تستعد هيئة الصحفيين السعوديين لإطلاق منتدى الإعلام السعودي في نسخته الأولى يومي 2 و3 ديسمبر المقبل، بحضور عددٍ من الخبراء والقادة البارزين والمؤثرين في مجال صناعة الإعلام في العالم، وممثلي وسائل الإعلام العربية والدولية؛ لمناقشة أهم القضايا والموضوعات الإعلامية المستجدة على الساحة، والتفاعل معها، وتسليط الضوء على الممارسات الإعلامية بأبعادها التنظيمية والمهنية والتقنية والمجتمعية، وعلاقتها بالبيئة الاتصالية، ويتضمن جلسات وورش عمل متخصصة، ولقاءات مفتوحة.
وبهذه المناسبة، التقت «سيدتي» عدداً من الإعلاميين والإعلاميات من وسائل إعلام مختلفة «الإذاعة، التلفزيون، السوشيال ميديا، والصحف»؛ لاستطلاع توقعاتهم من المنتدى؛ كأول حدث من نوعه في المنطقة، وعن انعكاساته في صناعة الإعلام في السعودية.
توقعات الإعلاميين والإعلاميات من منتدى الإعلام السعودي
حدث مهم
بدايةً، أكد الإعلامي عبدالعزيز بن فهد العيد، نائب رئيس جمعية «إعلاميون»، والمشرف العام على القناة الثقافية سابقاً، أن «المنتدى حدث مهم، وإن جاء متأخراً جداً، والأهم الاستمرار في إقامته سنوياً، بغضّ النظر عن أي تغيُّر يطرأ على وزارة الإعلام وهيئة الصحفيين، وأن يساير واقع الإعلام الحقيقي واحتياجاته، ويلبي تطلعات المنتمين إلى الحقل الإعلامي».
وقال: «لا فرق بين الرجل والمرأة في الإعلام وفي غيره، ولا أظن أن حقوق المرأة في هذا القطاع قد انتهكت، ولو دققنا النظر؛ لرأينا أن السيدات أكثر من الرجال في المجال الإعلامي في السنوات الأخيرة، وهذا الأمر من نتائج تمكين المرأة ضمن رؤية 2030، وأرى أن الإعلامية السعودية أخذت فرصتها مثل زميلها الإعلامي، فهي تعمل مُعدة برامج، ومذيعة، ورئيس قسم، وغير ذلك من الاختصاصات، وأظن أن النساء قادمات بقوة للمناصب القيادية في الأجهزة الإعلامية الحكومية والخاصة».
فرصة حقيقية
واعتقدت الدكتورة هبة جمال، الإعلامية ومقدمة البرامج والباحثة في الـ«سوشيال ميديا»، أن «منتدى الإعلام فرصة حقيقية للإعلاميين في السعودية للتواصل مع زملائهم الإعلاميين في الدول الأخرى، والاستفادة من خبراتهم»، وقالت: «منتدى الإعلام فرصةٌ ليطلع الإعلام الغربي على واقعنا الحالي من موقع الحدث، وإيصال صورة حقيقية عن التطورات التي تشهدها بلادنا في شتى المجالات، والمجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة».
وأوضحت أن «إطلاق جائزة الإعلام السعودي، سيشجع الجميع على الابتكار، والتنافس، والإبداع في مجال الإعلام».
وحول منح المنتدى المرأة الإعلامية حقوقها، قالت: «لا أفضِّل استباق الأحداث، لكنَّ التغييرات التي شهدتها بلادنا في السنوات الأخيرة، تؤكد تمكين المرأة في كل المجالات، وبعد انتهاء المنتدى؛ ستكون التوصيات، وتبادل المعارف والتجارب نقطة انطلاقةٍ جديدة لتطويره، والوصول به إلى مستويات تنافس ما يُقدَّم من حولنا، ما سيزيد من الوعي بأهمية المنتدى، وعمق مضمونه».
ورأت «جمال» أن «فرص الإعلاميات قليلة في مجتمعاتنا العربية، ومن المهم أن يحصلن على فرص تماثل فرص الإعلاميين؛ حتى يثبتن جدارتهن في هذا المجال».
سيعزز مكانتنا الإعلامية
وشددت بدور أحمد، الإعلامية في قناة الإخبارية، على أن الإعلاميين في حاجة ماسة إلى منتدى الإعلام السعودي، قائلةً: «نحتاج إلى إقامة مثل هذه المنتديات والجوائز المصاحبة لها، لذا طالبت عبر حسابي في تويتر بتنظيم هذا المنتدى، أسوةً بالمنتديات المنظَّمة في دول الخليج، وأراه إضافة جميلة للإعلام السعودي، وسيعزز من مكانتنا الإعلامية على خارطة الإعلام العربي».
وأكدت أن السعودية تمتلك إعلاميات متميزات، أثبتن أنفسهن في مختلف المسارات، ويجب تكريمهن وتقلديهن أعلى المناصب.
