برز في عالم «السوشيال ميديا» عددٌ كبير من المشاهير الذين تركوا تأثيراً كبيراً في الجمهور، إذ أصبحنا نرى هوس كثيرين من متابعيهم بما يقدمونه وأخذ طباعهم، الأمر الذي دفع عدداً من مشاهير التلفزيون، من مذيعين وممثلين ومطربين، إلى إنشاء حسابات رسمية على تلك المواقع والترويج لأنفسهم بغية زيادة الانتشار أو استعادة بريقهم الذي فقدوه بظهور مواقع التواصل الاجتماعي وتفوّقها على التلفزيون. كما أن كثيرين من المنتجين، باتوا يحرصون على استقطاب مشاهير الميديا والإعلانات للعمل في مسلسلاتهم وأفلامهم.
هذا الأمر، دفع كثيرين إلى التساؤل عن السر وراء التأثير القوي لهذه المنصات، وهل يتفوق مشاهيرها على نجوم الشاشة الصغيرة من حيث عدد المعجبين، والتأثير فيهم؟ وكيف يحافظ الطرفان على استمرارية شهرته؟
وللإجابة عما تقدَّم، التقت «سيدتي» عدداً من النجوم السعوديين من الطرفين، فتحدثوا عن سر تأثيرهم، وما يفعلونه لتبقى الأضواء مسلَّطةً عليهم، كما أبدوا رأيهم في ما يُقدَّم في «السوشال ميديا».
نستمر بأعمالنا
بدايةً، أوضحت الفنانة ليلى السلمان أن «السوشال ميديا» متاحةٌ للجميع، لذا يختلف المشاهير فيها بشكل كلي عن الفنانين، إذ يتخذ كل طرفٍ طابعاً معيناً، يظهر به للجمهور، وقالت: «نظراً إلى طبيعة مواقع التواصل الاجتماعي، التي يمكن تشبيهها بالبحر، نرى أن لكل شخصٍ أسلوبه المميز وطريقته في عرض ما يرغب وثقافته الخاصة. فهناك مَن يقدم أفكاره بطريقة جميلة وصحيحة، في حين يفعل آخرون العكس تماماً. ومن جهتي، أتابع الأشخاص الذين أستفيد منهم، بخاصة في دروس الحياة، مثل نشر معلومات علمية مفيدة، وأخرى ثقافية وأدبية، إضافة إلى القصص الاجتماعية، بينما يسعى آخرون إلى توعية الشباب بكثير من الأمور المهمة. في المقابل، تضم هذه المواقع عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يهدفون فقط إلى الاستعراض أو الاستهزاء بالآخرين، ونشر أمور غير لائقة أو تضر الناس. هؤلاء يجب التصدي لهم وإيقافهم عند حدهم، وأتذكَّر في بداية انطلاق مواقع التواصل الاجتماعي، أن الغالبية كانوا ينتقدون الفنانين حسبما يرونه مناسباً، ويترصدون أي هفوة يقعون فيها، ولا يقدِّرون جهد الفنان وسهره وإخلاصه لفنه، إذ كانوا يهدرون أوقاتاً طويلة للتكلم عن فنان ما، وقد لاحظت أن كثيرين من المشاهير في هذه المنصات، ظهروا لفترة معينة، ثم اختفوا، وهذا ما لا يفعله أي فنانٍ، إذ يبقى متواصلاً مع جمهوره، ويحرص على تقديم رسالته للمجتمع عبر فنه وإحساسه أينما كان، لأن روح الفن تعيش داخله ومعه في كل لحظة، ويتعامل مع محبيه بصدق، ويجدِّد الأصداء من حوله بالوجود الفني الدائم، واختيار ما يناسبه، كي لا ينساه الجمهور، ولو أن الفنان يُنسى لما تذكر الجمهور حتى الآن تلك الأعمال الجميلة التي عُرضت خلال الخمسينيات الميلاديـــــة من أفلام ومسرحيـات ودرامـــــا على الرغم من وفاة الفنانين الذين شاركوا فيها».
