مع انطلاقة العام الهجري الجديد اعتاد بعض أهالي المنطقة الغربية "مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة" على بعض العادات التي دأبوا على ممارستها مطلع كل عام هجري جديد بداعي التفاؤل وتجديد المحبة والأخوة بين الأهل والأرحام والجيران.
"سيدتي" تعود بالماضي وترصد أهم عادات استقبال أهل الحجاز لليوم الأول من السنة الهجرية:
قهوة بيضاء وملوخية
إن أهم عادة متوارثة في اليوم الأول من السنة الهجرية الجديدة، هي "القهوة البيضاء"، المخلوطة بالحليب، ودقيق الرز، واللوز البجري، وتختلف طريقة اعدادها من عائلة إلى أخرى وتُسمى "قهوة ستنا خديجة"، أما وجبة الغذاء فتعمد العائلات إلى تحضير الملوخية الخضراء لتكون هي سيدة المائدة في ذلك اليوم، كل ذلك تفاؤلاً منهم باللونين الأبيض والأخضر وحتى تكون السنة الجديدة كلها بيضاء وخضراء"
السير على البرسيم
كذلك تعمد بعض العائلات بهذه المناسبة إلى ارتداء الأبيض وفرش البرسيم الأخضر للسير عليه، وتبادل الزيارات الأهلية للتهنئة بالعام الجديد وعن هذا حدثتنا فريدة زاهد 65 سنة، (ربة منزل)، بأن أغلب العائلات في المدينة متمسكة حتى الآن بهذه العادات والتقاليد القديمة، وهي أمور توارثتها الأجيال، وما زالت تطبق حتى اليوم، تقول: "لازال الكثير من الناس يمارسون طقس البياض مع أول يوم في السنة من باب التفاؤل، فإلى جانب لبس الجديد واللون الأبيض يطبخ بعض السيدات "الرز السليق ذو اللون الأبيض وتتزين به المائدة، إضافة إلى حرص العائلات على أن يتم صرف المال في اليوم الأول من السنة بشكل اقتصادي بدون أي مبالغات حتى يستمر العام على نفس هذه الوتيرة".
وتضيف: "مازلت أحافظ وجميع أفراد عائلتي على هذه العادات الجميلة ونحرص أن يخلو يومنا الأول من السنة الجديدة من أي منغصات أو ما يكدر الخواطر كي لا تكون سمة للسنة الجديدة".
الورد والفل
كما أكدت بأن هناك الكثير من العائلات في منطقة المدينة المنورة اعتادوا على شراء الورد المديني والنعناع والفل من أجل توزيعه على الأرحام والجيران مع شروق أول يوم بالسنة الهجرية الجديدة، حتى أن الكثير من الرجال الكبار في السن يقموا بحجز كراتين من ذلك ليلة السنة الهجرية من أجل إهدائه للأهل.
متى بدأ التاريخ الهجري
انطلق العمل بالتاريخ الهجري، في السنة السابعة عشرة من هجرة الرسول الكريم "محمد" عليه الصلاة والسلام، في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.
سبب البحث عن تاريخ
ورد خطاب إلى أبو موسى الأشعري مؤرخاً "بشهر شعبان" فأرسل إلى الخليفة عمر، يقول: "يا أمير المؤمنين تأتينا الكتب، وقد أرخ بها في شعبان ولا ندري هل هو في السنة الماضية أم السنة الحالية، جمع الخليفة عمر الصحابة من أجل وضع حل لتلك المشكلة فاقترح البعض منهم أن يكون التاريخ بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام، ودعا البعض بالأخذ بتاريخ وفاته، في حين قال البعض الآخر بالأخذ بهجرته، فكان الرأي الأغلب.
وبذلك انطلقت السنة الهجرية من هجرة الرسول التي توافق 622 للميلاد، لتصبح السنة الأولى في التاريخ الهجري.