معظم مرضى الألزهايمر حول العالم يعانون حتى يجدوا سريراً شاغراً بأحد المستشفيات، أو دور رعاية المسنين الخاصة أوالحكومية حتى في بريطانيا، كما يشكو بعض أفراد عائلات مرضى الألزهايمر، من أنّ المعاملة لمرضى الألزهايمر لدى بعض المؤسسات الصحية غير مثالية. أما في بعض دول العالم العربي، لا توجد دور رعاية متخصصة بمرضى الألزهايمر إلى الآن، مما يزيد معاناة أسرهم لارتفاع تكلفة علاجهم، في ظل عدم وجود تأمين صحي شامل لكافة أنواع أمراض المسنين،لكن في إيطاليا، مرضى الألزهايمر هم الأكثر حظاً وسعادة بقرية خاصة بهم، توفر لهم كل ما يحتاجونه بكل راحة وسهولة.
قرية خاصة مجانية لمرضى الألزهايمر في روما
14 منزلاً، ساحة كبيرة، مقهى وصالة للألعاب الرياضية، مرحباً بكم في قرية «إيمانويلي» الإيطالية لمرضى الألزهايمر.
في أحد أحياء العاصمة الإيطالية روما، تقع قرية «إيمانويلي»، أول مركز إيطالي مخصص لمرضى الألزهايمر، حيث يعيشون حياة طبيعية في قرية كاملة مخصصة لهم، تجد فيها كل شيء قد تجده في قرية أخرى، تضم عدة منازل ومساحات شاسعة، مقهى، مطعماً، مكتبة ومتجراً لتصفيف الشعر، صالة ألعاب رياضية إلى جانب سوق صغير.
البداية، الحلم
ولدت فكرة «قرية إيمانويلي» على يد مبتكرها «إيمانويلي فرانشيسكو ماريا»، رئيس مؤسسة روما للأعمال الخيرية Fondazione Roma، وصاحب الحلم الذي أصبح حقيقة لمساعدة هؤلاء المرضى ومن ليس لديهم من يرعاهم، بحسب الموقع الرسمي للقرية «villaggioemanuele».
يعيش المرضى في قريتهم الخاصة تحت رعاية موظفين متخصصين في التعامل مع مرض الألزهايمر، مثل العاملين الصحيين والاجتماعيين، واختصاصيي العلاج الطبيعي، الممرضين والأطباء النفسيين، لكن وسط مساحات وأماكن تساعدهم على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي، من السوبر ماركت إلى المسرح.
حياة طبيعية دون قيود
قرية إيمانويلي الإيطالية، هي مكان يتيح للمرضى أن يكونوا قادرين على العيش في مجتمع طبيعي، حيث يقومون بالطهي أو التسوق أو الاعتناء بالحديقة.
وفي أحد منازل القرية، يتناول المقيمون الـ6 من المرضى حتى الآن، رجلان و4 سيدات، القهوة في الساعة السابعة صباحاً، تحت إشراف عاملين متخصصين بالرعاية الصحية والاجتماعية.
تكلفة هذه القرية النوعية
هذه القرية الفريدة من نوعها مبادرة رائدة إيطالية بتمويل كامل، بناء وإدارة من قِبل مؤسسة روما، المكان الذي يقدم إقامة وخدمة مجانية لسكانه. بلغت قيمة تكلف تنفيذها 19 مليون يورو، واستغرق المشروع نحو 6 أعوام ليرى النور ويفتح أبوابه أمام مرضى الألزهايمر، العام الماضي.
كل شيء داخل القرية مصمم لجعل المرضى يشعرون بالراحة، حيث يعيش كل شخص في المنزل الأكثر ملاءمة له، سواء في الشخصية أو أسلوب الحياة.