انتظر محبو الفنان السعودي القدير ناصر القصبي طويلاً جداً حتى يشاهدوا نجم الدراما على خشبات المسارح مجدداً بعد غياب دام أكثر من 30 عاماً.
وهذا ما حدث فعلاً في موسم الرياض، أكبر المواسم السعودية الـ 11، إذ استمتعوا بالمسرحية الكوميدية "الذيب في القليب" التي قدَّمها القصبي وزملاؤه ضمن فعاليات الموسم السياحي.
وشهدت المسرحية حضوراً جماهيرياً غفيراً جداً، حرص على الوجود في المسرح قبل وقت مبكر من عرضها، منتظراً بلهفة وشوق رؤية نجوم العمل، يقدمون إبداعاتهم بعد طول انتظار.
"سيدتي" وُجِدَت في كواليس "الذيب في القليب"، والتقت عدداً من نجومها الذين تحدثوا عن المسرحية، وأجمعوا على أصالة المسرح، وعبَّروا عن سعادتهم بالعودة مجدداً إلى الوقوف على خشبات المسارح.
عمل مغاير
بدايةً، كشف الكويتي محمد الحملي، مخرج المسرحية، أنه وعد طاقمها بتقديم عمل مغاير ومختلف كلياً، ينال إعجاب الجميع، وقال: "وافقت على إخراج المسرحية، لأن الممثل السعودي مبدع بكل معنى الكلمة، وقادر على تقديم عمل ناجح، وسعيدٌ للغاية بوجودي مع طاقم العمل".
وأكد أن ناصر القصبي نجم كبير، يتحلَّى بأخلاق عالية، متمنياً من الجيل القادم من الفنانين السير على خطاه.
وحول الاختلاف بين المسرحين السعودي والكويتي، قال الحملي: "الفارق أننا في الكويت نقدم كل فترة أعمالاً مسرحية جديدة، لذا اعتاد الممثلون الكويتيون على الوقوف أمام الجمهور مباشرةً في المسارح، ما يجعل من مهمتنا في إخراج أي مسرحية أسهل وأبسط".
وأضاف المخرج الكويتي في حديثه لـ "سيدتي"، أنه "من المنتظر أن يحدث تمازجٌ بين المسرحين الكويتي والسعودي، خاصةً مع عرض أعمال مسرحية كويتية في السعودية، وبالنسبة إلينا المهمة ليست بتلك السهولة، وهي مسؤولية كبيرة، لكننا قادرون على أدائها بأفضل شكل".
عودة حميدة
بينما رأى الفنان عبدالإله السناني، الذي لازم ناصر القصبي في عديد من أعماله الدرامية، وأحد نجوم المسرحية، أن "الذيب في القليب"، تعد بمنزلة "العودة الحميدة" للمسرح السعودي، وقال: "لأننا نحتاج كثيراً إلى المسرح، حضرنا اليوم لتقديم مسرحية اجتماعية كوميدية بعد فترة ركود طويلة، وأتمنى استمرار العروض المسرحية في بلدنا".
وحول وجود أسماء شابة في المسرحية، أكد السناني، أن هذا الأمر مهم للغاية، خاصةً أن أغلبهم تخرَّجوا في كليات ومعاهد فنية، وقادرون على العمل في المسرح، كاشفاً أنه يرى فيهم شبابه، متمنياً لهم مسيرة فنية حافلة بالنجاحات مستقبلاً.
وتطرق السناني إلى أهمية المسرح في الترفيه، قائلاً: "المسرح أحد أهم روافد صناعة الترفيه، وأشكر المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، على حرصه الكبير على أن يصبح المسرح جزءاً لا يتجزأ من مقومات الترفيه في السعودية، وهذا ما كنا نطالب به دائماً، بأن يكون المسرح جزءاً من حياتنا، والحمد لله، تحقق ذلك على أرض الواقع في موسم الرياض".
انطباعات إيجابية
في حين، أثنى خلف الحربي، كاتب المسرحية، على تفاعل الجمهور السعودي مع العمل، قائلاً: "هذا اليوم مميزٌ لنا جميعاً، وأتمنى أن نوفَّق في تقديم عمل يرضي الجمهور، وقد لمست قبل عرض المسرحية بيوم واحد انطباعات إيجابية جداً عنها".
وحول انتقاله إلى الكتابة المسرحية، قال الحربي لـ "سيدتي": "بلا شك المسرح مهم للغاية، لذا حرصت على استغلال هذه المناسبة الجميلة بكتابة عملٍ، يسهم في إعادة الجمهور السعودي إلى المسرح مجدداً، وأعدُّ ذلك من إنجازات موسم الرياض، وسعيدٌ للغاية بتقديم التجربة المسرحية الأولى لي، وأتمنى أن أكون قد وُفِّقت في ذلك".
وأكد الحربي، أن "العمل المسرحي لم يتوقف، وموجود بجهود الزملاء في جمعية الثقافة والفنون، لكننا نطمح إلى أن تصبح العودة الجماهيرية إلى المسرح روتيناً يومياً".