مشاهير «السوشيال ميديا»
«فقاعة صابون»
وافقها الرأي الفنان محمد الكنهل، مؤكداً أن الجمهور يتذكر الممثلين تحديداً وإن غابوا فترةً طويلة عن الشاشة بسبب إعادة أعمالهم السابقة من فترة لأخرى، بخاصة إذا ما كانت ذات محتوى جيد. فمن المعروف أن الفنان يتحسَّن مستوى أدائه كلما قدَّم أعمالاً أكثر، فيبقى اسمه يُتداول بين الناس، ويتمتع بالشهرة طالما أنه لا يزال على قيد الحياة وقادراً على تقديم مزيدٍ من الأعمال سواءً كانت كوميدية أو تراجيدية، وما إن يُتوفى حتى تصبح أعماله خالدةً في ذاكرة الجمهور والنقاد وجميع المهتمين بالفن.
أما نجوم «السوشيال ميديا»، فبعضهم يشبه «فقاعة الصابون»، يشتهر ويحقق نجومية كبيرة، ويتابعه الملايين لمدة عام أو اثنين، وحينما تنفد أفكاره، ويفتقر إلى تقديم المحتوى الجيد الذي تعوَّد عليه جمهوره، يخبو بريقه وينتهي إلى الأبد. وأقصد هنا مَن يعتمد في نجوميته على نشر مقاطع فيديو، تخالف القواعد العامة والعادات والتقاليد المجتمعية، مثل هؤلاء ينتهجون أموراً غير مألوفة ليشتهروا، على طريقة «خالف تُعرف»، لأن أفكارهم محدودة جداً، ما يعرِّضهم للإفلاس، وفقدان البريق والنجومية في أي لحظة، خصوصاً إذا ما انكشف بريقهم المزيف للجمهور الواعي والمثقف. في المقابل، هناك آخرون، يقدمون محتوى جيداً ورسائل قيِّمة. هؤلاء يبقون في أذهان الناس مثل «بقاء الفنان في الذاكرة»، فالفنان لا يشبه لاعب كرة القدم، يشتهر خلال مواسم عطائه، ثم يُصاب ويترك الملاعب، ليفقد نجوميته ومعجبيه، ويقاس على ذلك مشاهير «السوشيال ميديا». أما بالنسبة إلى الفنان، فلا يستطيع مرضٌ أو إصابة أعاقته عن «بث روحه» وتقديم عصاره فكره وخبرته خلال سنوات عمله، أن توقفه عن العطاء لأنه نبع لا ينضب».
لا توجد قوانين ثابتة
الفنان الشاب رامي عبدالله تحدث من جهته عن استغلال الشهرة، موضحاً أن لكل مشهور شريحة تتابعه، تختلف باختلاف توجهاتها واهتماماتها، وغالباً ما يمتلك المشهور القدرة على التأثير الناعم فيهم، وإيصال أفكاره إليهم، وتسويق أي منتج يرغب فيه. وعادةً ما تستمر هذه الشهرة فترة قصيرة، يستطيع من خلالها المشهور تطوير ذاته، وتكوين قاعدة متينة لضمان استدامة جمهوره فترةً طويلة، لكن في أكثر الأحيان، يكون مصيره مثل مصير كثيرين ممن مرَّوا على الشهرة مرور الكرام. ففي عالم الشهرة في «السوشال ميديا»، لا توجد قوانين ثابتة أو معايير معينة، فهناك مَن يشتهر لشكله وآخر لمستواه المعرفي وثالث لـ«تفاهة» ما يُقدِّم، وهناك مجالات أخرى للشهرة، لكن غالبية رواد مواقع التواصل يبحثون دائماً عن الجديد الذي يمكن اعتباره المسؤول الأول عن شهرة أي شخص. وقال عبدالله: «رأينا كثيرين من المشاهير الذين كنا نعتقد بأنهم مؤثرون، لكن بمجرد انخراطهم في الإعلام التقليدي المؤثر، اكتشفنا أنهم لا يمتلكون أي بُعدٍ ثقافي أو معرفي، في حين استكمل مشاهير آخرون إبداعهم حينما دخلوا الإعلام التقليدي واستطاعوا إثبات أنفسهم من خلاله».
