لا شك من أنّ التلوث يعود بأضرار جسيمة على الإنسان، ويؤثر تأثيرًا سلبيًّا على البيئة، ولعل أكثر المتضررين هم الأطفال، هذا ما كشفته دراسة أمريكية جديدة؛ حيث بينت أنّ التعرض لتلوث الهواء يجعل الأطفال أكثر عرضة للاضطرابات النفسية والقلق مما يؤدي للانتحار.
وتوصلت الدراسة التي نشرت في مجلة
Environmental Health Perspectives إلى أنّ الأطفال الذين يعيشون في الأحياء التي تحتاج إلى الرعاية قد يكونون أكثر عرضة لتأثيرات تلوث الهواء من أقرانهم الآخرين.
وبحسب روسيا اليوم قال الدكتور كول بروكامب:" هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر ارتباطًا بين التعرض اليومي لمستويات تلوث الهواء الطلق وزيادة أعراض الاضطرابات النفسية، مثل القلق والانتحار، عند الأطفال".
وأضاف:" هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج، ولكن يمكن أن يؤدي إلى استراتيجيات وقائية جديدة للأطفال الذين يعانون من الأعراض المرتبطة باضطراب نفسي".
يشار إلى أنّ الدراسة الحديثة حللت نتائج دراستين حديثتين في المستشفى نفسه تسلط الضوء على الصلة بين تلوث الهواء والصحة العقلية للأطفال، واستخدمت مسح الدماغ لإظهار أنّ الأطفال الذين يعيشون بالقرب من الطرق المزدحمة لديهم مستويات أعلى من المينوسيتول (وهو سكر طبيعي يشكّل علامة على القلق) في أدمغتهم.
كما ربطت الدراسة الأولى تلوث الهواء المروري باضطرابات التمثيل الغذائي في الدماغ، ما يؤدي إلى أعراض القلق عند الأطفال الأصحاء.
وقال الباحثون إنّ الجزيئات الدقيقة وملوثات العوادم الأخرى من المعروف أنها تسبب التهابا في الأعضاء وخاصة في الدماغ النامي.
أما الدراسة الثانية فوجدت أنّ التعرض لتلوث الهواء المروري في مرحلة مبكرة من العمر يرتبط بشكل كبير بأعراض الاكتئاب والقلق المبلغ عنها لدى الأطفال في عمر 12 عامًا.
تجدر الإشارة إلى أنّ الباحث المشارك في الدراسة الحديثة "الدكتور باتريك ريان" أوضح قائلًا:" تسهم هذه الدراسات مجتمعة في تقديم أدلة متزايدة على أنّ التعرض لتلوث الهواء أثناء المراحل المبكرة من العمر والطفولة قد يساهم في الاكتئاب والقلق ومشاكل الصحة العقلية الأخرى، في مرحلة المراهقة".
وتلقي هذه النتائج الضوء على الارتفاع المفزع في معدلات الاكتئاب والانتحار بين الشباب، فيما أكد الباحثون أنّ هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحث لإثبات هذه النتائج وكشف الآليات الأساسية لهذه التأثيرات.