بعض الدول لا تفصل بينها وبين الدولة المجاورة لها إلا حدود لا تكاد تذكر، والتي تثير الاستغراب، فأما أن يكون الفاصل بين الدولتين شجرة أو نهر أو شارع، وتعد دولة إستونيا من هذه الدول، حيث يعتبر طريق (Saatse Boot) في شرق إستونيا من أغرب الطرق في العالم إذ يمكنك المرور منه لكن إذا توقفت فيه أو ترجلت من السيارة يمكن أن تُسْجَن.
ويعود السر لفرض هذا القانون الغريب أنّ الطريق الذي طوله 30 مترًا فقط وعرضه نصف ميل يربط شقين من الأراضي تابعين لإستونيا بين قريتي «لوتيبان وسيسنيكي»، لكن السيادة عليه تعود لروسيا، بحسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني لإذاعة أوروبا الحرة.
وعند مرور الشخص بالطريق لن تجد أي حواجز أو نقاط تفتيش سوى أعمدة خشبية على جنب الطريق تشير أنك ستعبر من منطقة تابعة لسيادة روسيا.
أما بالنسبة للجانب الإستوني فقد وضعت السلطات لافتات تحذيرية بأنّ المرور في الـ30 مترًا المقبلة عليك السير وعدم التوقف أو النزول من السيارة.
يذكر أنّ قصة هذه الطريق تعود لعام 1944 عندما استعاد ستالين إستونيا من قبضة ألمانيا النازية، وقام بترسيم الحدود في وقتها حيث أَصَرَّ مزارعٌ روسيٌّ على الاحتفاظ بمزرعته في الشق الروسي، ما دعا في وقتها إلى تحييد هذه المنطقة من ضمها لإستونيا وجعلها تابعة لروسيا.
وفي ذلك الوقت لم يكن لهذا الترسيم أي معنى إذا كانت تابعة للاتحاد السوفيتي ولا حاجة للقلق من مسألة التنقل، لكن تنامى القلق من هذا الترسيم في 1991 عندما استقلت إستونيا، وأصبحت ذات سيادة مستقلة.
ومن ذلك الحين سمحت روسيا للإستونيين بالعبور من هذه الطريق من دون الحاجة لإبراز أي وثائق سفر أو غيرها، ولكن وفق شروط مشددة، تمنع المشي فيها على الأقدام، أو التوقف أو النزول من السيارة، ويحق لحرس الحدود الروسي إيقاف أي شخص أو القبض عليه إذا خالف هذه التعليمات أو إذا وجدت شكًّا في أمره.
وفي 2013 سعا الجانبان إلى عقد مبادلة بالأراضي من أجل حل مشكلة الـ30 مترًا التي تفصل أراضي إستونية عن بعضها، ولكنها تعرقلت وعلقت المفاوضات بعد فترة.
يشار إلى أنّ هذه المنطقة أصبحت نقطة جذب للسياح القادمين إلى إستونيا الذين يريدون عبور روسيا من دون تقديم أي وثائق، ولكنها قد تكون مغامرة محفوفة بالمخاطر خاصة إذا توقفت لالتقاط صورة "سيلفي".