ليست مدن فرنسا النائية والريفية الوحيدة التي تعاني من نقص الأطباء فيها، فهناك بلدات ومدن ألمانية تعاني الأمر نفسه، بل معظم المناطق الريفية والنائية تعاني من نقص قاتل في الأطباء الاختصاصيين الذين يفضلون العمل في المدن الكبيرة على المدن الصغيرة والقرى البعيدة القليلة الأهمية بالنسبة لهم.
وقضية نقص الأطباء في المناطق الريفية تشغل صناع القرار السياسي في ألمانيا منذ سنوات طويلة، حسب موقع «العرب».
وتبحث بلدية كولنبورغ، في ولاية بافاريا الألمانية، عن طبيب، حيث نشرت مؤخراً، إعلانا في «دورية الأطباء الألمان»، للبحث عن طبيب أو طبيبة، مع إضافة ملحوظة «عمدة البلدة غير متزوجة».
وقالت العمدة العزباء، يوزيفا شميد (45 عاماً) إن «تأثير هذه العبارة البسيطة مذهل حقاً.. لم نكن نتوقع ذلك، لقد فوجئنا بعض الشيء».
وأضافت أن أطباء ردوا على الإعلان بالفعل بإرسال سيرتهم الذاتية مع تفاصيل عن مسار حياتهم، ونحن الآن على اتصال بشكل محدد تماماً مع طبيبة تريد الانتقال بكامل أسرتها من منطقة فرانكفورت إلى بافاريا السفلى، أو مع طبيب من ولاية شمال الراين فيستفاليا.
وتشغل قضية نقص الأطباء في المناطق الريفية صناع القرار السياسي في ألمانيا منذ سنوات.
والأفكار المقدمة لحل هذه القضية متنوعة، ومنها إلزام الراغبين في دراسة الطب بالتوقيع على تعهد للعمل بضع سنوات، في المناطق التي تعاني من هذا النقص. كما أن هناك حافزاً بتوفير مسكن للمستعدين للعمل في هذه المناطق، إضافة إلى مساعدة مالية لشريك الحياة للبحث عن عمل في المنطقة الريفية وعروض لتوفير أماكن في رياض الأطفال، لأبنائهم، وعروض بشأن أماكن قضاء أوقات الفراغ.
وأفادت شميد أن هذا الموضوع مهم جداً، وأن حملتها مثال جيد على «كيفية التعامل مع القضية بشكل فكاهي بعض الشيء». وأضافت «السياسة أمر جاد بالطبع، ولا بد أن نمارسها بكل جدية أيضاً.. ولكن عندما تتعسر الأمور ويتعاظم ضغط المنافسة في الحواضر الكبيرة، فمن الجائز التعامل مع هذا الموضوع بشكل غير تقليدي بعض الشيء»، وتابعت «لمَ لا يُسمح بسلك طريق مختلف ولكنه أصيل؟ كما أن الأطباء أيضاً لديهم حس فكاهي».
وتسبب النداء الذي وجهته البلدة الألمانية بحثاً عن طبيب للبلدية في إحداث صخب خارج ألمانيا نفسها، حيث جعل أطباء من العالم العربي يرسلون طلبات لشغل الوظيفة، وفق تأكيد عمدة البلدة شميد.
ولكن هناك من بين الطلبات ما يتعلق بالعمدة غير المتزوجة أكثر من وظيفة الطبيب، وختمت شميد أنها تعطي الأولوية الآن للباحثين عن العمل كأطباء.