يجمع بين الروح الشبابية والدقة والاحترافية، فيُسهم في كل مرةٍ يشارك في عملٍ بتقديم دراما شيّقة، تنال إعجاب متابعيه.
هذه الاحترافية في الأداء، ترتبط بموهبته التي عززها بالمشاركة في عددٍ من الأعمال الناجحة، بدءًا بالمسلسل الجماهيري «طاش ما طاش»، ثم «الوهم».
أما إطلالاته في المسرح، فلا تقلّ رقيّاً وإبداعاً عن إطلالاته الدرامية، بخاصة أن علاقة عشق طويلة تربطه به.
الفنان عبدالعزيز الفريحي، كشف في حواره مع «سيدتي» كيفية دخوله المجال الفني، وأبرز الصعوبات التي تواجه الفنانين السعوديين حالياً، وتجسيده دور «تركي» في المسلسل الجماهيري «شباب البومب»، إضافة إلى جوانب من حياته الشخصية.
بدايةً، حدِّثنا عن دخولك المجال الفني، والصعوبات التي واجهتك؟
بدايتي كانت في المسرح، وتحديداً في الصف الثاني الابتدائي، كما تتلمذت على أيدي أساتذة كبار من الرعيل الأول، تحديداً عمالقة المسرح، الذي أعتبره «هوى روحي». فمنه انتقلت إلى الشاشة الصغيرة، وشاركت في عددٍ كبير من الأعمال، والفضل يعود في ذلك بعد الله إلى الفنان الراحل محمد العلي «والدي الروحي» الذي علَّمني «ألف باء التلفزيون» وكل ما يخصه، مثل كيفية القراءة والتحليل والتمثيل. كذلك، درست في الجامعة، وحضرت مستمعاً عدداً من المحاضرات الإعلامية حول التمثيل والإضاءة والإخراج. أما أصعب ما واجهني، فهو الوقوف أمام الكاميرا وعدم وجود بيئة خصبة للانطلاق، والاعتماد في ذلك على الجهود الذاتية.
دخول المجال الفني حالياً هل يختلف عن السابق، وما نصيحتك للمبتدئين؟
حالياً، دخول المجال الفني أسهل بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي. سابقاً، كان الحصول على نسخة من النص فقط، يتطلب الذهاب إلى أماكن بعيدة، في حين يمكن فعل ذلك الآن بالجوال. أما نصيحتي للمبتدئين، فهي الصبر، والتمثيل من أجل التمثيل والفن لا الشهرة والمال، فعشق الفن سيأتي بالشهرة والمال.
ما معايير الممثل السعودي في قبول الأدوار؟
لا توجد معايير. أحياناً يضع الفنان معايير لا تلائمه لاختيار الشخصيات، وهذا الأمر يختلف من فنان لآخر، لكن غالبية الفنانين يستقبلون النص ويمثلونه فقط، وبعضهم يقبل بأي دور للظهور أمام الناس، وأنا ضد هذا التصرف.
التمثيل مثل البصمة
ممثل جديد تراه يمشي على خطاك الفنية؟
التمثيل مثل البصمة لا تتشابه. حينما يمشي ممثل على خطى ممثل آخر، يُعدُّ هذا تقليداً، ولا يوجد شخصٌ قلَّد عبدالحليم حافظ وأصبح مثله. وبالنسبة إلى الاختيارات، فهي مثل تفصيل الثوب، يتحدَّد على المقاس، واختياراتي تمثِّل شخصيتي وروحي.
دورٌ تحلم به منذ بداية مسيرتك الفنية؟
لا أستطيع الكشف عنه، لكن فعلياً الدور الذي أحلم به لم يأتِ بعد، وأرى أنني لم أقدّم ما يرضي غروري عبر شخصية معينة، وأعمل جاهداً على توظيف شخصيات عدة في النصوص كي لا أضعها في غير مكانها، وأتمنى أن يأتي دور أحلامي في عمل سينمائي.
