ذهب زوار سوق عكاظ في نسخته الـ 13 في رحلة عبر التاريخ، بأحداث ووقائع وفعاليات عاشوها في سوق عكاظ، الذي عاد بهم إلى ما قبل 1500 عام. حيث يأخذهم صوت صهيل الخيول، وطبول المعارك، وقصائد الشعراء، وقوافل التجار والأسواق التاريخية والأزياء التراثية واللغة الفصحى، إلى رحلة مختلفة عبر الزمن تجتاح مشاعرهم وتُشعل مُخيلتهم.
برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل انطلقت يوم الثلاثاء 20 أغسطس (آب) فعاليات أوبريت «سوق عكاظ التاريخي» في دورته الثالثة عشرة والفعاليات التراثية والثقافية المصاحبة له تحت مظلة موسم الطائف مصيف العرب التي تضم عدداً من الفعاليات الأخرى المتنوعة.
فارسات عكاظ يخطفن الأضواء
ما يُميز عروض الخيل والفروسية هذا العام، هو مشاركة الفارسات للفرسان في صورة حضارية مذهلة نالت استحسان الحضور، تلك العروض أقيمت على مساحة 20 ألف متر مربع وبلغ عدد المشاركين 30 فارساً و4 فارسات.
وبينت الفارسة «سما حسين» قائدة فريق سما الخيل للفروسية، أول فريق نسائي سعودي في السعودية، أنهم فخورون بمشاركتهم هذه الفعالية الرائعة، مشيرة إلى أنه قدموا العديد من المشاركات خلال سنتين منذ تأسيس الفريق.
وقالت الفارسة ندى القحطاني مشاركة بسوق عكاظ وتمارس ركوب الخيل منذ 8 سنوات: «أحببت مشاركتي بسوق عكاظ، وكانت ردود أفعال الحضور أكثر من رائعة».
الفارسة مشاعل الهويش من القصيم وهذه أول مشاركة لها في سوق عكاظ، قالت: «تجربة ممتازة ونالت استحسان الزوار، لمسنا ذلك من ردود أفعالهم، وأطمح للمشاركة في محافل أكبر وأوسع مستقبلاً».
«حي العرب» 11دولة عربية تعرض تاريخها وثقافتها
الزائر لـ«حي العرب» في سوق عكاظ، يمكنه أن يتنقل بين 11 دولة عربية من دون الحاجة لجواز سفر ووسيلة نقل، وتسعى تلك الدول العربية، وهي «السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية والكويت والمملكة المغربية وتونس والعراق ولبنان وجمهورية مصر العربية» إلى إبراز الجانب الثقافي والحضاري لها من خلال الطابع المعماري لكل جناح، والمجسمات والأسواق والمحلات التي تحاكي مثيلاتها في عواصم الدول العربية. إضافة إلى أشهر المطاعم التي تحمل بصمتها الخاصة، والمقاهي الشهيرة.
عكاظ مفخرة العرب
ووصف سعيد المزيود، مشارك إداري من جناح دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، سوق عكاظ بأنه مفخرة كل العرب، وقال: «جناح دولة الإمارات يضم الكثير من الفعاليات الحرفية والفنية، فلدينا فرقة الحربية والعيالة موجودة على المسرح، ولدينا الحرفيون وهناك المأكولات الشعبية وفقرات متعددة شهدت إقبال كبير من الحضور والزوار، فخلال ساعتين يأتي أكثر من 4 آلاف زائر لجناحنا».
إنتاج فني ضخم
فيما تفاجأ محمد خابور، مخرج في وزارة الثقافة الأردنية، والذي يشارك للمرة الأولى بسوق عكاظ، بهذا الإنتاج الفني الضخم وقال: «بالفعل لأول مرة أرى مثل هذا المشهد الفني الضخم، إلى جانب الأركان الأساسية في كل دولة عربية تجعلك تشعر وكأنك تسافر من دولة إلى أخرى، كما أن العروض المسرحية التي تجسد الأحداث التاريخية سواءً باللغة أو الشكل تعيدنا للماضي، وبالفعل سوق عكاظ هو ملتقى العرب».
ووصف أسامة الجابري، أحد زوار سوق عكاظ من سلطنة عمان المهرجان بأنه هائل جداً، خاصة المشهد التراثي جميل جداً ويبين مدى الجهد الذي بذله القائمون على المهرجان.
