في تقرير سابق تم كشف سر ارتداء ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية الأزياء الملونة، ومن أنها طريقة خاصة لطاقم القصر وحراسها الشخصيين لرؤيتها بصورة أسهل في المناسبات الرسمية والوطنية المزدحمة بآلاف ومئات الأشخاص.
واليوم كشف عن أن ملابس وألوان الملكة تكشف وتبوح بأرائها السياسية الخاصة، وتعلن بأزيائها ما لا تقوله علناً على الملأ ببيانات رسمية أو تصريحات لوسائل الإعلام.
قوانين صارمة يفرضها بروتوكول قصر باكنغهام على أفراد أسرة العائلة المالكة البريطانية، وأولهم الملكة إليزابيث الثانية، ملكة إنجلترا، التي تعد واحدة من أبرز من يقفون على الحياد دون التعبير عن آرائها السياسية، سواء في أمور بلادها أو حتى شؤون الدول الأخرى.
ورغم التزام ملكة إنجلترا بالقوانين، لكنها تستخدم أزياءها في التعبير عن وجهات نظرها وآرائها السياسية، ولكن بشكل سري وغير مباشر.
«ما لا تستطيع قوله علانية، تقوله سراً بملابسها»، عبارة كتبتها الصحفية البريطانية سالي هيوز في كتابها «ملكة قوس قزح: تكريم للملكة إليزابيث الثانية وخزانة ملابسها الملونة» أو. وOur Rainbow Queen: A Tribute To Queen Elizabeth II and Her Colorful Wardrobe
وأوضحت «هيوز» أن الملكة إليزابيث ظهرت في الجلسة الافتتاحية للبرلمان البريطاني، بعد استفتاء بريكست المثير للجدل عام 2016، بإطلالة زرقاء وقبعة باللون نفسه مطرزة باللون الأصفر (ألوان علم الاتحاد الأوروبي) مما يشير على ما يبدو إلى رفضها لاتفاق بريكست، وفقاً لموقع «العين».
وقالت الصحفية البريطانية في كتابها: «يبدو أن الملكة إليزابيث الثانية تعبر عن محاباتها لأشخاص بعينهم من خلال الموضة، ففي يوليو/تموز 2018، عند مقابلتها لدونالد ترامب وميلانيا في قلعة وندسور لأول مرة منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، ارتدت (بروش) كبير، أهداها إياه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وزوجته.
ورغم أن مؤلفة الكتاب اعترفت بأن مثل هذه الرسائل المموهة لن يتم تأكيدها أو نفيها من قبل قصر باكنغهام، فإنها أكدت أن ملكة بريطانيا لا ترتدي أي شيء بشكل عرضي أو من قبيل الصدفة.
وتضيف المؤلفة: «أما عن سبب حب الملكة إليزابيث لارتداء الأزياء ذات اللون الواحد، فهو أيضاً ليس من قبيل الصدفة، فالغرض منه تحقيقها أقصى تأثير حتى يتمكن الجمهور من رؤيتها
وبحسب الصحفية البريطانية هيوز، فإن «ملكة بريطانيا تلتزم بقواعد الدبلوماسية، فكلما حضرت حدثاً دولياً مثل الألعاب الأولمبية، فإنها عادةً ما ترتدي لوناً لا يظهر فيه الكثير من أعلام الدول المشاركة».
وقالت هيوز: «إنها لا تريد أن يُنظَر إليها على أنها تُظهر محاباتها لدولة بعينها أو شخص محدد، ففي حالة ذهابها على سبيل المثال إلى روسيا أو الصين، فإنها لن ترتدي اللون الأحمر؛ لأنها لن ترغب في فهم البعض انحيازها لهذه الدولة».
أما عن اختيار الملكة لمصممي أزيائها، فبصفتها شابة من أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، فهي تفضل المصممين البريطانيين المحافظين مثل نورمان هارتنيل، حتى لا تبدو أمام شعبها، أنها تتسم بالاستهتار أو الرعونة.
وتضيف: «لكن الآن، معظم ملابس الملكة إليزابيث مصممة خصيصاً من قِبل مساعدتها الشخصية أنجيلا كيلي، أو مصمم الأزياء الملكي، ستيوارت بارفين».
واختتمت هيوز حديثها عن استخدام الملكة إليزابيث أزياءها للتعبير عن آرائها قائلة: «كل إطلالة ملكية خُطط لها بدقة شديدة، فأنجيلا كيلي مسؤولة عن جداول البيانات، والتي تسجل فيها كل قطعة من ملابسها أو ملحقاتها، التفاصيل التي تتم بشكل مفصل، والتي تجعلنا نقول إن الملكة لا ترتدي أي شيء بطريقة عشوائية أو حتى من قبيل الصدفة».