قطعت مسافة 16 ألفاً و200 كيلومتر، واستغرقت من الوقت ما نحوه 20 ساعة تحليق متواصلة بالسماء، وأخيراً تمكنت أطول رحلة طيران مدني في العالم، من الوصول بسلام وأمان دون أي مشاكل إلى مدينة سيدني الأسترالية، صباح يوم الأحد 20 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وذلك بعد أن قطعت كل هذه المسافة بتحليق متواصل دون أي توقف على الإطلاق.
ووفقاً لما ذكره موقع سكاي نيوز، فقد أطلقت شركة كانتاس الأسترالية للخطوط الجوية، رحلة الطيران المدني الأطول في العالم، مساء الجمعة الماضية من مطار كينيدي في مدينة نيويورك الأمريكية، لتصل في الساعة 07:42 من صباح الأحد إلى مدينة سيدني في أستراليا، محققة رقماً قياسياً تاريخياً لرحلات الطيران الطويلة دون أي توقف.
وكانت الطائرة من طراز طراز بوينغ 787 دريملاينر، قد تأخرت عن موعد إقلاعها من مطار كينيدي الأمريكي قرابة الساعة والنصف، إلا أنها حلقت بشكل طبيعي دون أي مشاكل بعد ذلك. وكانت الرحلة الأطول حتى الآن تحمل على متنها ما يزيد عن الـ50 مسافراً عاشوا هذه التجربة التاريخية. وأشارت شركة الطيران الأسترالية، أن الرحلة استغرقت بالتحديد 19 ساعة و16 دقيقة، قاطعة مسافة تقدر بـ 16 ألفاً و200 كيلومتر كاملة من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى المدينة الأسترالية سيدني.
وبحسب ما ذكرته وكالة رويترز الإخبارية العالمية، فقد صرح آلان جويس، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الأسترالية، والذي كان بنفسه أحد المسافرين على متن الرحلة المدنية الأطول في العالم، بأن لحظة وصول الطائرة إلى أستراليا وهبوطها بسلام، كانت لحظة تاريخية بالنسبة إلى شركة كانتاس وللطيران العالمي عموماً.
ومن الجدير بالذكر، أن هذه الرحلة الفريدة، كانت بمثابة الاختبار العملي على كل من الركاب والطاقم على حد سواء، إذ أن الباحثين والمختصين بمجال الطيران، كانوا يسعون من خلالها إلى معرفه مدى قدرة البشر على تحمل هذه الرحلات الجوية الطويلة والمرهقة في المستقبل. ويُشار إلى أنه قبل هذه الرحلة الأسترالية التاريخية، لم تقم أي طائرة تجارية بالتحليق لهذه المسافة الطويلة، وهي تحمل الركاب والبضائع بالوقت نفسه.
ومن جهة أخرى، كان المختصون في اتحاد النقل الجوي الدولي، يتوقعون أن يحدث ازدياد كبير سنوي على عدد المسافرين، ليصل العدد من 4.6 مليار شخص لهذا العام الجاري 2019، إلى 8.2 مليار مسافر في العام 2037. وعليه بدأت العديد من شركات الطيران العالمية، بالعمل على تطوير رحلاتها الطويلة ذات المسافات الكبيرة، من خلال تحسين أداء الطائرات مع النمو السريع على الطلب.
وتابع سكاي نيوز، أن شركة كانتاس الأسترالية، كانت قد تمكنت من تحقيق هذا الرقم القياسي التاريخي بعدد ساعات الطيران لهذه المسافات الطويلة، من خلال زيادة كمية الوقود الذي تم تزويد الطائرة به. إضافة إلى تقليل عدد الركاب والأمتعة، حتى تتمكن الطائرة من تحمل الطيران لهذه المسافة دون أي توقف. وقد شارك في هذه الرحلة 4 طيارين تناوبوا على قيادة الطائرة على فترتين زمنيتين، إضافة إلى أن طاقم الرحلة الرئيسي كان قد خضع جميع أفراده إلى اختبارات مكثفة، من بينها قياسات موجات الدماغ وتحليلات الميلاتونين.
وعملت الشركة بمساعدة مختصين على تعديل وجبات الطعام ووضع جدول زمني مخصص حسب الطلب.
ومن الجدير بالذكر، أن شركة كانتاس للطيران لن تكتفي بهذه الرحلة الأخيرة، بل وتنوي إطلاق رحلة طويلة ثانية من سيدني إلى العاصمة البريطانية لندن نهاية العام الجاري 2019، ما يعتبر خطوة جديدة لاعتماد هذا النوع من الرحلات الطويلة بشكل عملي وحقيقي.