ما الذي نال إعجابك في «شباب البومب 8»، وما الذي أثار استياءك؟
لا شيء يثير استيائي في «شباب البومب»، لكننا نبذل جهداً كبيراً، ونتعب كثيراً حتى يخرج العمل بأفضل شكل، وفي كل جزء يصبح الجهد أكبر، جسدياً وفكرياً، إضافة إلى تنوُّع مواقع التصوير، والنصوص الجديدة أصعب، لكن الحمد لله النجاح حليفنا.
إلى مَن يعود الفضل الأكبر في نجاح «شباب البومب»؟
قدَّم المسلسل الفنان فيصل العيسى، وكنتُ معه منذ الجزء الأول، وكافحنا سوياً حتى يظهر للنور، لكنّ الفضل الأكبر في هذا النجاح يعود إلى فريق العمل كله.
ما انطباعك عن دور «تركي» في المسلسل، وهل يشبهك؟
أحب شخصية «تركي» لأنها تشبهني كثيراً. نحن شخصان في شخص واحد، وأحياناً أتحدث معه. في البداية، أحببت الاسم، ثم الطباع، وحرصت على إعطائه حقه في كل الحلقات التي يظهر فيها.
كيف ترد على مَن يرى أن مستواك الفني أكبر من «شباب البومب»؟
على العكس تماماً، بدليل أن المشاركة في «شباب البومب» أصبحت أمنية كل فنان. المسلسل مثل هرم ضخم يحتضنني وغيري.
انتقاد «شباب البومب» اليوم، هل مجرد صورة نمطية يتخذها المجتمع من دون أن يلاحظ التغييرات الإيجابية التي شهدها المسلسل؟
هناك مشاهدون ينتظرون العمل ليُخرجوا «الأعذار»، وقد اعتدنا على هذا الأمر، ونعرف ما لنا وما علينا، وإلى مَن يجب أن نسمع.
حدِّثنا عن موقف في كواليس المسلسل؟
خلف الكواليس، هناك صعوبات لا يتخيلها الجمهور. الحلقة الواحدة تأخذ منا ثلاثة أيام لتصويرها، والمشهد الواحد قد نصوره في أربع ساعات، وتحت الشمس أحياناً، وقد نعمل في اليوم الواحد 15 ساعة، وما ينسينا هذا التعب هو الضحك وخفة الدم بين الجميع. ومن المواقف التي لا أنساها حلقة «أسد حارتنا»، إذ أتينا بأسد حقيقي، وجعلناه يمشي في الصالة، وعلى الرغم من أن مدرّبيه كانوا معه، إلا أن حركاته لم تكن مضمونة، لذا اجتمع طاقم العمل كله داخل غرفة، وتركنا الكاميرا مفتوحة للأسد ومدرّبيه.
عملكم في المسلسل هل يقيدكم بسبب بدء ورشة التحضير بعد انتهاء رمضان مباشرةً؟
يقيّد أبطال العمل وأعمدته الستة فقط في أوقات معينة لا تتجاوز الشهرين. أما الكُتَّاب، فهناك متخصصون يتفرغون في أوقات محددة للعمل.
اقتصار عرض «شباب البومب 8» على «جوي» والتلفزيون هل قلَّل من نسبة مشاهدته، وهل ترى في ذلك استغلالاً؟
على العكس تماماً، ازدادت نسبة المشاهدين بشكل غير متوقع، وصل إلى الضعف. عرض العمل على «جوي» ليس استغلالاً، فنحن في عالم اقتصادي منفتح، و«شباب البومب» يجذب المتابعين والإعلانات، لذا هو نوع من التسويق الحديث.
ماذا يعني لك المسرح؟
روحي وبيتي وعشقي، أعشقه مثل عشق قيس لليلى، وعنترة لعبلة، ولا أستطيع التنفس من دونه. أجلس فيه أحياناً وحدي، وأنظر إلى الكراسي، وأتحدث إليها، وأشعر أنها ترد علي، وأعتذر إذا ما أطلت الغياب أو قصَّرت في نص معين.
ما رأيك في المسرح السعودي اليوم، ومَن جمهوره؟
لا يمكن وصف مستواه بالعالي، لأنه كان يفتقد العنصر النسائي، لكن بعد إطلاق «رؤية 2030»، اختلف الوضع واكتملت المعادلة. وبعد عشر سنوات من الآن، يمكننا الحكم على مستواه. أما الجمهور، فهو سعودي بحت، لكن مع التطور الذي يشهده مسرحنا، سنستقطب الجمهور الخليجي قريباً.
