يحب الأطفال حكاية قبل النوم، فهي تعني لهم السكينة والطمأنينة، إضافة إلى المعرفة التي يكتسبونها من الحكاية، فما بالك إذا تم ربطها بالعودة إلى المدارس؟
تعلمي معنا لتروي لهم سلسلة من القصص المدرسية كل مساء.
«أميمة»
أميمة بنت عمرها خمس سنوات، هي ابنة وحيدة لأبيها الضابط في الجيش، وأمها ناظرة مدرسة.
تعيش أميمة في شقة واسعة، حيث حجرات للنوم وأخرى لتقديم الطعام وثالثة لاستقبال الضيوف ورابعة وخامسة...
على جدران منزلها لوحات كبيرة تصور أشجاراً وحقولاً للزهور، وعلى القاعات والأركان تماثيل لطائر الهدهد والغزال الرشيق.
في كل أسبوع تأتي «أنيسة» التي تساعد والدتها في مهامّ المنزل، تنظف الحجرات وتمسح بلاط الشرفة والحمام، وتغسل الملابس وأغطية الأسرّة والموائد.
ذات يوم، حضرت «أنيسة»، ولأول مرة كانت معها ابنتها «فاطمة»، وعمرها 4 سنوات، جلست «فاطمة» على كرسي صامتة، نظرت إليها «أميمة»، فوجدتها ترتدي قميصاً للأولاد وفوقه فستاناً باهتاً دون أكمام عليه بقع قاتمة، وكان في قدميها حذاء كالح اللون مفتوح دون رباط.
انسحبت «أميمة» من الحجرة، وذهبت إلى أمها في الصالون، وقالت لأمها همساً: «لماذا لا تعطين لفاطمة بعض ملابسي التي صارت صغيرة أو ضيقة بعد أن كبرت؟ وهناك أيضاً بعض اللعب لا أحتاجها، لديّ الكثير»!
ابتسمت أمها وفرحت لمشاعر ابنتها الكريمة الطيبة، ومسحت بيدها على شعرها، وأخذتها في حضنها وقبلتها، وقالت: «اليوم عرفت لماذا اخترت لك اسم «أميمة». قالت البنت: «لماذا يا ماما»؟
قالت أمها: «لأن اسم «أميمة» يعني أم صغيرة»!
فرحت «أميمة» بمعنى اسمها، وفرحت «فاطمة» بالهدايا، وجرت نحو أمها لتشاركها الفرحة.