بعد انتظار طويل من ملايين السعوديين والعرب لمشاهدة أول فيلم عالمي ينتج عن القائد السياسي المحنك الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود في طفولته، ونبوغ حنكته السياسية مبكراً الذي رشحه لدى والده الملك عبدالعزيز آل سعود ليعينه مبعوثاً له رغم صغر سنه إلى بريطانيا، سيعرض فيلم «ولد ملكاً» حصرياً لأول مرة تجارياً في المملكة العربية السعودية بالتزامن مع الدول العربية.
انطلقت أمس الخميس 26 سبتمبر عروض الفيلم العالمي التاريخي «ولد ملكاً» الذي يتحدث عن زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود إلى بريطانيا، في قاعات ودور السينما في المملكة العربية السعودية والدول الخليجية والعربية، ليتعرف جيل اليوم الشاب على زمن بلده السعودية الجميل قبل مائة عام وما فعل ملكها اليافع من أجله قبل 100 عام وأكثر.
تدور أحداث فيلم «ولد ملكاً - بورن أكينج» حول أول رحلة دبلوماسية مهمة لمواطن سعودي إلى الديوان الملكي البريطاني، حيث التقى الأمير فيصل، البالغ من العمر 13 عاماً، كمبعوث رسمي لوالده الملك عبدالعزيز آل سعود مع الملك جورج الخامس، ملك إنجلترا، وشخصيات أخرى مثل وينستون تشرشل، ولورنس العرب، ووزير الخارجية اللورد كرزون.
استغرق الفيلم 4 سنوات كاملة، حيث انطلق العمل على تنفيذ الفيلم منذ سنة 2015 وانتهى إنتاجه سنة 2019. وتم تصويره ما بين العاصمة الرياض والعاصمة لندن تحت إدارة المنتج أندريس غوميز، والمخرج الإسباني أجوستي فيلارونغا. عكف على كتابة قصة الفيلم: هنري فرتز وبدر السماري وري لوريجا، وأخرج الفيلم الإسباني أغوستي فيلارونغا.
وشارك في بطولته الممثلون هيرميوني كورفيلد، ولورنس فوكس، وإد سكرين، وجيمس فليت، وراكان عبد الواحد، والطفل عبدالله علي الذي مثّل شخصيّة الفيصل وسنه 8 سنوات فقط ببراعة شديدة وفخر عظيم، وبدأ فعلاً بسن الـ13، إضافة إلى مشاركة أكثر من 80 شاباً سعودياً.
وقد تم عرض فيلم «ولد ملكاً»، بشكل خاص، مرتين في مدينة الرياض بحضور دبلوماسيين ومثقفين وإعلاميين من داخل السعودية خارجها، كما نقل موقع «مونت كارلو»، حسب ما ذكر موقع «سبوتنيك» ووسائل إعلام عديدة.
ويعد فيلم «ولد ملكاً - بورن أكينج» أول فيلم سعودي من إنتاج عالمي مشترك، بين السعودية وبريطانيا وإسبانيا.
وكشف الروائي السعودي بدر السماري، المشارك في تأليف العمل «أنه رغم أن الفيلم يصور حقبة صغيرة في تاريخ المملكة إلا أن هذه الفترة كانت مهمة جداً في تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية، وكان هناك العديد من الصراعات، والنصف ساعة الأولى من الفيلم تعريف بوضع المملكة قبل الرحلة، وبعض المعارك التاريخية التي خاضها الملك عبدالعزيز، من أجل معرفة أهداف رحلة الملك فيصل إلى المملكة المتحدة.
عن صعوبة هذا العمل بالنسبة للروائي يقول بدر السماري: «المهمة الأصعب للكاتب هي أن يلم بكل خطوط التاريخ، وهي مثل محاولة جمع البازل، فالصورة تكتمل مثل فسيفساء، قطع صغيرة من التاريخ تشكل اللوحة كاملة، بحيث يجد المشاهد فيها دراما تاريخية».
وكشف الأمير تركي الفيصل، عن شرط العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لمنح الإذن بإنتاج الفيلم لافتاً إلى أن الملك سلمان «أمر بمراجعة الفيلم بكافة مراحله من قبل وزارة الإعلام ودارة الملك عبدالعزيز، ومراجعة نص السيناريو ليطابق الحقيقة بعيداً عن القالب الوثائقي، حتى لا يفقد التشويق للمشاهد عن حياة رجل عظيم وملك معروف تاريخياً، وله مكانة اجتماعية مرموقة ومؤثرة على المستوى الإقليمي والعالمي».
حقائق أخرى:
- يبرز الفيلم تفاصيل وأسرار زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود حين كان أميراً بعمر 13 عاما إلى بريطانيا عام 1919م.
- يغطي الفيلم حياة الملك فيصل المبكرة منذ ولادته عام 1906 إلى عودته من إنجلترا في عام 1920.
- قدم الأمير تركي الفيصل معلومات مهمة وقيمة لطاقم الفيلم حتى يرى فيلم «ولد ملكاً» النور، وقال طاقم الفيلم أنه كان سخياً بوقته معهم للغاية حتى يستكمل هذا الفيلم الهام عن والده الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود الذي توفي عام 1975.
- قدرت ميزانية الفيلم بـ90 مليون ريال سعودي حسب ما ذكر بموقع «هي» السعودي، و«سبوتنيك».
- أول فيلم أوروبي بمقاييس عالمية يصور في المملكة العربية السعودية ونجاحه سيفتح المجال لتصوير أعمال عالمية وعربية أخرى على الأراضي السعودية.
- استقطب الممثلين ومجاميع الكومبارس وفق مواصفات خاصة من ناحية الهيئة وتعابير الوجه ولون البشرة واللكنة، وكانت من ضمن الشروط أن يتسم المتقدم بالمظهر النجدي البدوي ويمنع من حلق لحيته.
- صور برؤية بصرية عميقة مقاربة لواقع العصر آنذاك في كل من المملكة المتحدة «بريطانيا» والمملكة العربية السعودية، وأبرز بعض المعارك وطبيعة الحياة في السعودية قبل 100 عام.
حقائق مثيرة عن فيلم «ولد ملكاً»... بيوم عرضه
- أخبار
- سيدتي - سميرة حسنين
- 27 سبتمبر 2019