قد يتأخر الإنسان والمثقف لضيق الوقت والنسيان إعادة كتاب استعاره من مكتبة عامة أو مكتبة الجامعة أسبوعاً، شهراً، سنة، لكن نادراً ما ينساه عمره كله، ويقوم ابنه بإعادته عنه بعد استعارته له ب42 عاماً كاملة.
فبعد مرور 42 عاماً على فقدانه من إحدى المكتبات البريطانية العامة، عاد كتاب أطفال إلى المكتبة أخيراً، مرفقاً برسالة اعتذار على التأخير، وورقتين نقديتين بقيمة 10 جنيهات إسترلينية مقابل كلفة الغرامات والاستبدال.
ووفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، و«البيان»، استعير كتاب «الكرز والسهم المزدوج» من مكتبة «هنليز العامة» ببريستول عام 1976، على أن يعاد في 5 يناير 1977، لكن فُقد أثره، وبدأ يراكم غرامات يومية وصلت إلى نحو 15.644 يوماً.
وأعيد الكتاب أخيراً مع رسالة اعتذار، كُتب عليها: «وجدته أخيراً في مرآب والدي. أعتقد أنه ينبغي أن أعيده إليكم مع 10 جنيهات إسترلينية مقابل كلفة الغرامات/ والاستبدال. أقدم إليكم عميق اعتذاري».
الآن، يريد طاقم المكتبة التعرف إلى مرسل الكتاب ويعدونه بأنهم لن يفرضوا عليه أي غرامات. وقالت أمينة مكتبة بريستول، هالي كانتل: «نرغب في معرفة الشخص الذي أرسله لنا، إذ لا وجود لاسمه على ملاحظة الاعتذار، وليس هناك من طريقة لمعرفة اسمه. اعتقدنا جميعاً فقط أن ما قام به لطيف، فمن الرائع أن يعيده الآن»، مضيفة أن الكتاب ذا الطراز القديم برائحته وتجليده الكلاسيكي، أثار فيهم مشاعر الحنين.
وفي توضيح للغرامات أفادت: «كانت هناك غرامة طابع 20 بنساً يومياً على كل كتاب لم يتم استرداده في موعده، لكن سياستنا الآن تقضي بعدم فرض غرامات على الأعضاء الأصغر سناً»، لكن لو احتسب المجلس المحلي 15 بنساً يومياً، المعمول به حالياً، قد يخشى الذي استعار الكتاب أن يكون مسؤولاً عن غرامات قدرها 2346 جنيهاً إسترلينياً. لكن بكل الأحوال الحد الأقصى للرسم هو 5.40 جنيهات إسترلينية على كل كتاب، ومن المرجح ألا تكون هناك غرامات مستحقة.
وأشارت كانتل إلى أن المال تم التبرع به إلى مكتبة محلية، فيما الكتاب سيخضع للأرشفة لأنه ليس في وضع جيد ليعاد إلى الرف.