وسط عشرات آلاف الأصوات التي كانت تصدح في مختلف شوارع المدن اللبنانية، خلال الاحتجاجات المستمرة في منذ أيام، كان صوت السيدة بادية هاني فحص يخرج من القلب، منادياً: «بدي شوف ولدي»، ولكن على الرغم من ذلك؛ لم تكن تتوقع أن يكون حلمها هذا قريباً إلى الدرجة التي كان يسير بها هاتفاً إلى جانبها، وكأن الأمر مشهد مسروق من حكاية درامية، لكنه حصل واقعاً في الحياة، حيث التقت السيدة فحص بابنها فعلاً بعد أكثر من 11 عاماً من الفراق بينهما.
ووفقاً لما نقله موقع «عربي بوست»، عن عدد من وسائل الإعلام المحلية في لبنان، أن هذه القصة المؤثرة كانت قد حدثت خلال الأيام القليلة الماضية من الاحتجاجات الشعبية في البلاد. حيث بدأت القصة عندما رفعت السيدة بادية لافتة من الورق خلال التظاهرات، مكتوباً عليها: «بدي شوف ولدي». وعندما لاحظ اللافتة بعض الشُبّان المتظاهرين، سارعوا بشهامة عظيمة بترديد العبارة؛ لتصبح كأنها أحد الهتافات.
ولم يكتفِ الشباب اللبناني بهذا الأمر، وبدأوا يتناقلون حكاية السيدة فحص فيما بينهم، ليشرع المئات بالبحث عن ابنها وسط آلاف المتظاهرين في شوارع مدينة النبطية، الواقعة جنوب لبنان، وكانوا يحاولون طمأنتها بأنهم سوف يعثرون عليه، ويحضرونه لها دون شك. وخلال ما يحدث، أمسكت طفلة صغيرة بيد السيدة بادية، وقالت لها: «لقيته لقيته».. لتلتقي السيدة اللبنانية بابنها لأول مرة، بعدما يزيد على الـ11 عاماً من الفراق بينهما.
السيدة بادية فحص، كانت بعد هذه الحادثة المؤثرة في شوارع النبطية، كتبت منشوراً عبر صفحتها على موقع فيسبوك، سردت خلالها تفاصيل كل ما حدث معها في ذلك اليوم، وكيف كانت محرومة من رؤية ابنها كل هذه السنين، بموجب قانون يخص حضانة الأطفال بالبلاد.
وعلّقت السيدة فحص قائلة في المنشور: «بيتحمس شاب وبياخذ مني الكرتونة وبيضيف عليها أسماء ولادي، وبيعطيها لصبية بتحملها وبيقفوا على المنصة، وبيصيروا الشباب والصبايا ينادوا: وينك يا إياد إمك هون بدها تشوفك». وتابعت السيدة فحص: «لأول مرة منذ 11 عاماً، أرى أمامي ابني بلحمه ودمه، سألته أتعرفني، فرد عليّ بنعم».
حكاية السيدة بادية فحص المؤثرة، لاقت تفاعلاً كبيراً وانتشاراً على نطاق واسع للغاية عبر صفحات المواقع الاجتماعية في لبنان. حيث طالب مئات اللبنانيين على إثرها إعادة النظر بقانون حضانة الأطفال في البلاد، وبإعطاء الأم حق الحضانة، متعاطفين مع حكاية السيدة بادية فحص وابنها، ومع جميع الأمهات اللاتي يعشن الحالة نفسها في البلاد.