لم يعد التلوث يهدد الغابات بالحرائق والبشر بالأمراض الخطيرة فحسب، فلقد كشفت دراسة حديثة أنّ تلوث الهواء مرتبط بصلة قوية مع الجرائم العنيفة التي ترتكب كل يوم حول العالم، فما هي الصلة العلمية بينهما؟ وكيف يسبب تلوث الهواء الجرائم العنيفة؟
عقب دراسة استغرقت 13 عاماً، وجد العلماء أن تلوث الهواء قادر على تحويل الناس إلى مجرمين ومرتكبي أعمال عنف.
وكشفت الدراسة التي تضمنت بيانات 86 مليون شخص في الولايات المتحدة، أنه كلما كان الهواء أكثر تلوثاً، يتم ارتكاب جرائم أشد عنفاً، وفقاً لما نشر في صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، و«سبوتنيك».
ويعتقد الباحثون أن الجزيئات المحمولة بالهواء والغازات الضارة يمكن أن تؤثر على الأداء السليم للدماغ، ما يجعل الناس أكثر عرضة للتصرف بعنف.
وتوصل العلماء إلى أنه بالنسبة لارتفاع نسبة الجرائم غير العنيفة مثل السرقة، لم تكن هناك علاقة ترتبط بازدياد «تلوث الهواء»، بينما ظهرت هذه العلاقة عندما تعلق الأمر بالجرائم العنيفة.
وكتب فريق البحث من كلية الصحة العامة بجامعة مينيسوتا وجامعة ولاية كولورادو: «تحدد دراستنا وجود صلة بين تلوث الهواء والجريمة العنيفة، حيث نجد أن جرائم العنف تزداد بنسبة 1.17% لكل 10 مكروغرامات في المتر المكعب زيادة في الجسيمات الدقيقة اليومية، و0.59% لكل زيادة قدرها 10 أجزاء لكل مليار، في الأوزون اليومي».
وترتفع الجرائم العنيفة عندما يكون الهواء أكثر تلوثاً في المناطق الفقيرة والغنية، وأشار العلماء إلى أن الدراسات السابقة التي أجريت على الفئران والكلاب وجدت أن الحيوانات المعرضة لمستويات عالية من الجسيمات الدقيقة الموجودة في أبخرة الديزل، تظهر «زيادة في العدوانية والتحيز».
ويؤدي التعرض لتلوث الهواء إلى زيادة معدلات القلق، الأمر الذي قد يؤدي إلى «سلوك إجرامي» و«غير أخلاقي».