مشاركة نسائية
من جهتها، عبَّرت الفنانة ريماس منصور، نجمة المسرحية، عن سعادتها بالوجود في العمل، قائلةً: "أخوض في هذه المسرحية تجرية فنية جديدة بالنسبة إلي، تؤكد في الوقت نفسه أهمية مشاركة العنصر النسائي في المسرح السعودي، وأرى أن المسرحية نجحت حتى قبل أن تبدأ، إذ أعادت ناصر القصبي إلى المسرح مجدداً بعد أكثر من ثلاثة عقود، والعمل إلى جانبه بحد ذاته إضافة كبيرة لي".
وأثنت ريماس على الأجواء السائدة في العمل، مؤكدةً أنها جميلة للغاية، كاشفةً أن انطلاقتها المسرحية، جاءت في موسم الرياض، إذا التقت جمهورها مباشرةً بعد أن اعتاد على مشاهدتها في الأعمال الدرامية والكوميدية.
المشاركة الأولى
كذلك، عبَّر الفنان محسن الشمري عن سعادته بالمشاركة مع نجوم المسرحية، قائلاً: "هذه المشاركة المسرحية الأولى لي، والحمد لله، جاءت جيدةً حتى الآن، وأرى أن المسرح يكشف بحق عن جوهر الفنان الحقيقي". مبيناً أن "حاجز الرهبة الجماهيرية تزول بعد أول مشاركة مسرحية"، شاكراً هيئة الترفيه، وإدارة موسم الرياض على تقديم هذا العمل الرائع.
أمنية وتحققت
على الرغم من كونها ناشطةً في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك لم يمنع هبة الحسين من المشاركة في المسرحية، وحول دورها قالت: "شعوري لا يوصف وأنا أقف إلى جانب كوكبة من نجوم الفن، قدموا عطاءً فنياً كبيراً خلال مسيرتهم الطويلة، وهذا الحدث الكبير، سيعود عليَّ بالفائدة بالتأكيد، خاصةً أنني أعمل مع طاقم خبير، يعمل بجدٍّ، ويحرص على تقديم الأفضل".
ووجَّهت الحسين شكرها إلى هيئة الترفيه على منحها هذه الفرصة التي عدَّتها أمنية وتحققت.
المكان الحقيقي
حمد المزيني، أحد نجوم الدراما السعودية، ثمَّن من جهته عودة الأعمال المسرحية السعودية إلى سابق عهدها، وقال: "لا أستطيع مهما فعلت وصف سعادتي بعودة المسرح السعودي إلى مكانه الحقيقي مجدداً، وأراه حلماً وتحقق بفضل الله".
وحول مشاركة وجوه شابة في المسرحية، قال: "هذه الخطوة في غاية الأهمية، وتؤسِّس لجيل مسرحي قادم بقوة".
حبيب الحبيب: مشاركة العنصر النسائي فاعلة
النجم الكوميدي حبيب الحبيب الذي رافق ناصر القصبي في كثيرٍ من أعماله الدرامية، وأحد أبطال المسرحية، كشف عن سعادته بالمشاركة في العمل، مثنياً على قصة المسرحية "اللطيفة والكلاسيكية" التي أُعدَّت بشكل خاص لجمهور موسم الرياض.
وأوضح الحبيب، أنهم قادرون على تقديم أعمال مسرحية، تنال إعجاب الجمهور، مؤكداً لـ "سيدتي" أهمية مشاركة العنصر النسائي في المسرح لدوره الكبير في اكتمال العمل المسرحي من جميع جوانبه.
زيد السويداء: الفرص أصبحت في بلدنا
من جهته، أكد زيد السويداء، أحد نجوم العمل، أن مشاركته في المسرحية في غاية الأهمية بالنسبة إليه، وقال: "في السابق كنا نبحث عن الفرص المسرحية في الخارج، لكنَّ الوضع اختلف تماماً اليوم، إذ أصبحنا نجد ما نبحث عنه في وطننا، خاصةً بعد أن تعبنا من طول السفر إلى الخارج لنحظى بالمشاركة في عملٍ ما، لذا فخورٌ جداً بهذه المشاركة".
عبدالمجيد الرهيدي: نقطة تحول
كذلك، أثنى الفنان عبدالمجيد الرهيدي، أحد نجوم المسرحية، على هذه التجربة، واصفاً إياها بالرائعة، وقال: "ما يميِّز هذه المسرحية، أنها أعادت ناصر القصبي إلى المسرح بعد عقود طويلة من الغياب، كما أنها العمل المسرحي الأول للكاتب خلف الحربي، كذلك تضم عدداً من الوجوه الشابة، إضافة إلى عرضها في موسم الرياض السياحي الأول".
وحول التوليفة التي يقدمها في المسرح والإعلام والدراما، قال الرهيدي: "دائماً ما أبحث عن فرصٍ، تشكِّل نقطة تحول في مسيرتي الفنية، لذا أحرص على تقديم أعمال متجددة ومختلفة، مثل مشاركتي في هذه المسرحية، التي تعد نقطة تحول بالنسبة إلي".