بالإضافة إلى مناطقها الطبيعية وشواطئها الخلابة، تتميز السعودية بالعديد من المناطق الأثرية والتاريخية التي تضم في تفاصيلها عبقَ الماضي الجميل، وأروعَ ملاحم التضحية والوحدة في سبيل ترسيخ قواعد الوطن الذي يرفل اليوم في رغد العيش والأمن والأمان.
أبرز تلك الأماكن التاريخية التي تستحق الزيارة في اليوم الوطني السعودي، رصدناها لكم من مناطق سعودية عدة في التقرير التالي ..
الدرعية التاريخية
ارتبط اسم الدرعية بالدولة السعودية الأولى، فقد كانت عاصمة لها، وظلت مقراً للحكم ومنارةً للعلم حتى عام 1240هـ "1824م"، حينما وقع اختيار الإمام تركي بن عبد الله على الرياض لتصبح مقراً جديداً للحكم.
تترامى مساحة الدرعية على ضفاف وادي حنيفة، وهذا ما منحها جمالاً أخاذاً، كما تنفرد بكثرة الشعاب والأراضي الخصبة، ويمكن زيارة أماكن كثيرة فيها، منها حي البجيري الذي يتَّسم بمكانته الثقافية وشهرته العالمية، إذ يضم مؤسسات ذات تاريخ عريق، مثل مؤسسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومتنزه الدرعية. ومن الأحياء ذات الشهرة العالمية، حي الطريف الذي سجلته لجنة التراث العالمي في قائمة التراث العالمي.
وتكثر في الدرعية المتاحف، من أهمها متحف الدرعية في قصر سلوى. ومتحف الحياة الاجتماعية، ومتحف الخيل العربية، ومتحف التجارة وبيت المال، ومتحف العمارة التقليدية.
حصن المصمك.. ملحمة التوحيد
كلمة المصمك، أو المسمك، تعني البناء السميك والمرتفع الحصين، وقديماً كان المصمك يستخدم مستودعاً للذخيرة والأسلحة بعد فتح الرياض عام 1902، وظل يستخدم لهذا الغرض إلى أن تقرر تحويله إلى مَعْلم تراثي، يحكي تاريخ توحيد السعودية.
وقد تم تشييده عام 1312هـ "1895م" على مساحة 1880م2، ويحتوي على مسجد، ومجلس "ديوانية"، وبئر، وثلاث وحدات سكنية، وحُوِّل إلى متحف، ويقع القصر وسط مدينة الرياض.
الأحساء
تعتبر محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية ذات تراث عميق وكبير ، تحتضن واحة الأحساء وهي من أكبر وأشهر واحات النخيل الطبيعية في العالم ، فضلاً عن الموقع الجغرافي والتاريخي الهام الذي تتميّز به وأهلها لتكون صلة الوصل بين الحضارات القديمة منذ آلاف السنين، الأمر الذي استحقت عليه الواحة وبجدارة أن تكون ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي (اليونيسكو) تَمّ تلقيبها من قبل البعض بلقب بحر النخيل ويصفها البعض الآخر ببحر من النخيل عند ذكرها.
ويعد جبل قارة من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء ويتميز بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة تخالف أجواء الطقس السائدة خارج الجبل فهذه الكهوف باردة صيفا ودافئة شتاء، يطل الجبل أعلى مساحات شاسعة من أشجار النخيل والبساتين.
جدة التاريخية
جدة من المدن ذات التاريخ العريق، واكتسبت مكانة متميزة بعدما اتخذها الخليفة عثمان بن عفان ميناءً لمكة المكرمة عام 26هـ "647م".
وتمتلك جدة كثيراً من المقومات التاريخية والعمرانية، إذ تضم عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، ومن أهم الوجهات التي ينصح بزيارتها في المدينة "جدة التاريخية" التي تشتهر ببيوتها التاريخية، ما يجعلها مثل متحف مفتوح.
ومن أكثر ما تفتخر به المدينة سور جدة، وحاراتها العتيقة، ومساجدها التاريخية، مكة، وباب المدينة، وباب شريف، وباب جديد، وباب البنط، وباب المغاربة.
أيضاً، هناك بيت نصيف، أحد أهم المعالم الأثرية، وقد اكتسب مكانة كبيرة منذ أن نزل الملك عبدالعزيز في ضيافة الشيخ عمر نصيف، وفيه بايع أهل جدة الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، عام 1925.
مدائن صالح
تقع على مسافة 22 كيلومتراً شمال شرقي مدينة العلا. منحها موقعها المتميز شهرة تاريخية، فقد كانت رابضة على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر. ويعود تاريخ مدائن صالح، التي كان يُطلق عليها مدينة الحجر، إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، ونظراً للأهمية التاريخية للمدينة، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة عام 2008، مدائن صالح موقعاً للتراث العالمي، لتصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي.
تضم المنطقة مجموعةً من القصور الأثرية والتاريخية، من أهمها قصر الفريد، أحد أشهر المقابر النبطية في الحجر، وعدداً من المزارات السياحية، ومقابر الأسود التي تتكوَّن من أطلال متراكمة من المباني الحجرية، إضافة إلى مجموعة ضخمة من المقابر المنحوتة، وجبل أثلب.
ومن التكوينات الطبيعية البديعة في منطقة العلا جبل الفيل، وهو عبارة عن تشكيل جمالي، يتكوَّن من صخرة يصل طولها إلى نحو 50 متراً، ويعد من الأماكن المناسبة لممارسة الرياضات الصحراوية، وتسلق الجبال.
