«يا أبي ...يا أبي» كانت تلك هي الكلمات الأخيرة التي سمعها الوالد من ابنه في تلك السهرة، لم يكن يدري أنّها ستكون أيضا آخر كلمات يسمعها من ابنه الوحيد الذي لن يراه بعد تلك الليلة.
جريمة بشعة اهتزّ لها الشارع التونسي راح ضحيّتها شابّ بلغ ليلتها عامه الثالث والعشرين.
في ذلك اليوم اختار آدم أن يحتفل بعيد ميلاده رفقة أصحابه و والده بمطعم ليلي بنزل فاخر وسط العاصمة تونس، كان كلّ شيء يسير بشكل عادي في بداية السهرة إلى أن كان المنعرج: تشاجر آدم مع نادل المطعم حسب رواية والده بسبب تفوّهه(النادل) بكلمات بذيئة و شيئا فشيئا تطوّر الشجار بينهما و تدّخل أعوان الحراسة بالمطعم و تمّ الاعتداء على آدم بالضرب على مرأى و مسمع من الحاضرين الذين و حسب مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لم يكلّفوا أنفسهم عناء التدخل لنجدة الشابّ، و عبثا حاول والده التدّخل لمساعدته اذ قام المشتبه بهم بأبعاده عنه بعد أن اعتدوا عليه و تمّ جرّ الضحيّة إلى مكان آخر أين واصلوا تعنيفه إلى أن فارق الحياة قبل أن يلقوا به بمصعد معطّب و مهجور.
وتفيد المعطيات الأولية التي كشفتها الأبحاث أنّ الضحيّة فارق الحياة قبل وصول أعوان الامن والاسعاف الطبيّ.
وقد أذنت النيابة العامّة بتونس بإيقاف مدير المطعم وستّة عاملين به كما تم ّالأمر بغلق المطعم وسحب رخصته.
وقالت محامية الهالك في تصريحات لوسائل الاعلام «إنّ الطبّ الشرعي أثبت أنّ الوفاة كانت نتيجة الاعتداء بالعنف الشديد على آدم وسحله والصعود على قفصه الصدري بقوّة والتسبّب في كسر ضلع على الجانب الأيسر ممّا طمس قلبه وتابعت أنه تمّ إلقاء آدم في المصعد الكهربائي الذي لم تكتمل بعد أشغاله بعد موته».
واهتزّ الرأي العام في تونس لهذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها شابّ كان ذنبه الوحيد أنّه خرج احتفالا بالحياة فعاقبوه بالموت «على حدّ تعبيرهم، وحمّل التونسيون الدولة المسؤوليّة عما جرى للشابّ آدم وتساءل كثيرون عن أسباب انتداب المطاعم والنزل لأعوان حراسة غير مؤهّلين للتعامل بطريقة حكيمة مع الحرفاء في المقابل أدان كثيرون" عدم تدخّل الحاضرين بالمطعم لنجدة الشابّ معتبرين أنّهم بصمتهم شاركوا في عمليّة قتله».
وزار وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي عائلة الضحيّة لتقديم العزاء.