هل تتذكرون «سودان»، آخر ذكور وحيد القرن الأبيض الشمالي، والذي أعلن خلال موته لأسباب طبيعية في آذار/مارس من العام الماضي 2018، عن انقراض جميع ذكور هذا النوع من الحيوانات النادرة؟. وحينها انتاب العالم موجة كبيرة من الحزن على هذا الخبر الكارثي. يبدو أن العلماء مؤخراً، تمكنوا من صنع بعض الأمل بإعادة وجود وحيد القرن الشمالي، بعد قيامهم بعملية ناجحة ومعقدة للغاية.
ونقل موقع «عربي بوست»، عن شبكة الـ«سي أن أن CNN» الإخبارية الأمريكية، أن فريقاً من الأطباء البيطريين، تمكنوا من إجراء عملية ناجحة لجمع بويضات من آخر اثنتين من إناث وحيد القرن الأبيض الشمالي الموجودات على الكوكب. الأمر الذي يعطي أملاً جديداً بإنقاذ هذا النوع من الحيوانات.
وتابعت الشبكة الإخبارية الأمريكية، أن فريقاً من الأطباء تمكن من إجراء هذه العملية المعقدة التي تكللت بالنجاح يوم الخميس الماضي 22 آب/أغسطس 2019، وتمكنوا من جمع البويضات اللازمة من آخر اثنتين من إناث حيوان وحيد القرن الشمالي على الكوكب، وتسميان «ناجين» و«فاتو». واللتين تعيشان في محمية «أول بيجيتا» في كينيا.
وفي تصريحات مثيرة للبروفيسور توماس هيلدبراندت، من معهد لايبنز لأبحاث الحيوان والحياة البرية في ألمانيا، قال بأن الأطباء تمكنوا من استخراج 10 بويضات -5 من ناجين و5 من فاتو- بشكل ناجح، وهو الأمر الذي أثبت لهم بأن كلتيهما قادرات على إنتاج البويضات وهذا خبر جيد. وتابع البروفيسور الألماني، أن «ناجين وفاتو»، لن تتمكنا من حمل الأجنة بنفسيهما، لذلك سيحاول المختصون تخصيبها بصورة اصطناعية بأنثى وحيد القرن الأبيض الجنوبي، حتى تعمل كأم بديلة للأجنة.
ومن الجدير بالذكر، أن الأطباء كانوا قبل موت «سودان» آخر ذكر من هذا النوع على الكوكب خلال العام الماضي، قد تمكنوا من استخراج حيوانات منوية منه وتجميدها، كما كانوا قد فعلوا الأمر نفسه مع ذكر آخر مات بالعام 2014 يدعى «سوني»، وسوف يتم تخصيبها بالبويضات المستخرجة مؤخراً أملاً في نجاح الحمل وإنقاذ هذا النوع من الانقراض الكامل. آملين أن تتقدم التكنولوجيا أكثر حتى ينقذوا المزيد من هذا النوع والأنواع الأخرى المهددة بالانقراض.
ومن جانبه، قال سيزار جالي، من مختبر أفانتيا الإيطالي، أنه سيتم نقل البويضات والحيوانات المنوية من كينيا إلى المختبر في إيطاليا، حيث سيتم هناك العمل على إنتاج أول جنين من وحيد القرن الأبيض في المختبر، وهي العملية الأولى من نوعها على مستوى العالم. حيث تمنى جالي أن تتكلل هذه العملية بالنجاح الكامل، وأن يستطيع المختصون إنتاج هذا الجنين النادر.