«العاصوف» تسيّد الدراما اليوم، مَن النجم السعودي الأول من وجهة نظرك؟
في هذه الحقبة ناصر القصبي. وبشكلٍ عام، القمة تتّسع للجميع.
فنانٌ تستمتع بالعمل معه، وآخر ترى أنه تشرَّب الفن؟
أستمتع بالعمل مع كل ممثل يحترم عمله، وأرى أن الراحل الفنان محمد العلي تشرَّب الفن من شعره إلى أخمص قدميه.
هل فعلاً المسلسلات السعودية لا تُتابع إلا في رمضان؟
رمضان موسم المسلسلات في العالم العربي كله، لذا ليس من العيب إنتاج مسلسلات خاصة بالشهر الفضيل، لأن نسبة المشاهدة فيه مضاعفة عن باقي المواسم.
مسلسلاتٌ شاهدتها في رمضان 2019، وهل هناك عملٌ تمنيت المشاركة فيه؟
شاهدت «العاصوف»، فقد تسيَّد الدراما في الموسم الماضي، كونه يحكي عن حقبة تاريخية مررنا بها، خصوصاً حادثة الحرم، إضافة إلى «شباب البومب» و«زلزال« و«دفعة القاهرة»، وليس هناك عمل محدد تمنيت المشاركة فيه.
متى يتخلى الفن عن الفنان والعكس؟
يتخلى الفن عن الفنان بسهولة إذا ما كان همُّه الشهرة والمال، والفنان الحقيقي لا يتخلى أبداً عن الفن، لأنه يتنفسه.
يرى جمهورك أنك مظلوم إعلامياً، كيف ترد؟
لست مظلوماً 100%. أنا لا أبحث عن الإعلام، ومقصِّر في حقه. في المقابل، غالبية الصحافيين اليوم يريدون أن يأتي الخبر إليهم، والأصل أن يبحثوا عنه. ومن جانب آخر، أنا فنان، والفنان لا يأخذ حقه أمام نفسه والآخرين، لذا دائماً ما يكون مظلوماً.
يُقال إن الفن لا يُطعم خبزاً اليوم، هل هذا صحيح؟
لا يوجد لدينا ممثلون محترفون يعتمدون على الفن، وغالبية الفنانين عندنا موظفون حكوميون، تساعدهم دوائرهم في التفرغ للأعمال الدرامية، ووزارة الثقافة مشكورةً دعمت ذلك ومجلس الشورى أيضاً.
اعتذرت لجمهورك عن «حسب الظروف» بتقديم عرض مسرحي، هل دفعك النقد إلى ذلك؟
قدمنا كل ما في وسعنا في العمل، لكنَّ الظروف الإنتاجية أثرت في مستواه، ومع ذلك، حقق نسبة مشاهدة جيدة. الرغبة في الشهرة أساءت إليه، وبعضهم أراد الظهور على مبدأ «مع الخيل يا شقرا» من دون أن يعرف أي شيء عن العمل. والاعتذار تعبير صحافي، فالفنان لا يعتذر لأنه مثل درجة الحرارة، يرتفع وينخفض بمحطات نجاح وفشل.
هل يمكن لفنان صاعد حديثاً التفوق عليك فنياً؟
بالتأكيد، فكم من تلميذ تفوَّق على أستاذه، وهناك ممثلون تأتيهم الفرص صدفةً، وآخرون يبحثون عنها ولا يجدونها.
هل شعرت أن أحد أعمالك لم يجد الصدى المتوقع؟
هناك أعمال توقعنا حصدها مشاهدات عالية، وتابعها الجمهور مثل أي مسلسل عادي، وأخرى لم نتوقع أن تشتهر، لكنها حققت جماهيرية عالية، مثل «دمعة عمر» و«الوهم» و«نورة». الجمهور يصعب فهمه.