تأثير مختلف
من الطرف الآخر، أوضح طارق الحربي، أحد أبرز مشاهير«السوشال ميديا»، أن تأثير مواقع التواصل يختلف بحسب كل شخصية، قائلاً: «يختلف التأثير حسب تقبُّل الجمهور، فبعض المؤثرين يُقبَل منهم كل ما يقدمونه مهما كانت الرسالة التي يوصلونها أو العمل الذي يؤدونه. وأرى أن استمرارية الشهرة أمرٌ سهل، إذ من الصعب جداً نسيان المؤثر الذي أثبت نفسه في السابق. لكن في الوقت ذاته، من الصعب على المشهور الاستمرار في عطائه الجميل نفسه أو زيادة إنتاجه. وأرى أيضاً أن جودة العمل وقوة الفكرة أمران مهمان حتى يصبح هذا الإنتاج متداولاً بشكل كبير، وبالتأكيد لكل شخص توجه خاص، يعمل ضمنه، وأنا شخصياً لا أحبذ السهل الممتنع، لذا أتوجه دائماً إلى الإنتاج الضخم، وهذا ما دفعني إلى استخدام «سناب شات» لتسويق أي عمل».
البقاء للوسيمين
رأى الممثل والمؤثر رياض آل زيدان أن «السوشيال ميديا» تخدم فئات معينة، وأن «ممثل السوشيال ميديا» معرَّضٌ إلى السقوط في أي لحظة، لذا عليه تغيير وسيلة ظهوره والاتجاه إلى التلفزيون، كما فعل عدد كبير من الممثلين، عكس المغني الذي لا يمل جمهوره منه أبداً، لأنه يظهر بـ«لوك» جديد وأغنيات ذات طابع مختلف وألحان متنوعة. أيضاً، إذا كان المشهور وسيماً أو متقناً لعمله، فسيجد مَن يتابعه، وإذا اختفى يوماً، فسيبحثون عنه، أما إذا كان مجرد مهرج، فما إن يحذف حسابه حتى يُنسى. وقال: «منذ عامين وأنا أبحث عن فناني المفضل عبدالعزيز كسار، نظراً إلى إعجابي بأدائه، لكن من دون جدوى».
التجديد مطلوب
خالفهم الرأي المقدِّم واليوتيوبر محمد سال، إذ رأى أن المشهور على «السوشيال ميديا» أكثر تأثيراً من الفنان، نظراً إلى قربه من الجمهور، كونه يعمل على إنشاء محتوى من حياته اليومية، ويشاركه مع متابعيه بتفاصيل شخصية وعفوية، ما يُشعر الجمهور بقربه منهم بشكل شخصي، فتصبح العلاقة شخصيةً نوعاً ما لا علاقةً بعيدة من الواقع، كما هو الحال مع الفنان الذي يظهر غالباً على المسرح أو على شاشة التلفزيون، وهذا ما يفسر دخول الفنانين عالم التواصل الاجتماعي. وقال: «المشهور يحافظ على استمراريته بتجديد نوع المحتوى المطروح، لأن المتابع بطبعه كثير الملل، كما أن الاستمرار في إنشاء محتوياته يُكسبه خبرةً أكبر، ما يزيد من إعجاب جمهوره به، وعندما يغيِّر، أو يجدد نوع المحتوى المطروح، يكون غالباً في الاتجاه المناسب والممتع».
المتلقي هو مَن يحدد
كشف عبدالرحمن الشمري، الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، أن التأثير يختلف في كل مجال، فكل مشهور يؤثر بما يمتلكه من أدوات، تمكِّنه من ترك انطباعٍ لدى جمهوره. مثلاً، يؤثر المغني في جمهوره بطرح أغنيات مختلفة، والفنان بتجسيد أدوار غير مألوفة، كذلك يختلف التأثير باختلاف المنصة الإعلامية. فمن الجمهور مَن يتأثر بمقالة صحفية، في حين يرى آخرون أن الصحافة مجرد ورق مهدور، ومنهم مَن يرى أن الأفلام تشتمل على رسائل هادفة، بينما يؤكد آخرون أنها مجرد مقاطع فيديو مدتها ساعة ونصف الساعة لا غير، أما في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أجمعت الغالبية على أن ما يُقدَّم، يؤثر بشكل عام في المتلقين.
