طيش الإماراتيات في قيادة السيارات

3 صور

المرأة هي الجنس اللطيف والناعم، الذي تُحنى له القامات، ويخصص له صف أمام استلام المعاملات، ويزاح لها كرسي حتى في القطارات، وتخصص لها أغلى وأرق العطورات! ولكن هل يعقل أن تصل لمرحلة تتفوق فيها على الرجل طيشاً في قيادة المركبات؟ هذا ما تحقق به «سيدتي نت»، يعد دراسة خصتها بها شرطة دبي.

تسببت الإناث في النصف الأول من العام الجاري بـ8 وفيات و6 إصابات بليغة، وأكثر من 149 حادثاً متوسطاً وبسيطاً، فيما تسببت في العام 2012 بوفاة 5 وأكثر من مائتي حادث بليغ ومتوسط.. هذه الأرقام بحسب الإحصائية الأخيرة التي أعدتها الإدارة العامة للمرور في دبي للعام 2013، ورغم أن المتسبب الرئيسي للحوادث مازال هو الرجل بلغة الأرقام إلا أن المرأة لا تزال هي المتهم الأول في التسبب بمعظم الحوادث، التي تجري على الطرقات، ويروح ضحيتها شباب في عمر الزهور.

مصدر قلق
فهل قيادة المرأة لا تزال تشكل خطورة، وتحتاج من المسؤولين النظر فيها كإحدى المشكلات المرورية في الإمارات؟ وهل تمتد سلبيات قيادة المرأة ومشاكلها إلى انحراف شباب وشابات يستخدمون القيادة لأغراض سيئة؟ أم أن قيادة المرأة ضرورة اجتماعية، لابد أن نقبل بها مهما كانت سلبياتها؟ يتذكر صلاح قاسم أمين، مهندس في شركة البتروكيماويات بدبي، أن المرأة كانت في السابق تتسبب بالحوادث بسبب ضعف قدرتها على القيادة وخوفها من المركبة، لكنها الآن باتت أكثر رعونة وطيشاً، بل بعضهن يفوق الذكور في الحركات الخطرة والسباقات التي تجري على الطرقات، يتابع: «أعرف فتيات من سكان حينا فقدت إحداهن حياتها بعد سباق جري بينها وبين صديقات لها، ومن شدة السرعة قذفت هي إلى خارج السيارة، وماتت على الفور».

يبدو أن المشكلة عامة، فقد انتقدت جماعات نسائية عضواً بالبرلمان الماليزي؛ لقوله إن قيادة النساء للسيارات تتسم «بالبطء» و«التهور». حيث نقلت صحيفة ستار عن النائب بونج مختار القول بأن «بعض السيدات يقدن السيارات ببطء، ويبدو أنهن غير مكترثات بحركة المرور». أعضاء بالمعارضة وجماعات نسائية طالبوا النائب بالتراجع عن تصريحاته والاعتذار عنها.

بدأ بلال الهاجري، طالب في الجامعة الأميركية بدبي، كلامه وهو يرفع يديه الاثنتين إلى أعلى، مشترطاً ألا يعد كلامه اتهاماً، فالنساء برأيه لهن دور كبير في الحوادث المرورية، يتابع: «أوضح للكثير من السائقات اللاتي يعتقدن أن الحركة البطيئة والتمهل كفيلان بأن يكون السائق مميزاً، بأن الحقيقة غير ذلك، فمعظم الحوادث يسببها السائقون ذوو الحركة البطيئة، وهذا أمر لابد من الالتفات إليه من قبل النساء».

يأخذن الشارع
ربما يطلق علي خميس راضي، طبيب أطفال في مجمع الاستشاريين الطبي في الشارقة، رأيه من منطلق طبي أيضاً، فبرأيه أن عقلية المرأة في القيادة وفي الشارع مرتبطة بكونها أنثى، ويجب أن يمنحها الرجل الأولوية في المرور بغض النظر عن أي شيء، يستدرك: «هذا لا يمكن تطبيقه في الشارع؛ لأن هناك قواعد مرورية على الأرض تحدد المسار لكل الناس، ولذلك تجد السائقات يأخذن الشارع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والعكس، على اعتبار أن الآخرين متفهمون لهذا، وهو ما يسبب الحوادث المرورية القاتلة».
استمع د.راضي، كما يقول، إلى تجارب نساء خرجن من حوادث قاتلة، كن في النهاية المتسبب والضحية فيها، وشهادات أخرى لنساء يعشقن ما يعرف بسباقات الموت، وينخرطن فيها دون شعور بالخوف أو التردد، ولا تمنعهن طبيعتهن الأنثوية عن ذلك. وعلى العكس من ذلك، فهناك فئة تسعى إلى إثبات قدرتها وأن السياقة مغامرة يمكن للمرأة أن تكون طرفاً أساسياً ومهماً فيها وليس الرجل وحده.

نحن بارعات
يتذكر محمد سالم علي صاحب محل لبيع مستلزمات البناء في الشارقة أنه كان متوجهاً إلى منزل عائلته في الزيد عندما حاولت تجاوزه عند منعطف طريق شابة في أوائل العشرين من عمرها تجاوزها وعلم أنها من هؤلاء الذين يعتقدون أن الطريق ملك لهم، يتابع محمد: «لكني وبعد مضي عشر دقائق فوجئت بها وهي تشعل الضوء العالي وتؤشر لي؛ كي أفسح لها الطريق لتمر، وعندما رفضت وبقيت في مساري اقتربت وفتحت زجاج سيارتها وفتحت بدوري الشباك؛ لأرى ما تريد فشتمتني وقالت لي جملة أضحكتني، وهي ابتعد عن الطريق أنا مواطنة، لن أعلم ماذا سأرد عليها، فقلت لها أنا مواطن أيضاً».
لم تستنكر فاطمة عبد الله الكعبي، طالبة جامعية، كلام الشباب، بل واجهته بفخر واعتزاز كبيرين، فهي حسب قولها، لا تقود بسرعة أقل من 120، وفي بعض الأحيان تستخدم مثبت سرعة؛ لأنها تهوى القيادة بسرعة خاصة على الطرقات الخارجية، وترفض مقولة «إن الفتيات ما زلن غير قادرات على القيادة بشكل احترافي»، وترى أنها وصديقاتها بارعات خلف عجلة القيادة.

مكياجهن!
حسب رئيس قسم تحقيق الحوادث الجسيمة في مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، المقدم أحمد الزيودي: «هن ينشغلن بأمور ثانوية، كاستخدام الهاتف المتحرك، أو وضع المكياج، أو تعديل الشيلة أثناء القيادة، وعدم استخدام حزام الأمان، بالإضافة إلى السرعة الزائدة، والارتباك في حالة وقوع أمر طارئ، كالتجاوز غير المتوقع من قبل بعض السائقات».

شاردات
يوسف السويدي، مدير فرع تحقيق وإيداع القضايا، في مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، عاد ليؤكد أن السائقات المتسببات بالحوادث يكنَّ في أغلب الأوقات شاردات البال؛ لانشغال الفكر بأسرهن، ووظائفهن؛ ما يجعلهن أكثر عرضة لحوادث الطرق سواء كن متسببات لتلك الحوادث أم متضررات. يتابع السويدي: «الفئات الشابة التي تتراوح أعمارها بين 18 – 25 عاماً».

فيما يرجع الاختصاصي النفسي محمد الغلبان تغير السلوك النسائي في القيادة على الطرقات إلى قوة وجود المرأة في المجتمع الإماراتي، علاوة على زيادة ثقتها بنفسها، وامتلاكها على الأغلب سيارة حديثة الطراز؛ تمكنها من التحرك بسرعة شديدة دون خوف أو قلق، يتابع: «سلوكها يعطي مؤشراً إلى مدى حضورها في سوق العمل، فأكثر من 90 % من الفتيات بعد سن الـ18 يمتلكن سيارة، وهو أمر زاد من نسبة الحوادث المرورية».