وقالت الدكتورة إيمان الخفاجي، رئيسة جمعية المشكاة الثقافية ورئيسة مركز خيال لسيدات الأعمال بجمهورية العراق: «إن الكلمات لا يمكن أن تصف ما شاهدناه في سوق عكاظ، فهو أكثر من رائع، فسوق عكاظ كبير جداً كونه يجمع مختلف الدول العربية»
فيلسوف الأدب الساخر
جذب «جناح الجاحظ وكتاب الحيوان» في قلب سوق عكاظ عدداً كبيراً من الزوار، من خلال ما يقدمه من فعاليات وأنشطة مبتكرة لاسيما مسرح وسينما الطفل، وزاوية الألعاب عن طريق ارتداء نظارات ثلاثية الأبعاد، واستعراض أهم مؤلفات الجاحظ والتركيز على كتابه «الحيوان» الذي يعتبر موسوعة علمية.
وبين صقر الحربي، مسؤول عن الجناح أن الفكرة جذبت عدداً كبيراً من الزوار خاصة من فئة الأطفال «حيث يزور جناح الجاحظ ما يقارب من 500 إلى 1000 أسرة يومياً».
وأوضح أحمد العشري، الذي يؤدي دور عمرو بن بحر «الجاحظ» أنهم يحاولون من خلال هذه التجربة إيصال صورة مبسطة للأطفال عن الجاحظ وعن الحيوانات أيضاً من خلال عروض مسرحية تفاعلية معهم».
وأشار فيصل الحنبصي، والذي يعمل أيضاً في جناح سوق عكاظ، أن هناك بالفعل إقبالاً كبيراً جداً على الفعاليات داخل الجناح، مرجعاً ذلك إلى المتعة الحقيقية التي يجدها الزوار في الجناح
شاعر عكاظ بطريقة مختلفة
جاء تنفيذ مسابقة «شاعر عكاظ» لهذا العام مختلفاً، حيث تم نقلها تلفزيونياً، وبلغ عدد المنافسين 141 متنافساً من 18 دولة، تأهل منهم 22 شاعراً وشاعرة من 12 دولة وانتهت بفوز: الشاعر الفائز ببردة عكاظ، واحتل محمد إبراهيم يعقوب من المملكة العربية السعودية المركز الأول بقيمة مليون ريال، فوصف فوزه قائلاً: «أعتقد أن اللقب لم يذهب لي شخصياً، ولكنه وصل إلى المملكة العربية السعودية كوطن.. وأن تفوز السعودية بهذا اللقب فهذا فوز لكل المشهد الشعري السعودي».
ووصف الشاعر السعودي شتيوي الغيثي، صاحب المركز الثالث سوق عكاظ لهذه السنة بالمختلف جداً، وقال: «لاحظت الاختلاف هذا العام بشكل كبير جداً، فهناك 11 دولة عربية تعرض فنونها وأنشطتها وثقافتها، وكان السوق مليئاً بالناس والفرح والثقافة والبهجة، فهو فعلاً هذه السنة مختلف ورائع».
معلومات وأرقام
- وفد دبلوماسي يضم 60 معتمداً في المملكة وأسرهم زار عكاظ.
- أكبر مجسم للهجن في العالم يتم توثيقه من قبل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ويبلغ عرض المجسم 10 م، وارتفاعه 4.65 م، ومزود بـ51.200 ألف مصدر إضاءة وبأشكال هندسية جعلت منه معلماً بارزاً ورمزاً حضارياً يعزز وجود اسم السعودية في موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
- 11 دولة عربية مشاركة في سوق عكاظ ومساحة جناح السعودية فيها يصل إلى 6 آلاف م2.
- أكثر من 2.5 مليون زائر لما يزيد عن 70 فعالية نوعية طوال شهر أغسطس لموسم الطائف ككل.
- مشاركة أكثر من ألفي ممثل محترف في سوق عكاظ.
- عدد الهجن المشاركة تجاوز 10 آلاف، والجوائز كسرت حاجز الـ50 مليون ريال.
- الموسم ككل شهد تفاعلاً لافتاً زاد عن 35 مليوناً في مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر من 300 مليون ظهور رقمي.