كل الباحثين يقومون بتجارب علمية واجتماعية ونفسية للوصول إلى حقيقة جديدة يريدون التأكد منها، لكن هل على كل مؤلف يريد إصدار كتاب عن الجريمة أن يقتل؟ أو كتاب عن السرقة عليه أن يسرق ليعرف سبب وإحساس اللص عند ارتكابه السرقة؟ أو كتاب عن غسيل الأموال عليه أن يفتح حساباً شخصياً ويستقبل أرصدة مشبوهة؟
نعم، حدث هذا مع مؤلف يكتب عن غسيل الأموال، وجرب فعل هذا الأمر بنفسه، وبات صاحب تجربة قبل إصداره كتابه الأول عن غسيل الأموال.
ووفقًا لموقع «بي بي سي» البريطاني، وجهت السلطات الأمريكية تهمة «غسيل مبلغ 2.5 مليون دولار» لأستاذ جامعي كان قد ألف كتاباً عن غسيل الأموال والجريمة المنظمة.
وقال الادعاء إن بروس باغلي تلقى الأموال من حسابات بنكية في سويسرا والإمارات العربية المتحدة، واحتفظ بربع مليون دولار من المبلغ.
وكان الأكاديمي قد شارك في تأليف كتاب قبل أربع سنوات يحمل عنوان «تهريب المخدرات والجريمة المنظمة والعنف في القارتين الأمريكيتين» قال فيه إن غسيل الأموال مزدهر في الوقت.
ونفى البروفيسور الذي يعمل في جامعة ميامي في حديث لقناة سي بي إس نيوز هذه التهم وقال « أنا على ما يرام. لست مذنباً. هذا ما أشعر به. لقد ارتكبوا خطأ».
وتقول السلطات في نيويورك إن باغلي فتح حساباً في بنك في ولاية فلوريدا لشركة مسجلة باسمه واسم زوجته.
وتلقى حساب الشركة في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017 مبالغ من شركة للمواد الغذائية مسجلة في دولة الإمارات العربية المتحدة يديرها مواطن كولومبي.
ويصف باغلي تتبع غسيل الأموال بأنه «عملية معقدة جداً».
ويقول الادعاء إن الأموال التي وصلت إلى الحساب هي الدفعة الأولى من رشوة مقابل عمليات ستتم في فنزويلا.
وهذه العملية هي جزء من عملية كبيرة لضبط محاولات استخدام النظام المالي الأمريكي لغسيل أموال مصدرها عمليات فساد مالي تتم على مستوى عالٍ في فنزويلا، التي تعاني من تضخم فظيع في عملتها، دفع الملايين من مواطنيها للهجرة.
ويتهم باغلي بالتآمر لغسيل أموال وبغسيل أموال، وتبلغ العقوبة القصوى لكل من هاتين التهمتين السجن لمدة 20 سنة.
وقد أطلق سراح المتهم بكفالة قدرها 300 ألف دولار أمريكي بعد أن ظهر أمام المحكمة في ميامي.
وبالإضافة لموقعه الأكاديمي كان البروفيسور قد قدم شهادة في قضايا غسيل أموال كخبير، كما قدم شهادة أمام مجلس النواب.
وقال مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي تعليقاً على القضية «يستخدم المجرمون عدة أساليب لغسيل عائداتهم من الجرائم، وهم بحاجة لإخفاء الآثار، وهنا نعتقد أن باغلي، وهو بروفيسور أمريكي، ساهم في إنجاح نشاط غير قانوني في الخارج، يستهدف اقتصاد الشعب الفنزويلي، ووجد طريقة لإخفاء النشاط ونقل الأموال».
وقال محاميه دانييل فورمان لصحيفة ميامي هيرالد إنه مصر على الدفاع عن نفسه.
وقالت جامعة ميامي إن القضية شخصية وإن الأكاديمي المذكور في إجازة إدارية.