عقب قدوم المولود الأول إلى الأسرة، يعطي إشعاراً للزوجين بأن علاقتهما كثنائي رومانسي قد انتهت، وبدأت العلاقة الحقيقية وصورة الأسرة المصغرة، وهذا كله له آثار إيجابية وسلبية على كل من الزوجين؛ فصحيح أن قدوم المولود سيعطي معنى جديداً للحياة، وسيشعر كلٌ من الأبوين بالمسئولية وخلق هدف جديد للحياة، ولكن في كثير من الحالات سيكون لهذا تأثير سلبي على العلاقة الحميمة، والمشكلة ليست لدى طرف واحد دون الآخر؛ بل هي لدى الطرفين غالباً، وبحسب الدكتور مدحت عبدالهادي خبير العلاقات الزوجية، تتمثل بإهمال الزوجة لزوجها وانشغالها بالمولود الجديد، وقد تتمثل بنفور الزوج من زوجته بعد الولادة لأسباب مختلفة؛ حيث يمر الزوج بمشاعر متغيرة ومختلفة بعد الإنجاب؛ فقد تلاحظين تلك المشاعر عليه كالتالي:
الشعور بالحزن
قد تمر فترة ما بعد الولادة عليك بسلام، وقد يحدث أن تصاب بعض النساء بما يعرف باكتئاب ما بعد الولادة، في هذه الحالة ينعكس ذلك على الزوج بشكل كبير وعلى مشاعره أيضاً؛ مما يزيد من حالة البعد والشعور بالحزن الدائم وغياب الشعور بالسعادة كالوضع السابق قبل الولادة.
الشعور بالكره
تؤدي المسئوليات الجديدة التي يشعر بها الأب، بالإضافة إلى تغير الهرمونات بعد الولادة لديك كأم، إلى شعورك بأن زوجك يكرهك، وفي المقابل قد يشعر هو بذلك أيضاً، وقد يقوم بالتعبير عن حبه لك بطرق غير مباشرة.
تؤثر فترة الولادة كثيراً في الزوجة، وبالتالي تتأثر الرغبة الجنسية عندها، وبالتالي على الرجل أيضاً، والذي يشعر بعدم رغبة زوجته به، بالإضافة إلى التغيرات التي حدثت في جسدك، والتي تساهم في تقليل الرغبة عند زوجك أيضاً؛ فالتغيرات الفسيولوجية التي تحدث للمرأة بعد الولادة كبيرة، وتؤثر على تغير جسمها وهرموناتها بما يتوافق مع حاجة الطفل؛ فتشعر بذلك من خلال ازدياد الوزن، وألم الصدر نتيجة الرضاعة، كل ذلك من شأنه تقليل رغبتها، وبالتالي رغبة زوجها في العلاقة الجنسية أيضاً؛ لذلك هذا الوضع يبدو طبيعياً في كثير من الأحيان.
لا تستغربي من عدم وجود حوار بينك وبين زوجك كالسابق؛ بل وستختلف طبيعة الحوار بينكما أيضاً بعد المسئولية الجديدة وهي إنجاب طفل؛ خاصة مع انشغالك المستمر معه، وبالتالي شعور الزوج أنه مهمل، وانطواؤه عنك وقلة التواصل معك؛ مما يسبب ما يعرف بـ الخرس الزوجي.
بعد انتهاء تجربة الولادة، يعود الرجل في النهاية لعمله وحياته الطبيعية خارج المنزل، وبالتالي يعتقد أن نفس الشيء سيحدث لزوجته، لكن الوضع مختلف للزوجة التي أصبحت أماً؛ مما يحفز شعور الإحباط لدى الزوج من أن حياته بعد الإنجاب ليست كما هي؛ مما يساهم في تغير الزوج بعد الولادة معك كزوجة.
ازدياد الاحتكاك وفقدان الأسلوب اللطيف بينك وبين زوجك، قد تشعرين بالحدة في الأسلوب وازدياد الغضب في الحوار بينكما؛ لذلك حاولي أن تستخدمي مصطلحات لطيفة مثل: لو سمحت وشكراً، أو حتى الألقاب التي تعودتما على تسمية بعضكما البعض بها قبل الإنجاب، ويجب أن تتعلمي كيف تحافظين على زواجك وقت الخلافات.
علاقة الود القوية بينك وبين زوجك قبل الإنجاب، ستساهم كثيراً في تخطي هذه الفترة بسرعة، ويمكن أيضاً أن تقومي بالآتي لإصلاح الوضع بينكما:
- حاولي أن تفتحي حواراً مع زوجك، وأن تهتمي بسؤاله عما حدث معه طوال اليوم؛ ليشعر بأنك مهتمة به مع انشغالك بطفلك، حاولي مثلاً تحضير عشاء يجمعكما سوياً، أو الاستماع لبعض من الموسيقى المفضلة لكما.
- إن شعرتِ بتغير زوجك أو بتغير الحياة بينكما، هنا يأتي دور الحوار بينكما بهدوء، ومناقشة التغيرات التي حدثت في حياتكما بموضوعية، والقيام بتقسيم المسئوليات، حاولي أن تتجنبي ذكر الخلافات السابقة، واهتمي بحل ما هو موجود من مشكلات حالية.
- سيفيدك كثيراً، أن تقومي بإشراك زوجك معك في المسئولية الجديدة في رعاية طفلكما، اجعليه يحمله ويلاطفه حتى يشعر بالوضع الجديد كأب، لا تعزليه عن المشاركة معك.
- تحديد موعد لممارسة العلاقة والتمسك به؛ فكلا الزوجين أصبح يرى أن هناك التزامات تشغل وقت كليهما، ومن أجل هذا؛ فإنه من الأفضل وضع ممارسة العلاقة على جدول المهام كباقي الأمور الأخرى، إلى أن يعودا لممارستها كما في السابق.
- استغلال الأوقات التي ينام فيها الطفل لعمل جلسات رومانسية، أو الخروج إلى أماكن تذكرهما باللحظات الجميلة التي قضياها مع بعضهما البعض، إظهار العاطفة باستمرار، وفعل أشياء تذكر الطرف الآخر بأن شريكه ما زال يحبه وكذلك تذكر المناسبات والاحتفال بالمناسبات وتقديم الهدايا.
- إعطاء الزوج يوم إجازة ليقضيه مع أصدقائه ويمارس كل هواياته بعيدًا عن جو المنزل ليعود بنفسية جديدة وهو مشتاق لزوجته وللجلوس والتحدث معها وقضاء أجمل الأوقات.
- الاتصال كل يوم بالشريك والسؤال عنه في العمل؛ ليشعر بوجود الزوجة دائماً إلى جانبه، وأن المولود لم يؤثر على علاقتهما.
- مراجعة طبيب نفسي لعلاج الزوجة من حالة الاكتئاب التي تصيب السيدة بعد الولادة.
- اهتمام السيدة بنظافتها ورائحتها؛ كي لا ينفر الزوج من جماعها، ومحاولة إغرائه وارتداء الملابس التي تلفته وتجذبه إليها، والتي تخفي الأشياء التي لا تحب أن تظهر في جسمها.
تناول الأدوية المنظمة للهرمونات بعد استشارة الطبيبة المتابعة للحالة، وتجنب الإتيان بأي تصرف من هذا النوع دون استشارة الطبيب المختص.