تواصلت مساء أمس الأربعاء جلسات العمل في مؤتمر القمة العالمية للتسامح في دبي، حيث ناقش المشاركون في جلسة أدارتها ايزوبيل أبو الهول الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الامارات للآداب 4 نقاط رئيسة هي: التأثير الاجتماعي للتسامح على شباب اليوم وتمكين أصحاب الهمم، واستخدام التسامح في تحقيق السلام واحترام التنوع ومحاربة العنصرية والتحديات التي تواجه المنظمات الحكومية / غير الحكومية في تعزيز السلام والتسامح.
وأكد المتحدثون على ضرورة بناء فكر التسامح ومكافحة الفكر المتعصب كمقوض رئيس للسلم والسلام، مستعرضين دور دولة الإمارات العربية المتحدة وجهودها من خلال عرض نماذج وتجارب حية، مشددين على أهمية التركيز على الخطابات الإيجابية، واستهداف الشباب بطرق صحيحة وجاذبة وعبر وسائل التكنولوجيا، ونشر مبادىء التسامح بين الفئات الفتية تحديداً وتوعيتها بأهمية التسامح والسلام وتحصين أنفسهم من الأفكار المضللة.
وتحدث كل من سلطان المطوع الظاهري المدير التنفيذي، لقطاع المشاركة المجتمعية والرياضية في دائرة تنمية المجتمع – بأبوظبي، والدكتور عبداللطيف محمد الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، في دولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، في المملكة العربية السعودية، وهوبرتوس هوفمان مؤسس ورئيس مبادرة التسامح العالمية في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وجوليانا أوريبي فيليج الرئيسة التنفيذية والمؤسس موفيليزاتوريو، جمهورية كولومبيا.
وركز الحضور على معنى التسامح الحقيقي، وكيفية تحفيز الطلبة، حيث استهل سلطان المطوع الظاهري الحديث قائلا :"أن التسامح هو أساس قيام الدولة، وعليه وضعت المبادرات الداعمة لهذا التوجه، متحدثاً عن الرياضة التي تجمع الكل في تناغم وانسجام بعيد عن نعرات تتعلق بالجنس أو الدين أو المعتقد، مشيراً إلى إطلاق الهيئة جملة من البرامج التي تصب في تعزيز لغة الحوار وتقريب وجهات النظر، ومنها برنامج المناسبات للاحتفال بأعياد ومناسبات الجاليات المقيمة كدلالة على احترام عقائدهم وشعائرهم ومنحهم المساحة الكاملة لممارستها.
بدوره قال الدكتور عبد اللطيف محمد الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا إن التسامح فكر حمله القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وتحول إلى نهج وأسلوب حياة، وانتقل مع تأسيس الدولة لينعكس في علاقات الإمارات مع الدول الشقيقة والصديقة وتلبية نداء الواجب والإنسانية والوقوف مع اي دولة في محنة أو أزمة من دون النظر إلى الاختلافات والفروق.
دور الجامعة
أما الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى مديرة جامعة نورة بنت عبد الرحمن فركزت حديثها عن الشباب ومدى تفهمهم لمعنى التسامح الحقيقي، مشيرة إلى الحاجة لوضع أنظمة وتشريعات، متطرقة إلى الجهود التي تقوم بها الجامعة لخلق شباب منفتح محاور قادر على مواكبة المتغيرات، معتبرة المجتمع السعودي متسامح بطبعه.
فيما يرى الدكتور وهوبرتوس هوفمان مؤسس ورئيس مبادرة التسامح العالمية، في جمهورية ألمانيا الاتحادية أن على الجميع النظر إلى القواسم المشتركة وليس إلى الاختلافات، قائلاً: نحن جميعاً نبدو مختلفين لكننا نلتقي في جوهرنا الإنساني، مضيفاً: نسعى للترويج لوجود وزراء تسامح في مختلف أنحاء العالم، وكانت الإمارات سباقة في هذا الاطار.
فيما تحدثت جوليانا جوليانا أوريبي فيليج الرئيسة التنفيذية والمؤسس موفيليزاتوريو، جمهورية كولومبيا عن تطويع التكنولوجيا لخدمة منظومة القيم والحاجة الماسة للتركيز على قيم السلام وبثها عبر التكنولوجيا.
تحدي التكنولوجيا
واعتبر المتحثون في ختام الجلسة أن التكنولوجيا تمثل تحدياً كبيراً، نظراً لوجود جماعات راديكالية تنشر الأفكار السلبية وتروج لمفاهيم الإقصاء، وتأجيج خطابات الكراهية بين الناس، وهنا يظهر دور المؤسسات التعليمية في استهداف الشباب ورفع سقف الوعي لديهم، مضيفين أن التكنولوجيا أسهمت في بث وشيوع سلبية عديمة القيمة، معتبرين تأجيج الحقد أمر سهل لكن يمكن السيطرة عليه باعطاء الشباب أوكسجين الحرية وحمياتهم من القمع الفكري .
واستعرضت الجلسة الثانية مشاريع لـ 6 طلبة: من جامعات ومدارس دولة الإمارات العربية المتحدة المتعلقة بالتسامح وتبادل وجهات النظر والآراء حولها.
جلسة المؤثرين الاجتماعيين
وسلطت جلسة المؤثرين الاجتماعيين الضوء على دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر قيم التسامح وتحدثت فيها الدكتورة سارة المدني عضوة مجلس الإدارة في غرفة تجارة وصناعة الشارقة والمشاريع المتوسطة والصغيرة في الإمارات، وأنس بوخش المؤسس والمدير العام شركة بوخش إخوان، دولة الإمارات العربية المتحدة, ومنذر المزكي الشامسي.
وطالب المشاركون إلى استثمار مواقع التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة التسامح وقيم الاعتدال وقبول الآخر، كما ناقشوا خلال جلسة عمل أدارها المذيع يوسف عبد الباري من تلفزيون دبي عدداً من القضايا ذات الصلة منها الحوار بين الثقافات ونشر قيم التسامح، ودور مواقع التواصل والمؤثرين الاجتماعيين في تعزيز الحوار بين الثقافات ونشر قيم التسامح، وجهودهم في مكافحة الخطابات السلبية وإعطاء نماذج وأمثلة نوعية يحتذى بها. وقالوا إن دولة الامارات تمثل نموذجاً مضيئاً وفريداً للتعايش باحتضانها أكثر من مائتي جنسية، مؤكدين على الدور الريادي الذي تلعبه الإمارات في هذا الجانب بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الذي أعلى قيم الحق والعدل واعتبرها مصدر قوة الدولة وتفردها التي اختارت التسامح باعتباره منهج الأقوياء والشجعان، داعين رواد التواصل إلى التعامل بحذر ووعي لضمان عدم تحول الصفحات الى ساحات سجال ومنصات للتحريض والكراهية.