عبرت الفنانة منة شلبي عن سعادتها بتكريمها بجائزة فاتن حمامة للتميز، على هامش فعاليات الدورة الـ 41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وخاضت جلسة مناقشات لا تنقصها الصراحة عن مسيرتها الفنية وكواليس صناعة الأفلام في مصر، وأدار الندوة الناقد الأمريكي جاي ويسبيرج وأقيمت في مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية.
وشكرت منة شلبي، في البداية إدارة مهرجان القاهرة على اختيارها لتكريمها في المهرجان ومنحها تلك الجائزة، كما شكرت الحضور من الجمهور وصناع السينما الذين حرصوا على حضور ندوتها ومشاهدتها والتحدث معها.
كيف تختار منة شلبي أدوارها؟
وقالت إن اختيارها لأدوارها يأتي بعد قراءتها للسيناريو بعناية ومعرفة الدور بشكل جيد، ومن خلال تلك القراءة والتحدث بعدها مع المخرج والمؤلف تولد الشخصية وتُرسم ملامحها، مؤكدة أن الشخصية تولد من إحساسها بما تريد تقديمه للجمهور، وأن كل مخرج عملت معه هو صاحب شخصية ومدرسة مختلفة.
وأضافت أنها محظوظة بالعمل مع مخرجين كبار مثل يسري نصر الله، محمد خان ويوسف شاهين، وأن كل من عملت معهم لهم فضل عليها فيما وصلت له الآن، مؤكدة أن للمخرج دورا كبيرا في تجسيد الممثل للشخصية من خلال توجيهه ونصائحه له، وهو ما ساعدها في الوصول إلى ما وصلت إليه، موضحة أنها تحرص على علاقتها بكل فريق العمل معها حتى العاملين في موقع التصوير والفنيين والمسئولين عن الإضاءة وكل العاملين بالموقع.
لعبة منة شلبي مع المخرجين
وأكدت منة إن التعامل بينها وبين المخرجين يشبه اللعب، فحينما تتحدث معهم فهي تلعب، فالتحضير للدور هو نوع من المتعة، فعندما يختارك المخرج فهو يقولك لك: أنا اخترتك لأنني أثق فيك هيا العب معي، وتدور مناقشات بينك وبين المخرج عن كيف ستخرج الشخصية وكيف يفكر فيها الناس وما هي رؤيتك ورؤية المخرج للأمر، موضحة أنها تحب العمل مع المخرجين والمؤلفين وزملائها في العمل كفريق واحد، تحت قيادة المخرج الذي يقود الجميع، فهو المسئول عن تحويل السيناريو إلى واقع.
وأشارت إلى أنه ليس كل الأدوار تكون جيدة بالضرورة، ولكنها تركز على اختيار الأدوار الجيدة، قائلة: أنسى نفسي وكل شيء عني ولا أفكر سوى في الشخصية، وأهتم بالعديد من التفاصيل الخاصة بها، وكيف أسيطر عليها وأخرجها بشكل جيد للجمهور الذي سيشاهد العمل، موضحة أنه تحب الأدوار المختلفة مثل أدوار السايكودراما والغوص داخل تفاصيل الشخصية، ولا تحب الأدوار العادية السطحية ولا تحب تجسيدها.
120 سؤال تحسم اختيار منة شلبي لأدوارها الفنية
وعن اختيارها للأدوار التي تقدمها فأكدت شلبي أن هناك لعبة تلعبها مع الشخصية بطرحها 120 سؤالا مختلفا عن الشخصية حتى تتعرف عليها جيداً وكيف ستقدمها، مثل اسمها، كيفية مشيها، شعورها، عيوبها وعدد كبير من الأسئلة الأخرى والتي تعجز في أحيان عن إجابة البعض منها، مشددة على أنها لا تختار الدور بالحجم في السينما ولكنها تسأل نفسها هل لو تم حذف تلك الشخصية من الفيلم ستتأثر أحداثه أم لا، فإذا كانت الإجابة نعم فهي تقدم الشخصية لأهميتها في أحداث العمل حتى لو كانت مشهدا واحدا، ولكن في الدراما بالإضافة لما سبق تهتم بحجم الدور.