ففي إمكان أي مستخدم الوصول إلى ما هو مطروح في أي مكان وزمان، ومَن يقدم نفسه في وسائل التواصل الاجتماعي، يُنتظر منه أي شيء، ويهتم المتابع بتفاصيل ما يقدمه، لذا أرى أن تأثير «السوشيال ميديا» أشمل بسبب سهولة الوصول إليه وسهولة تلقي طرحه وفهمه. والاستمرار في أي مجال في العالم، يعتمد على مواكبة كل جديد فيه، سواءً كانت أغنية أو فناً أو غير ذلك.
«السوشيال ميديا» أكثر تأثيراً
قال الفنان أحمد قصيري، الحائز على لقب «نجم السعودية» في الموسم الأول: «لكل شخصية تأثيرها المختلف في الجمهور، فالمذيع مثلاً تأثيره إيجابي، لكنَّ ذلك يختلف حسبما يذيعه من أخبار أو معلومات أو حوارات، كذلك الحال مع الممثلين، إذ يمتلكون تأثيراً واسعاً من حيث إيصال فكرة المشهد «حزن، فرح، أو غير ذلك»، وهذا أيضاً ما ينطبق على المطربين، لكنَّ تأثيرهم وجداني، يلامس القلوب من حيث الإحساس واللحن، وإيصال المعنى الحقيقي للكلمة، والاسترخاء والذهاب بالخيال بعيداً. هؤلاء جميعاً يحافظون على استمرارية شهرتهم بالمشاركة الدائمة في مواقع التواصل الاجتماعي، وطرح الأعمال الرائجة التي يطلبها الجمهور».
السوشال ميديا» مقصد الجميع
شدَّدت المذيعة والمؤثرة «كابتن ريما» على أنه لم يعد هناك اختلاف اليوم في طريقة التأثير في الجمهور، وقالت: «حالياً، يلجأ الجميع إلى «السوشيال ميديا» عكس ما كان عليه الأمر في الماضي، حينما كان ظهور الفنان للجمهور يقتصر على شاشات التلفزيون فقط، ويؤثر فيهم بأغانيه أو طريقة تمثيله، في حين، كانت اللقاءات والحوارات التلفزيونية معه توضح طريقة تفكيره. واليوم عندما يخوض تجربة الظهور على منصات التواصل الاجتماعي، يجد أمامه خيارات كثيرة، إذ يتكلم بطريقة «السوشيال ميديا»، ولا يقتصر حديثه على الفن فقط. وبرأيي هناك أربعة محاور، يبني من خلالها الشخص شهرته على مواقع التواصل، أولاً طريقة «الفاشنيستات» بتقديم الماكياج والأزياء، ثانياً تقديم محتوى كوميدي فكاهي، ثالثاً الانتقادات السلبية لشخصيات معروفة والانتقادات الأخرى اللاذعة التي غالباً ما تكون في محلها ورابعاً طرح محتوى تافه وسخيف. وفي اعتقادي، لا بد من أن يصاحب الاستمرارية تغيُّر مدروس مناسبٌ لإبقاء الأصداء ذاتها حوله، كي لا يكرهه الجمهور بعد هذا التغيير، وهذه معادلة صعبة بالفعل، لكنها سهلة في الوقت ذاته، وهناك مَن ظهر ونجح في كلتا المنصتين ثم خفت نجمه، لأنه كان يقدم المحتوى ذاته بلا تغيير أو تطوير، ولم يلتفت إلى ما يفضله جمهوره».
