وسط اهتمام ورعاية حكومية وترحيب وثقة مجتمعية، بات الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية في يوم 28 أغسطس، يمثل مناسبة سنوية لاحتفاء بتجربة المرأة الإماراتية اللافتة، وبإنجازاتها على الصعيد الداخلي والخارجي، لتسليط الضوء على دورها، وسبر إسهاماتها في دفع عجلة التنمية.
واحتفالاً بهذه المناسبة أكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، إن هذه المناسبة تعكس الدور الفعال الذي تلعبه المرأة الإماراتية في تعزيز قيم المحبة والتسامح والتعايش في المجتمع، كما أشادت بالدور المحوري للشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، التي ينسب لها الفضل في تخصيص هذا العام للمرأة الإماراتية لتحفيز بنات وطنها وتشجيعن للحفاظ على مثابرتهن والالتزام بالقيم الإماراتية المتوارثة.
وأشارت إلى الدور الأهم الذي تقوده دولة الإمارات في تمكين المرأة في المجال السياسي، والذي ظهر جلياً في توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، برفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 % وهي الخطوة التي ترسخ توجهات الدولة لتحقق التمكين الكامل للمرأة الإماراتية، والتأكيد على دورها الريادي والمؤثر في كافة القطاعات الحيوية في الدولة.
المرأة الإماراتية رائدة الإبداع والثقافة
وبالحديث عن القطاع الثقافي والإبداعي، عبرت الكعبي عن فخرها واعتزازها، بالمرأة الإماراتية وقدرتها على تمثيل الدولة وجذب انتباه الجمهور العالمي لأعمالها الفنية خلال المشاركة المحافل والمعارض العالمية، منها على سبيل المثال اختيار الشاعرة والمخرجة نجوم الغانم لتقديم العمل التجهيزي "عبور" في الجناح الوطني لدولة الإمارات ضمن فعاليات بينالي البندقية 2019، كما كانت نجوم الغانم الشاعرة الوحيدة من الخليج العربي التي نُشرت لها قصيدة ضمن الكتاب "الديوان الجديد"، وهو أحد مشاريع دار النشر البريطانية "Gingko"، احتفالاً بالذكرى المئوية الثانية، لكتاب الشاعر الألماني غوته "الديوان الغربي الشرقي"، وهو إنجاز مهم يحق للمرأة الإماراتية أن تفخر به.
كما أشادت نورة الكعبي بالأعمال الإبداعية للفنانات والمصممات الإماراتيات لاسيما المشاركة المشرفة لفرح القاسمي في معرض آرت بازل والتي استطاعت من خلال صورها وأعمالها تسليط الضوء على المشهد الإبداعي المحلي فضلاً عن عشرات المعارض الفنية المحلية والعالمية، والتي يكون للعنصر النسائي حضوراً مميزاً فيها.
المرأة الإماراتية مبدعة
وهذا ما أكدت عليه وأشادت به الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي - مديرة مؤسسة (فن) ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي، بدورها وقالت: "المرأة الإماراتية لعبت دوراً مهماً في الحراك الثقافي الذي يسود الدولة، حيث أدى الاهتمام بالمرأة، وتطوير مهاراتها في شتى المجالات إلى تسلمها العديد من الوظائف القيادية، مشيرة إلى أن القطاع الفني شهد بروز الكثير من المبدعات في مجالات التمثيل والمسرح، وفي الكتابة الإبداعية، وفي فنون الرسم والنحت، وغيرها من مجالات الفن، إلى جانب ظهورها بشكل لافت ومتميز في القطاعات الاقتصادية، والرياضية، والديبلوماسية، حتى باتت المرأة الإماراتية اليوم في مكانة متفوقة على الساحة العالمية"
ما نزرعه اليوم نجنيه غداً
قالت الشيخة عائشة خالد القاسمي، مديرة سجايا فتيات الشارقة، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية: "تمكنت سجايا فتيات الشارقة من التأثير إيجاباً في جيل كامل من الفتيات من خلال تنمية مواهبهن وتعزيز ثقتهن بأنهن قادرات على المساهمة في البناء والتنمية والتقدم. كما أشارت إلى أن رعاية الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين للأطفال والناشئة والشباب والفتيات في الشارقة، ساهمت إلى حد كبير في وضع الإمارة على خارطة المدن التي حققت نجاحات كبيرة على مستوى ملائمتها للعيش الكريم ومراعاة احتياجات سكانها والعمل على تهيئتهم للمستقبل.
وتابعت القاسمي: "فتيات سجايا اليوم هن إماراتيات المستقبل، مجتمع الغد، الأمهات والمعلمات والرائدات في الاقتصاد والعلوم والثقافة. ما نحاول غرسه اليوم في أذهان فتياتنا وما نؤسس له من مواهب ومهارات، سنجني ثماره غداً تنميةً واستدامةً ومكانةً متقدمةً بين الأمم في كافة المؤشرات".
المرأة الإماراتية والعمل الإنساني
وبهذه المناسبة، لفتت مريم الحمادي، مديرة مؤسسة القلب الكبير، إلى الجانب الإنساني الذي تشارك به المرأة الإماراتية إذ قالت:
"لم تكتف المرأة الإماراتية بالشراكة في ميادين العمل والفعل الاجتماعي، بل دخلت ميدان العمل الإنساني لتثبت قدرتها على إحداث فروق جوهرية في حياة المحتاجين والمنكوبين ولتعمل على مساعدة النساء حول العالم وتمكينهن من إعادة بناء مجتمعاتهن". وهذا ما يعكس رقي المجتمع الإماراتي ونبل رسالته وأصالة قيمه، بحسب ما عبرت عنه الحمادي.
المرأة شريك أساسي في التنمية
بعد الإشادة بالنموذج الملهم لتجربة المرأة الإماراتية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، أضافت حنان المحمود، المديرة التنفيذية لمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، بهذه المناسبة:" تسعى دولة الإمارات إلى الانتقال بالمرأة الإماراتية نحو مرحلة أكثر تقدماً من شراكتها وتفعيل دورها للعمل في القطاعات الناشئة وغير التقليدية، من خلال تهيئة الظروف المناسبة لها للإبداع والإنتاج، فتكون شريكاً أساسياً في دعم المسيرة التنموية التي تشهدها الدولة". وأكدت على حرص المركز توفير بيئة محفزة وداعمة للمرأة الإماراتية والعربية، من خلال تنظيم فعاليات ومهرجانات سنوية تعزز من حضورها في مختلف قطاعات الأعمال لا سيما في قطاع الضيافة وسياحة المؤتمرات والمعارض.