قيل في الماضي أنّ خلاف المجرمين أحد أسباب القبض عليهم، لكن اليوم القصة مختلفة، فبفضل تقاعس مجرم محترف عن ارتكاب جريمة اغتيال أسندت له من رجل أعمال معروف، وإسنادها لمجرم آخر استأجره بمبلغ أقل، والمجرم الثاني فعل مثله، جعل الضحية المراد اغتيالها ينجو من الموت بأعجوبة غريبة لا تحدث كل يوم لأحد، ويؤدي إلى القبض على خمسة مجرمين مرة واحدة، فكيف حدثت القصة؟
سجن مجموعة من القتلة المحترفين بعد محاولاتهم استئجار بعضهم بعضاً لقتل رجل أعمال، حتى قام الأخير بكشف الجريمة لرجل الأعمال لمحاولة تزويرها مقابل المال.
إذ قضت محكمة صينية في ناننينغ، بمقاطعة قوانغشتي، بسجن 5 قتلة محترفين ورجل أعمال بعد محاكمة استمرت ثلاث سنوات.
بدأت القضية باستئجار رجل الأعمال تان يو هوي قاتلاً محترفاً يدعى شي قوان غان «للتخلص» من منافسه، وي مو، مقابل 282 ألف دولار.
لكن القاتل المحترف استأجر قاتلاً آخر يدعى مو تيان شيانغ، بمبلغ أقل لهذه المهمة، إذ عرض عليه 141 ألف دولار.
ثم استأجر القاتل الثاني قاتلاً ثالثاً يدعى يانغ قوانغ شينغ، مقابل 108 آلاف دولار، الذي استأجر هو الآخر قاتلاً رابعاً يدعى يانغ قوانغ شينغ مقابل 98 ألف دولار، ليستأجر بدوره قاتلاً خامساً، يدعى لينغ شيان سي مقابل 14 ألف دولار.
لكن القاتل الخامس هو من أفسد الخطة، عندما قرر لقاء رجل الأعمال المقصود من الجريمة في مقهى، مقترحاً عليه تزوير الاغتيال، وفقاً لما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، و«عربي بوست» عن جلسة الاستماع في المحكمة.
وقد وافق «وي» بالفعل على تزوير عملية قتله، وتصويره وهو مكمم ومقيد، ليتمكن القاتل الخامس من إطلاع مستأجره الرابع على تنفيذ الجريمة، لكن رجل الأعمال أبلغ الشرطة في وقتٍ لاحق.
وتعود عملية التعاقد على القتل إلى نزاع مهني بين رجلي الأعمال عام 2013، وبدأت برفع «وي» دعوى قضائية ضد شركة «تان»، وقام الأخير باستئجار القاتل للتخلص من منافسه خوفاً من خسارة أمواله في نزاع قضائي طويل.
وقد أُحيلت القضية في البداية إلى المحكمة في عام 2016، لكن صدر حكم بتبرئة المتهمين الستة لعدم توافر الأدلة الكافية، وبعد طعن الادعاء استمرت القضية الثانية في ساحات القضاء لثلاث سنوات.
وقضت المحكمة في النهاية بسجن «تان» رجل الأعمال 5 سنوات، فيما حكمت بسجن أول قاتل قبل المهمة بالسجن ثلاث سنوات وستة أشهر، فيما حُكم بسجن الثاني والثالث ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، وسجن الرابع ثلاث سنوات، وحُكم على الأخير بالسجن سبعة أشهر.
