كارثة بيئية خطيرة وقاتلة، تسببت بإجبار السلطات الهندية في مدينة نيودلهي والمناطق المحيطة بها، بالإعلان عن أقصى حالات الطوارئ، إلى جانب إغلاق جميع المدارس والجامعات، وذلك عقب وصول تلوث الهواء في تلك المناطق إلى مستويات غير مسبوقة على الإطلاق. حيث اعتبرت السلطات الهندية بأنها الأسوأ على الإطلاق منذ بداية هذا العام الجاري 2019.
ووفقاً لما نشرته وكالة رويترز الإخبارية العالمية، بأن مؤشر جودة الهواء الذي يقيس مستوى الجزيئات الدقيقة في الجو الـ بي. إم 2.5، كان قد زاد في العاصمة الهندية نيودلهي التي تعتبر أكثر عواصم العالم تلوثاً، حتى وصل إلى أكثر من 900 بفارق كبير عن حد الـ 500 الذي يُصنف على أنه أكثر من خطير. وأضافت رويترز أنه بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي يلحقها التلوث بما يزيد عن الـ40 مليون شخص في العاصمة ومحيطها، فقد تسبب بتحويل مسار أكثر من 30 رحلة جوية من مطار دلهي جراء ضعف الرؤية الشديد.
وانتشرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو المصورة، التي تظهر فيها مناطق العاصمة وما حولها وكأنها شوارع مهجورة دون أي نشاط أو حركة في الشوارع، وذلك سببه أن معظم السكان التزموا منازلهم حتى لا يتعرضوا إلى تلوث الهواء الكبير في تلك المناطق. خاصة بعد أن حذر أرفيند كيجريوال، رئيس وزراء دلهي عبر تغريدة نشرها على صفحته الرسمية في موقع تويتر، من أن التلوث قد بلغ مستويات غير محتملة في مناطق شمال الهند.
ومن جانبها، كانت هيئة مراقبة البيئة الحكومية قد حذرت من أن التحسن على مستويات تلوث الهواء، ليس أمراً وارد الحدوث خلال الأيام القليلة القادمة. معللة الأمر بأن الرطوبة الناجمة عن الأمطار الخفيفة غير المتوقعة التي هطلت ليلة السبت الماضي، عملت على مفاقمة وزيادة حالة التلوث. بالإضافة إلى أن قيام العديد من المزارعين بحرق كميات كبيرة من القش في عدد من الولايات المجاورة.
وبدوره، قال ماهيش بالاوات، نائب رئيس سكاي ميت، وهي وكالة أرصاد خاصة في الهند، أن سرعة الرياح تزداد بشكل كبير، والأمر قد يستغرق فترة ما بين 24 إلى 48 ساعة على الأقل قبل أن تتراجع مستويات التلوث لتقترب من مستوى 500، الذي كما ذكرنا يعتبر تصنيفاً «أكثر من خطير».