في كولومبيا، كما بلدان أخرى حول العالم، يستمتع الأطفال والمراهقون برياضات مثيرة وممتعة لا تكلفهم أموالاً كثيرة، ورغم معاناة الشباب من المافيات والعصابات التي تحاول تجنيد الأطفال، هناك شباب يجدون متعتهم في مكان آخر عبر هواية خطيرة، بل و«مميتة» أحياناً، وهي القفز والسير فوق الجبال والمنحدرات بالدراجات الهوائية، أو الإمساك بالشاحنات المسرعة، ليسرعوا أكثر بفضلها بالطرق السريعة، حسب صحيفة الغارديانالبريطانية، والشروق.
لعبة الموت
يُقبل أطفال كولومبيا بحماس على لعبة تحدي الجاذبية والطبيعة بدراجاتهم الهوائية الخفيفة، رغم معرفتهم الأكيدة بخطرها عليهم فيما لو وقع حادث ما فجأة لأحدهم. ففي ضاحية «فلاجولوس»، لمدينة «مدلين»، وفي إحدى الليالي، بينما تمر عربات التلفريك فوق الرؤوس قاطعة طريقها من جبل لآخر، يتجمع بالأسفل مجموعة من المراهقين الراغبين بمتعة خطيرة، توفر لهم مهرباً من العنف اليومي ومشاكل الفقر.
يقوم المراهقون بتعديل دراجاتهم العادية بالكامل، لتهيئتها للهبوط من الجبال بسرعة 80 ميلاً، وحينها لا يوجد داعٍ للبدالات، حيث ستقوم الجاذبية بكل شيء، وعوضاً عنها تزود الدراجة بمعدات غريبة، بشأنها التحكم في ثقل الدراجة أثناء هبوطها، كي لا يفقد الراكب تحكمه، لكن تلك المعدات لا تزال بدائية، ولا تحمل أي معايير للسلامة العامة لمستخدميها.
نعيش لنركب الدراجات
يقول أحد الدراجين المهرة بالقفز عن الجبال والمنحدرات «إستيفان هيرتادو»، وهو يصف دراجته المرسوم عليها صورة زعيم المافيا الشهير «بابلو سكوبار»: «نحن نعيش لنركب الدراجات».
حوادث مميتة
وحسبما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإنه عقب لقائها بـ «هيرتادو» بعدة ساعات، تعرض المراهق لحادث، حين اصطدم بدراجته مع سائق دراجة نارية آخر ليصاب بجروح، كما هو الحال مع معظم ممارسي تلك اللعبة الخطيرة.
وكذلك تعرض «مورلون مونتون»، ذو الـ16 عاماً بعد تصويره فيديو مع قناة «بي بي سي» لحادث أصابه بجروح خطيرة، وأكد أنه أوشك على الموت أثناء ممارسته تحدي الجاذبية مرتين من قبل، والندوب الكثيرة على جسده دليل واضح.
قانون بإيقاف لعبة تحدي الجاذبية
تنتشر لعبة تحدي الجاذبية حول كولومبيا كلها، لكن بالتحديد في مدينة «مدلين»، حيث توجد جبال «إنديان»، ولكن اللعبة وصلت لدرجة من الخطورة دفعت مجلس ضاحية «لاسيجاس» إلى إصدار أمر قانوني بإيقاف ممارسة اللعبة، ومصادرة كل الدراجات المعدلة للمخالفين.
تحدي الجاذبية ملاذ للمراهقين
تقول «ناتاليا مونتويا»، الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة المحلية: «إن المراهقين يبحثون عن مهرب من مشاكلهم العائلية، ولكن بطريقة هدامة أكثر ضرراً على أنفسهم».
تحدي الجاذبية يقتل 3 مراهقين
يذكر أن 3 من راكبي الدراجات من المراهقين تعرضوا للوفاة هذا العام، بسبب حوادث أثناء تحدي الجاذبية. ونتيجة لذلك، أطلقت المدرسة المحلية حملة توعية بقيادة الدراجات الآمنة، وأهمية ارتداء الخوذة، واستخدام المصابيح أثناء القيادة ليلاً.
وتقول «ناتاليا»: «إنه لو تمكن المراهقون من تنفيذ رياضتهم بشكل آمن، فسيكون ذلك متنفساً حقيقياً لرغباتهم، ولكن ذلك لا يحدث بالفعل».
ينصح خبراء علم الاجتماع والدراجات الأهل بتوخي الحذر، تشديد المراقبة على أبنائهم وعدم السماح لأطفالهم بقيادة الدراجات بتحديات خطيرة وفي شوارع مزدحمة أو وعرة، كما يستحسن عدم شراء الدراجات بأنواعها، إلا بعد بلوغ الابن أو الابنة سن الـ18 عاماً.