يطلق على شهر سبتمبر (أيلول) في البرازيل وأمريكا اللاتينية اسم الشهر الأصفر؛ لأنه حسب الإحصائيات، يشهد أكثر حالات الانتحار في البرازيل وجاراتها في هذه القارة الاستوائية خلال العام كله.
حماية الأرواح البشرية
قال بيان لمركز مكافحة الانتحار في ساو باولو: إن شهر سبتمبر هو الشهر الذي ترتكب فيه أكثر حالات الانتحار لسبب رئيسي، وهو أن الربيع الذي يلي الشهر الأصفر يعني شهر الفرح والابتهاج بالطبيعة الخلابة، والكل يضع خططه بحسب أحواله المادية لاستقبال الربيع، ومن ثم الصيف الذي هو فصل الكرنفال المعروف في البرازيل. فمن تمكن من إعداد خططه للابتهاج بالمناسبات العديدة التي تشهدها البرازيل في فصلي الربيع والصيف، وعلى رأسها مناسبات الزواج مع قدوم فترة الكرنفال، فقد أمن لنفسه فرصة الابتهاج، ومن لم يستطع تأمين أي خطة تبهجه أو تبهجها فقد يميل إلى الرغبة في الانتحار.
حملات لمكافحة ظاهرة الانتحار في سبتمبر
هذا العام اتخذت إجراءات عدة من أجل مكافحة الانتحار في الشهر الأصفر، ومنها إقامة دورات مجانية للمراهقين الذين تكثر حالات الانتحار بين صفوفهم في هذا الشهر، وللبالغين أيضاً لتعليمهم مدى أهمية حياتهم بالنسبة للمجتمع والدولة. كما يتم بث العديد من البرامج المفرحة في قنوات عديدة من محطات التلفزة البرازيلية تتحدث عن كل ما هو مبهج في الحياة، وكذلك عرض أفلام حول المآسي التي يسببها الانتحار.
أشار بيان مركز مكافحة الانتحار إلى أن عدداً كبيراً من الناس يتطوعون للحديث عن الانتحار ومساوئه في مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة الفيسبوك. ويتم تبادل الآراء. ومما هو جديد في هذا العام هو تشجيع الناس على الإبلاغ عن وجود أناس آخرين يعرفونهم ويعرفون أن لديهم ميولاً انتحارية، وتحديد أماكن إقاماتهم؛ لكي تتوجه إلى عناوينهم بعثات من مختصين اجتماعيين ونفسانيين؛ من أجل إقناعهم بعدم اللجوء إلى قتل الذات.
مشاركة من السلطات
أعلنت السلطات المدنية والقضائية المسؤولة في عموم البلاد؛ عن تخصيص مكافآت مالية لكل من يدلي بمعلومات عن صديق له تحدث عن الانتحار، أو بوجود ميول انتحارية لديه. واعترف لصديقه بذلك أن يبادر لإبلاغ السلطات في وزارة الداخلية مقابل مبلغ رمزي (خمسين دولاراً)، ولكنه ذو مدلول معنوي كبير. وبدورها تسرع جهات مختصة بمنع محاولات الانتحار إلى مثل هؤلاء الأشخاص من ذوي الميول الانتحارية؛ لإقناعهم بالعدول عن قرارهم، وعرض المساعدات عليهم لرفع معنوياتهم.
الفتيات المراهقات هن أكثر الضحايا
أكبر عدد من ضحايا محاولات الانتحار الناجحة أو الفاشلة في الشهر الأصفر هو بين الفتيات المراهقات، بحيث إن نسبتهن 70 في المائة مقابل 30 في المائة بين صفوف المراهقين الذكور. وما يدعو للتفاؤل هو أنه سجلت حتى الآن نصف حالات الانتحار في الشهر الأصفر مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وتأمل السلطات البرازيلية في القضاء على ظاهرة الانتحار في الشهر الأصفر، وفي جميع الأشهر الأخرى من السنة؛ لأنها ظاهرة مقلقة في هذه البلاد الواسعة.