عملٌ وُفِّقت فيه وتتابعه حتى الآن؟
«الوهم» من إنتاج شركة جديرة، أول بطولة لي، فما زال صداه حتى الآن، ودائماً ما يسألني الجمهور عنه، لذا أفتخر به.
أنا هلالي
تحرص على حضور المناسبات الاجتماعية، لماذا؟
لأن من واجبي بوصفي فناناً حضور المناسبات الاجتماعية والخيرية والتطوعية، لكنني أرى أن الجمعيات والمراكز الخيرية مقصّرة في البحث عنّا، على الرغم من أننا قد نترك العيد لزيارة المستشفيات.
هل يجب على الفنان الظهور بإطلالة لائقة حتى في النزهات، ومتى يجب أن يرفض التقاط الصور معه؟
الجمهور لا يعرفك إلا عبر الشاشة، لذا لا يجب مقابلته بـ«التكشير»، وإنما بالود والمحبة والابتسامة، مع الحرص على الظهور بإطلالة مناسبة. أما الصور، فلا يجب رفض التصوير إلاّ في بعض الحالات الخاصة، مثل الوجود مع العائلة في المطعم.
صِف لنا الجانب العائلي من حياتك؟
حالي مثل حال أي إنسان مع أسرته، أعيش حياة عاديةً مع والدتي وإخواني، ولنا عاداتنا وتقاليدنا التي يفهمها المجتمع السعودي.
ما علاقتك بالقهوة التركية؟
أراها من ضروريات الصباح، وأحرص على أن يبدأ يومي بها حتى يعتدل مزاجي.
هل كشفك عن ميولك الكروية «هلالي» أكسبتك عداوات؟
أنا هلالي وأفتخر بذلك، وأحترم بقية الأندية، لكنني لا أستطيع كتم ميولي من أجل الفن، فقد أصبحت فناناً لأكون حراً طليقاً، والحمد لله، جمهورنا راقٍ ومثقف، لذا لم أتأثر بالأمر.
مطربٌ يُطربك غناؤه؟
جميع أغاني الفنان عبدالكريم عبدالقادر، فهذا الفنان يجعلني أعيش في سحابة لا أنزل منها، إلا إذا توقف عن الغناء.
شقيقي خالد يتميز بموهبة كبيرة
تشارك جمهورك بطولات شقيقك الأصغر خالد في الرالي، ما علاقتك بهذه الرياضة؟
خالد يتميز بموهبة كبيرة في القيادة، ويحب السيارات الصحراوية، لذا أحرص كثيراً على تشجيعه بإبراز بطولاته. ومن جهتي، أعتبر هذه الرياضة فناً من الفنون، نظراً إلى صعوبتها، وأشعر بسعادة بالغة حينما يحقق أخي إنجازاً فيها، وأتمنى أن يجد راعياً، لأنه بطل حقيقي.
أي وسائل التواصل الاجتماعي تحب استخدامه؟
«تويتر»، لأنه المنصة الأكثر انفتاحاً وتداولاً في العالم، ثم «إنستغرام»، ثم «سناب شات»، أما جمهوري الأكبر، فموجود على «إنستغرام»، إذ يبلغ 200 ألفاً.
متى تستخدم «البلوك» في «السوشيال ميديا»؟
مع مَن لا يحترمون مبادئ الأدب، ويشتمون.
فنانٌ خسره الفن السعودي حينما ودعه؟
الفنان الراحل محمد العلي. أصبح هناك فراغ كبير في الساحة الفنية بعد وفاته، والفنان الراحل الدكتور بكر الشدي، والفنان عبدالعزيز الحماد، رحمهم الله.
كلمة توجهها لكل من:
الفنان فيصل العيسى: استمر فأنت رائع، وتختلف عن الآخرين باستراتيجيتك ورسمك لخططك المستقبلية.
الفنان فايز المالكي: عُد إلى التمثيل والأعمال الكوميدية القديمة التي عرفناك فيها.
كلمة لجمهورك: أحبكم.
شاهدوا كواليس تصوير الفنان عبدالعزيز الفريحي على sayidaty. tv
شاهدوا أيضاً:عبد العزيز الفريحي: أمنيتي العمل مع هؤلاء النجوم المصريين