عندما نسمع بأن أحدهم تعرض لسكتة قلبية، يصيبنا هلع من خطورة الأمر، وأننا قد نفقد هذا الشخص، خاصة إن كان من أحبتنا. فالأمر ليس مجرد مرض عابر، إنه عارض صحي خطير يودي بحياة الكثير من الناس يومياً حول العالم. فما بالكم بشاب لا يزال بعمر الـ14 عاماً، ويتعرض إلى سكتة قلبية في كل يوم طوال الأعوام الـ14 التي عاشها إلى هذه اللحظة.
ووفقاً لما ذكره موقع سكاي نيوز، نقلاً عن صحيفة الديلي ميل البريطانية، فإن مراهقاً أمريكيًّا يدعى جون تومس، ويبلغ من العمر 14 عاماً، اكتشف خلال الفترات القليلة الماضية، أنه يعاني من مرض وراثي في القلب، جعله يتعرض كل يوم منذ الولادة إلى سكتة قلبية بطيئة، إلا أن جون كان يعيش حياة عادية للغاية ولم يكن يعلم بما يحدث داخل قلبه على مدار قرابة العقد ونصف العقد من حياته.
واكتشف المراهق الأمريكي هذا الأمر الغريب، عندما كان يقوم بفحص طبي روتيني خلال الأسابيع الماضية عند طبيبته الخاصة، التي كانت قد لاحظت أمراً غير طبيعي في ضربات قلبه، وعلى الفور طلبت منه أن يقوم بعدد من الفحوصات الطبية ومن بينها تخطيط القلب الكهربي، حتى تتمكن من اكتشاف المشكلة التي يعاني منها.
نتائج الفحوصات وتخطيط القلب كانت صادمة للغاية بالنسبة إلى جون وعائلته، وحتى بالنسبة إلى طبيبته نفسها، إذ تم اكتشاف أنه يعاني من مرض يعرف باسم ألكابا ALCAPA، وهو حالة مرضية نادرة للغاية، تكون شرايين القلب عند المصابين به، غير موصولة بالشكل اللازم. وهذا ما يجعلهم يتعرضون بشكل يومي طوال حياتهم إلى ما يشبه سكتات قلبية بطيئة.
وأشار الأطباء المشرفون على حالة جون تومس، إلى أن المصابين بالألكابا عادة ما يموتون قبل بلوغهم العام الأول من أعمارهم، وأبدى الأطباء دهشتهم كيف أن جسد المراهق الأميركي تمكن من التعامل والتعايش مع هذا المرض القاتل طوال أعوامه الـ14. إلا أنهم أوضحوا بأنه مع التقدم بالعمر ونمو الجسد، يصبح الوضع أصعب كثيراً على المريض.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أنه خلال الأيام القليلة الماضية، قام الأطباء بإجراء عملية قلب مفتوح للمراهق الأميركي، وعملوا خلالها على تصحيح العيب الخلقي في شرايين القلب الذي رافقه منذ الولادة. وبعد أن ظل تحت مباضع الجراحين في عملية معقدة استمرت لنحو الـ6 ساعات، خرج جون مؤخراً من المستشفى وهو بحالة صحية جيدة بعد نجاح التدخل الجراحي.