تعتبر فنلندا من أكثر دول العالم التي ركزت اهتمامها بشكل كبير على سياسة جديدة داخلياً، لتنظيم السجون والسجناء، والتي تعرف بسياسة «السجون المفتوحة»... ففي السجون الفنلندية ليس هناك أبواب أو أقفال، إنما هو سجن مفتوح، فلدى السجناء عملهم الخاص بهم، من الزراعة وتربية بعض الحيوانات الأليفة، وحتى الصناعة، ويحصلون على رواتب مقابل هذا العمل، كما أن لديهم الهواتف المحمولة، ويحصلون على عطلة كل شهرين لمدة ثلاثة أيام، وإذا أراد أحدهم الدراسة في جامعة المدينة بدل العمل فيحصل على منحة، كما يتم عمل رحلات صيد تحت إشراف المراقبة.
ووفقاً لصحيفة «التيمبو» الإسبانية فإن كل سجين لديه مفتاح غرفته المصممة من الخشب ولا يطلق عليها زنزانة، وتوجد الغرفة في منطقة خضراء يفصلها عن الطريق العام أشجار وممرات خشبية لا أكثر، ويخلو المكان من عوائق حديدية وأبراج مراقبة، ويحق للسجناء الدخول والخروج من المجمع - السجن للعمل أو الدراسة في المدينة خلال النهار، ورغم هذه الحرية المطلقة يعلق بيد كل سجين سوار إلكتروني يحدد مكانه.
أقل معدل سجناء في العالم
وأوضحت الصحيفة أن السجون المفتوحة في جزيرة سومنلينا، وتشبه وجهات التخييم الصيفية، وتضم ملعباً لكرة السلة، وصالة لممارسة الرياضة البدنية، ومساحات واسعة يقيم فيها السجناء حفل شواء بالقرب من بحيرة البط.
وأضافت الصحيفة أن هذا المشروع جعل فنلندا اليوم لديها أقل معدل سجناء في العالم، فهو يطبق في ذلك البلد منذ 30 عاماً، وفي فنلندا هناك 30 في المائة من عدد السجناء، يمضون فترات حكمهم في سجون مفتوحة، وترى الحكومة أن «منطق السجن المفتوح» لا يخفف من الجريمة فحسب، إنما يسهم أيضاً في تفأدي آفات أخرى تعاني منها السجون، مثل نشر التطرف.
وتقول الحكومة الفنلندية إن السجون المفتوحة أقل تكلفة من السجون العادية إذ إن كلفة السجين في سجن عادي تبلغ 230 يورو بينما تبلغ 149 يورو في سجن مفتوح، ويعود السبب في ذلك إلى انخفاض عدد الموظفين في السجون المفتوحة وأيضاً إلى إنتاجية السجناء الذين يقومون بأعمال تطوعية، مثل التنظيف والطبخ وغيرها، وهذه الأمور لها تكلفة مادية أخرى.
سجون فنلندا.. صناعة وزراعة وراتب وإجازة كل شهرين
- أخبار
- سيدتي - محمد مصطفى
- 25 أغسطس 2019