التمييز ضد الرموز الدينية لم يعد مقتصراً على المسلمين فقط، بل طال أيضاً بعض الراهبات المسيحيات اللواتي يلتزمن بغطاء الرأس وليس برمز الصليب فقط.
فلقد تعرضت راهبة كاثوليكية من دار مسنين بمدينة «فيسول» الفرنسية للطرد من دار مسنين، بعد أن رفضت خلع الحجاب كشرط للإقامة في الدار، مما أثار جدلاً واسعاً انتهى باعتذار رئيس البلدية للراهبة مندداً بالواقعة.
وذكرت صحيفة «سود ويست» الفرنسية، و«العين»، أنه بعد 70 عاماً قضتها الراهبة في الدير بمدينة «دروم» قررت قضاء المتبقي من حياتها بالإقامة في دار مسنين بمسقط رأسها في مدينة «فيسول».
وأوضحت الصحيفة أن دار المسنين قبلت طلب الراهبة، التي لم يكشف عن اسمها، شريطة خلع الراهبة حجابها للاندماج مع النزلاء، لكن الأخيرة رفضت الشرط، الأمر الذي أثار استياءً واسعاً بعد أن قررت الدار طردها.
من جانبه، أعرب رئيس بلدية «فيسول» آلان كريتيان عن أسفه، معتبراً أن موقف دار المسنين من الراهبة الكاثوليكية المسنة «خطأ في التقدير».
وقال كريتيان في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «لا قواعد المساكن، ولا مبادئ العلمانية التي نلتزم بها، تمنع هذه الأخت من الحصول على مسكن»، متعهداً «شخصياً» بإيجاد مكان في مناطق الإقامة المستقلة إذا رغبت في الاندماج».
بدورها، قالت مديرة المركز المجتمعي للعمل الاجتماعي، والتي تدير دار المسنين التي رفضت الراهبة، كلاودين ديلايتر: «إن الراهبة طلبت شقة في المساكن المستقلة بالدار، وتم قبول طلبها، ولكن طلبت الدار منها خلع حجابها وملابسها الدينية احتراماً لغيرها من النزلاء لعدم إزعاجهم»، مشيرة إلى أن «هذه الدار ترحب بأشخاص من جميع الأديان».
وقال المركز في بيان: «فيما يتعلق بالعلمانية.. لا يمكن قبول أي علامة تشير إلى الانتماء إلى جماعة دينية من أجل ضمان الصفاء للجميع»، مضيفاً «إنه في الواقع.. الدين شأن خاص ويجب أن يظل كذلك، لكن الراهبة لم تستطع التخلي عن حجابها وهو ما يسمح به القانون الكنسي بالتخلي عن الحجاب بعد مغادرة الدير، لذا رفض المكان إقامتها».
وعادت الصحيفة الفرنسية قائلة «أخيراً وجدت الراهبة مكان إقامة في حديقة خاصة للإيجار، لكن وفقاً لإذاعة «فرانس بلو» فإن «هذه المرأة التي قضت حياتها في المجتمع تُركت وحدها لتضطر إلى التسوق وتناول الطعام، وحدها في شقة».
من جهته، قالت أبرشية مدينة «فيسول» في بيان، مستنكرة واقعة الراهبة «لقد تم إيذاؤنا بمبادئ العلمانية غير المفهومة، حجج الشياطين القدامى، والمخاوف الزائدة التي تؤدي إلى تعقد الأوضاع».
وأضاف البيان «ما هي العلمانية؟ إنها تعطي الجميع الفرصة ليعيش إيمانه دون إيذاء أي شخص. لا أعتقد أن حجاب الراهبة يمكن أن يضر بها».