لم يعد الانتحار ظاهرة يمكن السكوت عنها أو المرور عليها مرور الكرام، بعد أن أصبح ظاهرة عالمية، يقدم عليها الصغار قبل الكبار ممن لا يتمتعون بمناعة عقلية أو صلابة نفسية عالية تجعلهم يقاومون صعوبة الحياة، ويتحلون بالأمل والعزيمة للمضي قدماً بخطى ثابتة وأحلام جديدة، إثر تحطم أحلامهم القديمة أو خذلان أحبائهم وأهلهم لهم.
وكشفت خبيرة في الرعاية الصحية العقلية أن تسارع وتير الحياة خلال العقود الأخيرة، ممثلة في الثورة الصناعية وما تبعها من ثورة تكنولوجية نعيشها حالياً، ساهمت بشكل أو بآخر في ازدياد معدلات الانتحار.
وقالت خبيرة الرعاية الصحية العقلية، ستيف أمايا، إنه كلما زاد التطور الصناعي، وتسارعت وتيرة الحياة، لاسيما مع كثرة الاعتماد على التكنولوجيا، زادت «معدلات الانتحار» وفق ما ذكر موقع «ستاندرد ميديا»، و«سكاي نيوز».
وكشفت أمايا أن 3 من كل 4 أشخاص ينتحرون في كينيا هم من الذكور، وتشير إحصاءات أمايا لعام 2018 إلى أنه من بين 420 حالة انتحار تم الإبلاغ عنها في كينيا، كان هناك 330 من الرجال.
وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى إن معدلات الانتحار ارتفعت بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، وبلغت نسبتها 58 بالمئة منذ العام 1999.
ومن بين 90 حالة من «حالات الانتحار» في صفوف الإناث في كينيا خلال العام الجاري، استخدمت الكثير منهن الحبوب أو السم التي وضعت حداً لحياتهن.
وقالت أمايا إن «الغريب في الأمر أن «محاولات الانتحار» لدى الرجال ثلاثة أضعاف تلك التي لدى النساء»، وبالتالي فإن الرجال يتمكنون من إنهاء حياتهم بشكل أكبر 3 مرات من النساء.
أما الرجال فيميلون إلى طرق أكثر خشونة عند الانتحار، وفق أمايا، مثل قطع شرايين الأيدي أو إطلاق الرصاص على الرأس أو الشنق من خلال حبل معلق في السقف.
وترجع أمايا «أسباب الانتحار» إلى صعوبات الحياة على الإنسان اليوم، ومن بينها المشكلات الاقتصادية والشخصية وحتى الثقافية والروحية، التي أصبحت يعاني منها كثير من الناس بشكل متزايد.
لكن مع ذلك تري أمايا أن هناك نافذة أمل للذين يصلون إلى حافة الانتحار، وأشارت إلى أناس تمكنوا بالفعل من نفض غبار اليأس والنهوض من جديد ومواصلة الحياة من خلال الرعاية المجتمعية.