أفاد ناطق باسم الجامعة التكنولوجية بمدينة سامارا الروسية باكتشاف مركب خشبي في قعر نهر الفولغا يقدر عمره بما لا يقل عن 600 عام.
وشارك في البعثة العلمية التي جرت في منطقة العثور على المركب خبراء في مؤسسة «إيكران» العلمية والإنتاجية وغواصون.
وقال الناطق إن رهبان دير أيقونة قازان لمريم العذراء هم الذين عثروا على المركب القديم على عمق 10 أمتار أثناء صيد السمك في نهر الفولغا. واستدعى الرهبان الغواصين والعلماء الذين قاموا بالتصوير تحت الصوتي لآثار المركب المغطى بطبقات من الرمل الطين وتوصلوا إلى استنتاج مفاده بأن طول المركب يبلغ 50 متراً، وعرضه 20 متراً.
وافترض علماء الآثار أن المركب تم بناؤه عام 1415، أي قبل حلول عصر القيصر الروسي إيفان الرهيب (1547 – 1584).
وتمكن الغواصون من رفع بعض المسامير الحديدية وأجزاء من غطاء السفينة من قعر النهر حيث بلغ طول أحد المسامير الحديدية نصف متر.
فيما لم يستطيعوا تحديد منشأ المركب؛ إذ إن السفن التجارية والعسكرية كانت تجوب آنذاك مياه نهر الفولغا الفياض. ومن بينها السفن التابعة للإمارات الروسية وبلاد الفرس وحتى التجار العرب.
إن أول من سكن نهر الفولغا هو شعب ماري السكان الأصليون لحوض النهر منذ القدم وهم الذين سموه «الفولغا «وتعني عندهم «مشرق «أي نهر المشرق ويدعى أيضاً مسيسيبي روسيا بل إن الروس يدعونه الفولغا الأم لكثرة استفادتهم منه في جميع مناحي الحياة كالزراعة والصناعة والتجارة والاقتصاد والنقل وغير ذلك.
طوله وتضاريسه يبلغ طول «نهر الفولغا «نحو 3. 685 كم ومائتي متر تقريباً ومنها 3، 540 كم هي الصالحة للملاحة والنقل على عرض يزيد وينقص أحياناً مع مروره بعدة بحيرات تجمع فيها المياه وهو أغزر الأنهار في أوروبا كلها إذ تبلغ كمية المياه فيه نحو 1. 3 مليون كيلومتر مربع.
يعد نهر الفولغا من أطول الأنهار بشكل عام وله روافد كثيرة ما بين صغيرة وكبيرة تصل إلى 200 رافد ولكن أهمها رافدان هما: كاما وأوكا وكل واحد من هذين الرافدين أطول من نهر الراين والرافد كاما هو الذي يصب في بحر قزوين وأما أوكا فيصب في بحر آزوف قريباً من الجمهورية الأوكرانية.
يتمتع هذا النهر بوجود حركة تجارية ممتازة وسفن تمر ذهاباً وإياباً محملة بالبضائع وسفن وبواخر النقل العام، وعليه تقوم كثير من الأنشطة الزراعية في المنطقة، علاوة على أن أكثر من نصف السكان في الاتحاد الروسي يعتمدون على النقل عن طريق سفن هذا النهر في التنقل من مدينة إلى مدينة، وقد قامت الحكومة الروسية بإنشاء ممرات على النهر صناعية لحصر البضائع وللجمارك، ويستخدم النهر في نقل كثير من البضائع وبالأخص الحكومية مثل النفط والأخشاب ومواد البناء والغاز الطبيعي وغير ذلك. وقد عُلم مؤخراً بوجود رواسب على جوانب مجرى النهر تختزن النفط والغاز الطبيعي والملح وبعض المعادن الأخرى وتقوم على النهر محطات توليد كهربائية عملاقة قائمة للاستفادة من جريان النهر في توليد الطاقة الكهربائية وثمانية سدود كبيرة لحجز المياه فيه...