تحدٍ غريب ومثير للاهتمام للغاية، وفي الوقت نفسه مغرٍ أيضاً، أطلقته شركة المشروبات الأمريكية فيتامين ووتر، وهو عدم استخدام الهاتف الذكي لمدة عام كامل، مقابل مكافأة مالية تصل حتى 100 ألف دولار أمريكي في حال النجاح بهذا التحدي. ومن بين 100 ألف متقدم، وقع الإختيار على إيلانا مقدان، كاتبة الأدب الخيالي الشهيرة للقيام بهذا التحدي الفريد.
ونقل موقع عربي بوست عن شبكة الـ سي أن أن CNN الأمريكية، أن مقدان البالغة من العمر 29 عاماً، والتي تعيش في مدينة كوينز في ولاية نيويورك الأمريكية، قررت خوض هذا التحدي الفريد من نوعه، والتوقف تماماً عن استخدام أي من التطبيقات الإلكترونية على هاتفها الذكي لعام كامل، في سبيل الفوز بمبلغ الـ100 ألف دولار أمريكي.
وتابعت الـ سي أن أن، أن شركة فيتامين ووتر، كانت قد اختارت كاتبة الأدب الخيالي الشهيرة في الأيام الأخيرة من العام الماضي 2018، بعد أن أطلقت تحدٍ بعنوان عام خالٍ من التمرير، سكرول فري فور يير Scroll Free for a Year، وخلال تغريدة على حساب الشركة الرسمي على تويتر، أعلنت عن أنه تم اختيار مقدان لهذا التحدي الصعب.. عام بدون هاتف ذكي.
هاتف للمكالمات فقط..
الشركة الأمريكية كانت قد أعلنت أيضاً، أنها قامت بسحب هاتف إيلانا مقدان الذكي منها، واستبدلته بهاتف آخر عادي لإجراء المكالمات الهاتفية وإرسال الرسائل النصية فقط. واشترطت استخدامها لجهاز الكمبيوتر المحمول أو المكتبي والأجهزة المفعلة بالصوت التي ليست هواتف ذكية، مثل جهاز إيتشو Echo من شركة أمازون. كما أن فيتامين ووتر تنوي عند انتهاء التحدي إخضاع الكاتبة الأمريكية لاختبار كشف الكذب للتأكد من صدقها ونزاهتها قبل منحها المال، وذلك خلال شهر شباط/ فبراير من العام المقبل 2020.
بعد مرور عدة أشهر على التحدي..
مؤخراً، وخلال مقابلة أجرتها إيلانا مقدان مع شبكة الـ سي أن أن CNN، قالت أنها بعد مرور قرابة الـ9 أشهر على التحدي، فإنها لا تزال تتمتع بقوة الإرادة للنجاح فيه. ووصفته بأنه أفضل مغامرة خاضتها إلى الآن في حياتها. وتابعت قائلة: «الابتعاد عن هاتفي الذكي الذي كان ملازماً لي طوال سنوات، كان بمثابة التحرر من قيود العصر الجديد. لقد جعلني أكثر إدراكاً للواقع وللعادات السيئة التي كنت أقوم بها بشكل مستمر».
الأمر ليس سهلاً أبداً
وأشارت كاتبة الأدب الخيالي الأمريكية، أن الابتعاد عن الهاتف الذكي والتطبيقات الحديثة، ليس بالأمر السهل أبداً. فقد واجهت الكثير من الصعوبات غير المتوقعة في بداية الأمر. وسردت مثالاً على هذه الصعوبات، أنها كانت قد علقت في أحد مطارات مدينة سياتل الأمريكية لأنها كتبت رقم هاتف خاطئ، ولم تجد طريقة للبحث عن الرقم الصحيح. وغيرها من المواقف التي كانت تحتاج بشدة إلى هاتف ذكي لمعالجتها.
شعور بالعزلة الإلكترونية..
رغم أن التخلي عن التكنولوجيا الحديثة قد يفتح الباب لنا حتى نتواصل أكثر اجتماعياً في العالم الحقيقي، إلا أن إيلانا شعرت أن هذا التحدي سبب لها نوعاً من الانفصال والعزلة الاجتماعية الإلكترونية، لأنها لم تتمكن من التواصل مع أصدقائها عبر الحسابات الشخصية وتبادل الصور والأحاديث كالعادة. لكنها أكدت أنها لن تتراجع عن التحدي وستتحلى بالشجاعة لإنهائه.
قرار ذكي فهل تتمكن من فعله..؟
ورغم الصعوبات التي ذكرتها إيلانا، لكنها أشارت إلى أن هذه التجربة كان لها أثر مهم عليها من نواحٍ عديدة. إذ تمكنت من زيادة إنتاجها الأدبي والفني بعد تركها لهاتفها وللتواصل الاجتماعي، وأكدت بأنها أنجزت تقدماً واضحاً في سلسلتها القصصية الجديدة «ذي شدو وور ساغا». سجلت نسخة صوتية من الكتاب الأول لهذه السلسلة، وأتمت ونشرت الكتاب الثاني، والثالث في مراحله الأخيرة.
وبعد أشهر من هذه التجربة، أعلنت إيلانا مقدان بأنها تخطط لإكمال حياتها بدون هاتف ذكي حتى بعد انتهاء التحدي. لكنها ليست واثقة إن كانت سوف تتمكن من ذلك في حال كان بين يديها هاتف جديد، لكنها سوف تحاول المثابرة على فعل ذلك. وبحسب الـ سي أن أن، فإذا أتمت إيلانا التحدي كاملاً حتى شباط المقبل، فإنه على الفور سوف ينتقل إلى حسابها البنكي مبلغ الـ100 ألف دولار.
