تخيل، أن تستيقظ ذات صباح وتتجه إلى العمل أو الجامعة أو المدرسة، وتتفاجأ بـ«يـــدٍ» عملاقة ارتفاعها يزيد عن الـ5 أمتار، موجودة على سطح أحد أشهر المباني في مدينتك. بكل تأكيد ستُصاب بمزيج من الذعر والغرابة لما تشاهده أمامك. وهذا تماماً ما حدث بالنسبة إلى الكثيرين من سكان مدينة «كرايست تشيرتش» في العاصمة النيوزيلندية ويلنغتون.
ووفقاً لما نشره موقع «سكاي نيوز»، فقد استيقظ سكان المدينة النيوزيلندية مؤخراً، على مجسم عملاق ليــد ضخمة يتوسطها وجه بعينين وفم وأنف، وكان أحد أصابع هذه اليد الغريبة، يستند على الخصر كأنه يد، وأصبعان آخران كانا كأنهما قدمان يقف عليهما المجسم. وكان هذا المجسم الذي أثار استغراب واستياء السكان، موجوداً على سطح متحف الفنون المعاصرة في العاصمة النيوزيلندية.
السلطات المعنية في العاصمة، أشارت إلى أنها نقلت هذه المنحوتة «الفنية»، عبر طائرة مروحية؛ لتستقر على سطح المُتحف الواقع في ميدان «سيفيك»، بهدف إعادة تنشيط السياحة والحركة الفنية هناك. وذلك بعد أن أصاب الميدان الشهير زلزال مدمر خلال العام 2016، ترك العديد من المباني والمحال في المنطقة خراباً كاملاً. وأشارت وسائل الإعلام النيوزيلندية، إلى أن هذا المجسم من المفترض أن يظل لـ3 سنوات أخرى في مكانه.
ردود أفعال لم تتوقعها السلطات
ونقلاً عن صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، فإنه على عكس ما كانت تتوقعه السلطات في ويلنغتون، فقد أثارت هذه المنحوتة الفنية استياء وغضب العديد من السكان، الذين كانوا قد عبروا عن ذعرهم وخوفهم من هيئتها. وانتشرت عشرات الصور للمنحوتة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بتعليقات مختلفة. وكان من بين المستائين من هذه المنحوتة أيضاً، عدد من الفنانين والنُقاد الغاضبين.
بعض التعليقات وصفت الأمر بأنه أشبه بالكوابيس البشعة والمخيفة، وبعضها قال إن هذا «عمل خبيث وشرير». ولكن على جانب آخر كان هنالك بعض التعليقات التي قالت إن غرابة هذا العمل الفني، سوف يشعل الكثير من النقاشات الحامية، والتي من الممكن أن تصنع استقطاباً كبيراً لمتحف الفنون المعاصرة.
وتابعت الصحيفة، أن العمل جاء تحت عنوان «كوازي»، وقد أنجزه الفنان النيوزيلندي «روني فان أوت»، وهو فنان وُلد وعاش طفولته في كرايست تشيرتش، قبل أن ينتقل للعيش في ميلبورن. وكان أوت قد عرض صورة ذاتية له في هذا العمل الفني، الذي استخدم في نحته كلاً من مادتي البوليسترين والراتنغ.