تضم المملكة العربية السعودية الكثير من المناطق السياحية المذهلة والتي ترتقي لتكون من عجائب الطبيعة، وباتت تستقطب العديد من المغامرين والمستكشفين، وفي تجربة فريدة من نوعها قامت سيدتان سعوديتان بالمبيت بأحد كهوف منطقة (الصمان) بعد الانتهاء من رحلة لهما مع فريق الاستكشاف وبصحبة مرشدة الكهوف السياحية.
«سيدتي» تواصلت مع السيدات للوقوف معهن على هذه التجربة وما حملته من متعة ومغامرة.
أخبرتنا بدور الصالح الحاصلة على رخصة الإرشاد السياحي إضافة إلى الإرشاد السياحي في مجال الكهوف، بأنه ورغم تعجب كامل الفريق من رغبة السيدات في قضاء ليلتهن داخل الكهف إلاّ أن التجربة كانت رائعة، تقول: «الكهف يسمى بكهف «الفندق» ويقع في منطقة (الصمان) ويتميز بأنه دافئ وهادئ وبه ما يشبه الغرفة الكبيرة المفروشة بالرمل الناعم والتي تحاكي غرف الفنادق ولكنها طبيعية وساكنة كـ سكون الطبيعة، قضينا فيها ليلتنا ونمنا قرابة الخمس ساعات لنستيقظ بكل حيوية وسعادة».
التغلب على المخاوف
أما شذى الفايز (طبيبة أسنان) وإحدى السيدات اللاتي قضين ليلتهن داخل الكهف، فوصفت التجربة بالجريئة والفريدة من نوعها، وبأنها تمكنت من خلالها الوصول إلى هدفها وهو التغلب على مخاوف طبيعة النفس البشرية، تقول: «أنا من محبي رياضة المشي الجبلي، وخرجت مع فريق الاستكشاف السياحي برفقة المرشدة السياحية بدور الصالح، تعرفنا على الجبل وكان لدينا فضول حول كيفية قضاء ليلة كاملة فيه والنوم داخله، وبالفعل تم ذلك، فبعد أن اتخذنا إجراءات السلامة وتأكدنا من خلوه من الحيوانات أو العقارب بواسطة معدات خاصة لذلك، قمنا بتجهيز أكياس للنوم».
المغامرة وتجربة كل جديد
وتضيف الفايز: «شعرت براحة كبيرة داخل الكهف وكأني تخلصت من جميع الطاقة السلبية، فالأجواء هناك هادئة وساكنة ودرجة الحرارة تميل إلى البرودة وكأني داخل قلعة، أعجبت بتلك الجدران التي شعرت بأنها حية وتحتويني، ورغم وجود قليل من المخاوف، إلا أنها كانت تجربة فريدة تمكنا من خوضها نحن الثلاث سيدات بدون أي مشكلات، وذلك الأمر ولّد لدينا شعوراً جميلاً».
وختمت حدثيها بالنصح لجميع الفتيات بخوض التجربة وضرورة التغلب على مخاوفهن في جميع مناحي الحياة، وأن يكن قادة في المبادرة وتجربة كل جديد، تقول: «لدينا ثروة سياحية عظيمة في المملكة ولكنها بِكر غير مكتشفة، وهذه مهمتنا نحن الجيل الجديد أن نُعرف العالم عن معالمنا السياحية».
جمال المنطقة
من ناحيتها أكدت نادية الجبر (متقاعدة)، بأن إحساس المغامرة كان طاغياً عليها تقول: «شعرت بالقوة والجراءة لخوض تجربة مماثلة، قضينا ليلتنا داخل الكهف ونمنا على فراش ناعم فوق الرمل، وعلى الرغم بأني كنت أستيقظ خلال الليل ولكن سرعان ما كنت أغفو مجدداً وشعرت بالراحة والنشاط عند الصباح»، وتضيف: «هذه تجربتي الأولى فيما يخص استكشاف الكهوف وشعرت بالمفاجأة من جمال المنطقة، فنحن لدينا في المملكة مناطق سياحية غاية في الروعة ولكنها ما زالت تحتاج إلى عامل الدعاية وتسليط الضوء».
أشهر الكهوف السياحية في المملكة
أسفر التعاون المستمر بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وهيئة المساحة الجيولوجية عن اختيار عدد من الكهوف، كبداية لتفعيل سياحة الكهوف في المملكة، ومن أهم هذه الكهوف: مغار أم جرسان في حرة خيبر، ودحل الطحالب، وكهف الفندق، كهف المربع في منطقة الصمان على بعد 220 كيلومتراً شمال شرقي مدينة الرياض وكهف العقرب الأسود في منطقة الحدود الشمالية.
وتتاح زيارة هذه الكهوف للسياح من داخل وخارج المملكة بشرط أن تكون من خلال منظم رحلات معتمد، وبرفقة مرشد سياحي مؤهل لهذا النمط، ووفق المعايير المطلوبة لتوفير سياحة آمنة، تضمن سلامة السائح وسلامة بيئة الكهف.