محاكاة الثقافات الأخرى
تطرّق راكان بو خالد، مغنٍّ مدبلج للرسوم المتحركة صُنِّف ضمن قائمة أفضل 80 صانع محتوى في «فايسبوك» في العالم، إلى طريقة صناعة المحتوى عند الفئتين، وضرورة التعايش مع الثقافات الأخرى، بالقول: «برأيي، هناك مراحل مرَّت بها المقارنة بين الفئتين، الممثل والمطرب وأي عامل في المجال الإعلامي، والمؤثر في مواقع التواصل الاجتماعي، وغالباً ما يصافح الأخير الجمهور بعفوية ومن دون تكلُّف، ويلتقط معهم الصور، أو الفيديوهات شخصياً، ما يصنع له كياناً وجمهوراً خاصاً به، عكس الحال مع الأول، الذي يصافح الجمهور عن طريق الإنتاج المتقن والسيناريوهات والكلمات المسطَّرة، والألحان وغير ذلك من مسيِّرات المواد الإعلامية، لتُقدّم عبر شاشات التلفاز والإذاعات. وحالياً، أصبح رواد التواصل، يستخدمون مسيِّرات الطرف الآخر ذاتها، في حين، التفت الممثل والمطرب إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح من روادها، لذا لم يعد هناك فرق كبير بين الطرفين من ناحية طريقة التأثير، إذ تشابهت المعطيات، لكن هناك عوامل خاصة، يعتمد عليها المشهور للمحافظة على استدامة شهرته، منها ملامسة الثقافات المختلفة، فالعالم كبير جداً، لذا تختلف ثقافات متابعيه، وإذا استطاع الفنان ملامسة ثقافات الناس بطريقة عصرية ومهذبة، تعكس احترامه ومحبته لهذه الثقافات عن طريق الفن الذي يقدمه، فسيكسب محبة وولاء أصحاب هذه الثقافات، خصوصاً إن استمر بمحاكاتهم من دون توقف».
دراسة الجمهور
ختاماً، كشف ابراهيم الدوسري، نجم «سناب شات»، عن أفضل الطرق التي يدرس فيها المشهور المحتوى المقدَّم، قائلاً: «يستطيع المشهور المحافظة على شهرته، والتوسع فيها من خلال دراسة المتابعين بشكل جيد، والتنوع في الطرح، الذي يُعد الخيار الأنسب، إضافة إلى صنع هوية إعلامية خاصة، تترسخ في أذهان المتابعين. فصناعة المحتوى والاهتمام به بطريقة احترافية، يجعلان من مواقع التواصل متجددةً دائماً، كما يجب على المشهور تقديم طرحه بإيقاع سريع، والسعي إلى الدمج بين الواقعية والطرح الفني المباشر. ومن الأمور التي تقع على عاتقه كذلك، أن يكون حاضراً بذكاء وبشكل مقنَّن في المناسبات والأيام العالمية والوطنية، وعامةً، عندما يستند النجم الإعلامي أو الفنان إلى فريق استشاري مختلف التخصصات، ووكيل أعمال لديه نظرة بعيدة المدى من خلال معطيات علمية ودراسات موثوقة، ستكون الاختيارات الفنية والإعلامية حتماً عالية الدقة. وأرى أن ضبط المحتوى وتنوعه من ناحية الطرح والأفكار والإعلان بطريقة تحترم الجمهور، تضمن الديمومة. وهذا يؤكد أن صاحب المنتج الفني متكامل الأركان لا يموت إذا كان في الزمن والمكان الصحيحين، وبالطبع هناك مؤشرات عدة تصنع التباين الملحوظ في تأثير المشاهير باختلاف فنونهم، من أهمها القيمة الفنية التي يمتلكها المشهور، إضافة إلى قدرته على تقديم منتج فني مناسب للجمهور، يجعله شغوفاً في التواصل معه، ويزيد من مستوى تأثيره. كما أن تسويق واستثمار الأعمال الفنية بتقديمها بقالب قصير أو بوصفها منتجاً جديداً، يزيد من درجة تأثيره. ويمكن القول أخيراً إن الثقافة الإعلامية والحضور الذهني والقدرة على صناعة المحتوى، تجعل من حيز التأثير عالياً، كون مواقع التواصل تحتاج إلى مسايرة عالية، وتتطلب فكراً وتحركاً وتنوعاً في تقديم مادة جيدة للمتابع».