نعود مرة أخرى إلى مختبرات العلماء والمخترعين، هؤلاء الذين دفعهم الفضول إلى معرفة ما لم يعرفه أحد من قبلهم. والذين تم وصفهم بأنهم «شُعراء العلم»، الذين يرون في الأشياء أمامهم تحت المجهر أو على طاولة الاختبار، أشياءَ أخرى مختلفة كل الاختلاف عمّا هي عليه. واستكمالاً لتحقيق نشرته «سيدتي» في وقت سابق، بعنوان «تجارب علمية فاشلة.. نتج عنها ابتكارات غيرت حياتنا»، نقدم لكم تالياً مجموعة جديدة من الاختراعات غير المقصودة التي حولتها الصدفة إلى أشياء مختلفة غيرت العالم تماماً.
اختراعات بالصدفة
المصاصات المثلجة.. دهشة الطفل اللذيذة
في ليلة باردة من ليالي شتاء العام 1905 في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، نسي طفل بعمر 11 عاماً يدعى فرانك إيبرسون، مسحوق الصودا السكري مع الماء على شرفة المنزل. وفي الصباح تذكر مشروبه المفضل وهرع مسرعاً لإحضاره لكن وجده متجمداً تماماً. لسبب ما فكر إيبرسون بأن يعيد الكرة مرة أخرى، ووضع هذه المرة عوداً خشبياً في المسحوق، وأدرك حينها أنه أمام شيء جديد لذيذ للغاية. وأطلق على اختراعه اسم إبسيكل Epsicle، وهي مزيج بين كلمتي إيبرسون أيسيكال Epperson وIcicle، أي مثلجات إيبرسون، لكنه غير الاسم لاحقاً إلى بوبسيكال Popsicle.
أعواد الثقاب.. الفكرة حين تشتعل صدفة
في إنجلترا خلال العام 1826، كان جون والكر في معمله يقوم بخلط مزيج من المواد الكيميائية داخل وعاء بواسطة عود خشبي، وعندما حاول أن ينظف العود من الخليط الذي التصق به، فركه بالطاولة أمامه، ليتفاجأ بأن العود اشتعل على الفور. سيطرت هذه الفكرة على رأس والكر، وبعد عدة تجارب أخرى تمكن من اختراع أعواد الثقاب.
الفولاذ المقاوم للصدأ.. صدفة دخلت بيوتنا جميعاً
من إنجلترا أيضاً في العام 1913، كان عالم المعادن هاري بريرلي، يحاول صناعة سبيكة قوية لصنع مخازن البنادق، وأرادها أن تكون مقاومة للتآكل حتى تعيش الأسلحة عمراً أطول. وكان بريرلي عندما ينهي العمل يترك نماذج الاختبار فوق طاولة المعمل. وفي أحد الأيام لاحظ أن الطاولة تآكلت بفعل الصدأ، بينما النماذج بقيت كما هي دون أي مشاكل. ومع العمل على اختبارات جديدة، تبيّن له لاحقاً أن الصدفة قادته لاختراع معدن مقاوم للصدأ. وانتقل هذا الاختراع من مخازن البنادق، إلى أدوت المطبخ وأشياء أخرى نستخدمها بشكل يومي.
نابض سلانكي.. اختراع في كل شيء حتى الألعاب
في بداية الأمر، كان مهندس الميكانيك الأمريكي ريتشارد جيمس، يحاول جاهداً اختراع أداة يمكنها تثبيت الآلات الموجودة في السفن والبواخر، وخلال العام 1943 توصل إلى اختراع نابض على شكل لفائف متصلة ببعضها. وفي يوم من الأيام وقع النابض من يديه، ولاحظ أنه استمر بالحركة بشكل لافت على رف الكتب، أخذه معه إلى المنزل، ومع بعض التعديلات استطاع جيمس أن يخترع أداته المطلوبة التي تحولت بالوقت نفسه إلى واحدة من أشهر الألعاب في العالم.. نابض سلانكي Slinky.
الغراء السريع.. الفشل الذي تحول لنجاح باهر
خلال العام 1943، ثار غضب الإدارة والعاملين في شركة إيستمان كوداك Eastman Kodak الأمريكية، عندما عملوا على اختراع منتج جديد من الغراء؛ حيث اعتبروه معطوباً وفاشلاً؛ لأنه سريع الالتصاق وقدرته كبيرة جداً. ولكن بعد سنوات مما اعتبروه فشلاً ذريعاً، اكتشفوا أنهم قدموا للعالم واحداً من أهم الاختراعات على الإطلاق، إنه الغراء السريع Super Glue، الذي انتشر بعد ذلك بشكل واسع ليدخل كل بيت.