وقالت إنها تقوم بالعمل حالياً على دور جديد لم تقدمه من قبل ينتمي لنوعية أدوار السايكودراما، وأن كل مرة تذهب فيها للتصوير ويكون لديها ظن أنها على علم بكل تفاصيل الشخصية وأنها تمكنت منها، تتفاجأ أنها مازالت ينقصها الكثير عن فهم تلك الشخصية.
وأوضحت أن كثيرا من الشخصيات التي قدمتها سببت لها اكتئابا، وكانت تذهب لدكتور نفسي للتخلص من آثار تلك الشخصية، لذلك فهي عندما تقوم بقراءة سيناريو كبير في فترة من الفترات تحرص على أن تفصل نفسها في منتصف الوقت وتسمع مزيكا وتشاهد بعض الأفلام في التليفزيون.
وأوضحت شلبي أنها تحب العمل مع السيدات أكثر من الرجال، لأنهن يشعرن ببعضهن البعض أكثر، ضاربة مثلا بالعمل مع هالة خليل وكاملة أبو ذكري وغيرهن، مؤكدة أن الأعمال تخرج بشكل مختلف مثل "نوارة" و"أحلى الأوقات"، مؤكدة أنه عندما تقوم المرأة بكتابة وإخراج العمل فهذا يعطيه نكهة خاصة، والمرأة تتفاهم مع المرأة بشكل أكبر من غيرها، وأن الأعمال التي قدمتها تحت إشراف مخرجة أو مؤلفة هي من أفضل الأعمال التي قدمتها في مشوارها الفني.
وأضافت أن السينما هي مرآتها وعينها، وعندما تعمل وتقدم أعمالا مختلفة فإن أبرز ما تفكر فيه هو العمل مع أشخاص يثقون فيها، فالأمر الذي يجعلها تخاف هو العمل مع أشخاص لا يؤمنون بها.
الفرق بين العمل في التليفزيون والسينما
وتحدثت "شلبي" عن الفرق بين العمل في التليفزيون والسينما، قائلة إن الأمر متشابه ولكن هناك اختلافات بسيطة، وبالنسبة للمسلسلات هي تعمل شهورا متتالية وهو أمر متعب جداً بسب طول الوقت، ولكن المميز فيه هو الشعور بأن الشخصية تتدفق بداخلها بشكل يومي، حتى لو حصلت على راحة لمدة يومين فإنها تظل متأثرة بالشخصية، ولكن في الفيلم من الممكن أن تكون هناك إجازات كثيرة وفترات انقطاع عن التصوير طويلة، وقالت إنها تريد تسليط الضوء فقط على أن العمل صعب في الجانبين.
واختتمت "شلبي" كلامها بأنها من الممكن أن تكون دبلوماسية وتقول إن هناك مخرجين ومؤلفين كثيرين جيدون، ولكن الحقيقة أن المميزين فيهم قليلون جداً، موضحة أن صوت المخرج لابد أن يكون أعلى من صوت السيناريو لأنه أكثر شخص لديه رؤية للعالم الذي يريد تقديمه وإخراجه للجمهور في شكل معين، فالفيلم بالكامل أهم من كل مشهد أو اثنين، فالمهم هو المنتج النهائي، قائلة: أنا عن نفسي عمري ما أزعل لو لقيت مخرج قص مشهد أو اثنين من أحد أفلامي.
نصيحة منة شلبي للممثلات الجدد
وطالبت منة، الممثلات الجدد بالإيمان بموهبتهن في التمثيل حتى حال تعاونهن مع مخرجين ليسوا على المستوى المطلوب، وقالت إن أي ممثلة مطالبة بإجبار المخرج بصدق أدائها وإحساسها بالدور على الإيمان بموهبتها، مضيفة: "أؤمن أن حب الإنسان لشيء سيجعله يصل إليه مهما حدث.
واعترفت منة بأن الدكتور أشرف زكى دربها على مشاهد التقديم للمعهد العالي للفنون المسرحية، مضيفة: لا أنسى فضله ومساعدته لي، وأكدت أنها بمجرد قبولها بالمعهد وبعد عامها الأول صورت فيلم الساحر وتوالت الأدوار.
ويعرض المهرجان ضمن برنامج تكريم منة شلبي، ثلاثة من أبرز الأفلام التي شاركت في بطولتها، وهي؛ "الماء والخضرة والوجه الحسن" للمخرج يسري نصر الله، و"أحلى الأوقات" للمخرجة هالة خليل، و"ميكرفون" للمخرج أحمد عبد الله السيد.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي