«الطلاق الصامت» أو الطلاق العاطفي، مصطلح حديث أصبحنا نسمعه مؤخراً بشكل كبير، وهو يُطلق على بعض العلاقات الزوجية التي أصبح من الصعب استمرارها وأيضاً صعب انفصالها، ففي هذه الحالة لا يكون هناك طلاق، بل يبقى عقد الزواج سارياً بين الزوجين ولكن كلاً منهما يعيش بمعزل عن الآخر في كل مناحي حياته، وللأسف فإن المختصين يرون أن «الطلاق الصامت» أشد فتكاً بالمجتمع من الطلاق ذاته.
«سيدتي» سلطت الضوء على أسباب «الطلاق الصامت» وطرق علاجه في التقرير التالي
نهاية غير رسمية للزواج
أوضحت المستشارة الأسرية سلمى سبيه، أن الطلاق الصامت حالة انتشرت بشكل مخيف بمجتمعنا في الفترة الأخيرة، «وله نتائج وخيمة ربما أكثر من الطلاق الرسمي».
وقالت «ربما يتساءل البعض: ما هو الطلاق الصامت؟ ببساطة هو نهاية غير رسمية للعلاقة الزوجية، بمعني أن كلاً من الزوجين ينام منفصلاً في غرفة أخرى، وقد يصل الأمر أن ينقطع الكلام تماماً بينهما، وبالتالي لا يوجد تواصل بين الزوجين ولا علاقة زوجية والتي من شأنها أن تزيد من المودة والألفة والمحبة بينهم.
أنواع الطلاق الصامت
ينقسم إلى نوعين:
نوع مؤقت، يأخذ فترة محددة من أسبوع إلى شهر أو ثلاثة أشهر، ثم ينصلح الأمر بينهم بتنازل أحدهم أو بالأصح بتنازل صريح تماماً من الزوجة.
ونوع آخر دائم يستمر لسنوات.
نسبة الطلاق الصامت مخيفة
وأشارت سبيه إلى أن 15% هي نسبة الطلاق الصامت في المجتمع، معتبرة أن هذه النسبة مُخيفة. وقالت «أنصح الزوجين بأن يعتادوا على المصالحة اليومية قبل النوم، والحوار الدائم، وليطلب كل طرف ما يحتاجه وليقول للآخر هذه أولوياتك، وليقول بصوت محب: «أحتاج اهتمامك بي شخصياً»، وليخرجوا بمفردهم مرة كل شهر على الأقل ليمرحوا سوياً ويعيشوا كزوجين وليس فقط كوالد ووالدة.
أسباب الطلاق الصامت
وعن سبب الطلاق الصامت تقول الأخصائية النفسية والمستشارة الأسرية هنادي أبو رحيلة، أنها عبارة تراكمات للخلافات الزوجية البسيطة والتي لم يجد لها حلاً في وقتها، وهذا يعد من أهم أسباب ظهور الطلاق الصامت في العلاقة الزوجية، إلى جانب غياب المودة والاحترام وفقدان الحوار، وعدم تقبل الآخر والبرود العاطفي والقيود الاجتماعية، كلها أسباب ساهمت في وجوده.
مراحل الطلاق الصامت
يمر الطلاق الصامت بمراحل تبدأ بفتور الحب وفقدانه، فتظهر الأنانية، وتفقد الثقة، فيصل الحال إلى الصمت الاختياري، فيكون الطلاق العاطفي الصامت.
وقالت «وهذا ما جعل للأسف مراكز الاستشارات الأسرية مليئة بنسب مخيفة جداً، فأغلب الاستشارات الأسرية والخلافات الزوجية سببها الرئيسي الطلاق الصامت».
الحلول
لتجنب الوقوع بالطلاق الصامت، يجب على الطرفين حل الأمور العالقة بينهما بخلق لغة حوار وتفاهم، تتسم بالصراحة والوضوح، مع السعي لمحاولة تغيير وكسر روتين العلاقة الحميمة، والبعد عن الأنانية والتعالي، ولابد من معرفة كلا الطرفين أهمية كل طرف، وأن الحياة مشاركة تحتاج لجسد تسكنه روح، وإن استحالت الحياة بينهما فالطلاق قد يكون الحل الأمثل لبعض الحالات.
كما يجب تأهيل الزوجين بشكل مستمر ووجود مقر للاستشارات بسعر رمزي في كل حي يُعين فيه مستشارين مؤهلين لينفذوا دورات، ويجب أن تصبح دورات التأهيل لما قبل الزواج إلزامية على الزوجين.
وأخيراً ضرورة المصارحة بين الزوجين بشكل مستمر لمنع التراكمات بينهما.