يعد فن النحت ثاني الفنون في الظهور تاريخياً بعد فن العمارة، وهو فن كلاسيكي خاص بأصحاب الذوق الرفيع، احترفه الناس منذ قديم الزمن، ومن يمارسه يستعمل طريقة اللمس والحركة من أجل الوصول للشكل النهائي، لم يكن مرغوباً في بعض المجتمعات كونه مرتبط بـ التماثيل والآلهة، إلا أن فن النحت المعاصر أوسع وأشمل من ذلك بكثير.
"سيدتي" التقت النحاتة نورة صقر لتسلط الضوء على هذا الفن وأسباب تعلمها وممارستها له والصعوبات التي واجهتها.
فن النحت يرتكز على التشكيل ثلاثي الأبعاد
النحت فرع من فروع الفنون التشكيلية المرئية، ويرتكز على التشكيل ثلاثي الأبعاد، هذا ما أوضحته النحاتة نورة صقر صقير التي درست النحت في جامعة الأميرة نورة وتعد أول دفعة في المملكة تخصص أكاديمي نحت.
وقالت "يرتكز فن النحت على التشكيل ثلاثي الأبعاد، ويُمارس على عدد من الخامات المتنوعة والتقنيات، ومن تقنيات وأساليب النحت: تقنية النحت المباشر على خامات متعددة، والتشكيل النحتي وهو إضافة المادة للوصول إلى شكل نهائي، أي أنه بناء من الداخل نحو الخارج للشكل النحتي، وهناك النحت الإنشائي، وتقنية صب القوالب وغيرها من التقنيات والأساليب العديدة، وقد تكون منحوتات فنية ذات مفهوم فني وفلسفي أو جمالية لإضافة لمسات للمكان أو نفعية وظيفية".
فن النحت في المجتمع السعوي
على الرغم من اعتراض من حولها على ممارستها فن النحت ودخولها هذا المجال، إلا أنها أصرت على أن تتبع حدسها وتمارس هوايتها وتصقلها بالتعلم، وقالت "دخولي لهذا المجال كان اختيار شخصي اعترضه الأغلب تحت سبب "ليس له مستقبل"، ولكن بالعزيمة والإرادة وحب الأشغال اليدوية والممارسة المستمرة تمكنت من اتخاذ هذه الخطوة".
وأضافت "من الصعوبات التي واجهتني شخصياً انا وزميلاتي هي تقبل المجتمع السعودي لهذا الفن وارتباط العادات والتقاليد في الأفكار التي يتم إنتاجها من خلال المنحوتات، وعدم القدرة على الخروج منها".
مراكز تعليم النحت للمرأة السعودية
بينت صقر أنه على الرغم من صعوبة هذا المجال الصلب، إلا أن المرة السعودية طموحه وقوية لا شيء يصعب عليها، فهي محبة لكل ما هو جديد ومميز في مجتمعها، إن اجتهَدت نَالت وأثبتت قدراتها، ووضعت بصمتهَا وتميزها في هذا المجال كما أثبتت مسبقاً قدرتها في مجالات عدة.
ولفتت إلى وجود عدد من المراكز التي تدعم المرأة في مجال النحت وتقدم دورات تدريبية مكثفة تساعد على تطوير المهارات نظرياً وعملياً، ومن أهمها "الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون" التي بدورها تدعم هذا المجال بشتى أقسامه.
مشيرة إلى زيادة عدد المرتادين على هذه المراكز حباً وشغفاً، وقالت "لاحظنا مؤخراً زيادة المقبلين على تعلم فن النحت وممارسته من قبل جميع الفئات العمرية وكلا الجنسين".
دعم الجهات المعنية للنحت والنحاتين
أكدت صقر على ضرورة الاهتمام بنشر ثقافة فن النحت بشكل أوسع كونه مرتبط بحضارتنا وثقافتنا، كوجود البيوت الطينية والحجرية ومدائن صالح والأشغال اليدوية كالخزفيات وغيرها.
وحول قلة الاهتمام بهذا الفن في السعودية مقارنة بالفنون الأخرى قالت " هناك اهتمام بفن النحت ولكن قليل مقارنة بالتصوير التشكيلي والضوئي وغيرها من الفنون، وقد يعود أسباب ذلك إلى الموروث الثقافي للمجتمع السعودي والذي لا يحبذ فن النحت كونه مرتبط بالتماثيل، إلا أن فن النحت المعاصر أوسع بكثير من ذلك، حيث أصبح النحت يمثل أشكالاً جمالية قد تحمل أفكاراً أو تعبر عن مشاعر، تجعل المشاهد في تساؤل وتأمل وحوار حول أهداف الفنان ورسالته، والقيم الجمالية للعمل الفني الذي يقدمه".
النحت وفرص العمل في السعودية
وأضافت "إلا أنه بعد أن تم وضع مناهج دراسية تدعو إلى تطبيق النحت وفقنا الله بأن نكون الدفعة الأولى من النساء في هذا الفن، ونأمل من الله أن تتوفر لنا فرص الوظائف ميدانياً لنشر ثقافه النحت المعاصر لدى المجتمع".
كما نأمل من الجهات المختصة تسليط الضوء على فنون النحت المختلفة وتوظيفها سواءً ميدانياً أو بإقامة معارض، خصوصاً مع بداية ظهور العديد من النحاتين الأكاديميين القادرين على خلق بيئة نحتية تناسب أذواق ومتطلبات المجتمع المختلفة".
ما الذي ينقص فن النحت في السعودية؟
نحن كنحاتات المستقبل نحتاج إلى الدعم الكافي مثل:
- وضع قاعات عرض دائمة تسهل علينا عملية نشر هذا الفن.
- وعرض الأعمال بأسعار مناسبة والاستفادة منها.
- توفر جميع الخامات التي يصعب الحصول عليها.
- إتاحة ورش فنية مجهزة ومتكاملة لإخراج الأعمال بصورة مناسبة.
