذهل، أصدر المتحف الوطني البريطاني بالعاصمة لندن، بياناً رسمياً يوضح أن التحليل الذي أجري حديثاً للوحة، أظهر أن زاوية رأس «الطفل يسوع»، كانت قد تغير من مكانها بشكل مكّن الباحثين من رؤية ملامحه. وفي الوقت نفسه اختفت عدد من الخصل المجعدة لشعر الملاك.
وجاء في البيان الذي تناقلته العديد من وسائل الإعلام أيضاً، أنه وللمرة الأولى أصبح بإمكانهم رؤية التصاميم الأولية للوحة دافنشي، والتي تختلف تماماً عن اللوحة النهائية المعروضة في المتحف. وأضاف البيان بأن التصميم الأولي للوحة، يظهر الشخصيتين في مستوى أعلى، بينما ينظر الملاك إلى الطفل المسيح، وكأنه يحتضنه.
ووفقاً لخبراء المتحف البريطاني، أن الأمر لا يزال «لــغــزاً»، إذ أنه من غير المعروف إن كان دافنشي قرر التخلي عن الرسومات والتصميمات الأولية الأصلية في لوحة «عذراء الصخور»، أو أنه يخفي أمراً ما في هذه الرسومات غير الظاهرة للعيان. وأضاف المتحف بأنهم تمكنوا من العثور على «بصمات أصابع» على اللوحة، إلا أنهم لم يستطيعوا معرفة هوية صاحبها الأصلي، غير مرجحين أن تكون لدافنشي نفسه.