وحول فرص الإعلاميات، بيَّنت أن «الإعلامية سابقاً لم تكن تجد الفرصة للظهور مثل زميلها الرجل، لكنَّ الوضع تغيَّر اليوم بعد إطلاق رؤية 2030، التي وفرت العدالة في توزيع المهام بين الإعلاميين والإعلاميات، وأعطت الإعلاميات حقوقهن في العمل». وقالت: «من هذا المنبر، مجلة سيدتي، أشكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصالةً عن نفسي، ونيابةً عن جميع الإعلاميات السعوديات على الفرص الجديدة التي أتاحها لنا».
مد جسور التعاون
بينما رأت سامية الشريف، المذيعة في إذاعة الرياض، أن منتدى الإعلام السعودي، سيمد جسور التعاون مع الإعلاميين في جميع دول العالم، وستحفزهم جائزته على تقديم الأفضل، وقالت: «قبل سنوات، كانت الإعلامية السعودية تواجه الكثير من الانتقاد، سواء من أسرتها، أو مجتمعها، وحتى وقت قريب، كان عددٌ من مسؤولي القطاعات الحكومية والأهلية، يرفضون التجاوب معها، أما اليوم، وبعد ما وصلت إليه من ثقافة عالية، وفكر ناضج، فقد تغيَّر الوضع تماماً، ونالت مكانتها في المجتمع».
وأضافت: «المنتدى سيحرص على منح الإعلامية حقوقها؛ لتشارك بفاعلية في بناء مجتمعها بعد تغييبها طوال سنوات»، مؤكدةً أن «الإعلامية الجيدة، تأخذ اليوم مكانتها في جميع وسائل الإعلام، وفي كل الاختصاصات».
فكرة مميزة
من جهتها، أثنت إيمان الرجب، الإعلامية في القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، على فكرة المنتدى، ورأت أنها فكرة مميزة، وقالت: «هذه التظاهرة الإعلامية الضخمة جاءت في الوقت المناسب لإبراز مكانة السعودية، وتسليط الضوء على المتغيرات الحاصلة فيها، ونقل الصورة الحقيقية عنها للمؤثرين في صناعة الإعلام بالعالم، أما الجائزة؛ فسيكون لها دور كبير في تحفيز الأعمال المهنية الإبداعية في المجال الإعلامي».
وتحدثت الرجب عن حقوق الإعلاميات، مؤكدةً أن «هذا العصر، هو العصر الذهبي للمرأة السعودية؛ إذ يحرص الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على توفير كل ما يلزمها حتى تبرز في شتى المجالات، وتسهم مع أخيها الرجل في تطوير الوطن، وهذا ما نراه في مجالنا، حيث برزت أسماء نسائية إعلامية سعودية عدة، خاصة مع توفير الدعم الكامل لهن من قِبل الجهات التي يعملن بها، والحرص على تطوير مستوياتهن؛ حتى ينافسن محلياً وخليجياً وعربياً، وحتى عالمياً».
سيخدم جميع الإعلاميين
وبيَّن المستشار الإعلامي الدكتور محسن الشيخ آل حسان، المشرف العام على «ملتقى الأوفياء»، أن منتدى الإعلام السعودي يهدف إلى تبادل الآراء والتجارب، المحلية والعربية والعالمية، وسيخرج بنتائج جيدة، خاصة مع مشاركة صنَّاع الإعلام المحليين والدوليين فيه، حيث سيناقشون واقع ومستقبل صناعة الإعلام وكيفية تطويره.
وحول فرص الإعلاميات السعوديات، قال: «هذه الأيام كثيراً ما نشاهد على شاشات الفضائيات، ونسمع في الإذاعات، ونقرأ في الصحف والمجلات، إعلاناتٍ تروِّج لأسماء إعلامية، عنصرها الأساسي المرأة، ما يعني أنها حققت قفزات مهمة حتى وصلت إلى قمة الإعلام، وباتت تشارك الرجل في إعداد وتقديم وإخراج وتحرير الأخبار السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأرى أن المذيعة المتمكنة تلك التي تعرض المادة الإخبارية بأسلوب قوي، وفصاحة لغوية».
وشدد آل حسان على أن «منتدى الإعلام السعودي، والجائزة المصاحبة له، سيخدمان الإعلاميين والإعلاميات السعوديين، ولن يكون لأي أحدٍ فضلٌ على الآخر إلا بالثقافة والمعرفة والإنجاز».
بناء صورة جديدة
فيما تمنَّت الإعلامية آمنة أبو الحسن، المذيعة في «إم بي سي إف إم»، لو أن هذا المنتدى أُطلق قبل سنوات، وقالت: «حالياً أصبحنا محط أنظار المؤثرين في العالم، خاصة بعد بروز الإعلام السعودي، ووصوله إلى مكانة عالمية مرموقة، لذا يجب التركيز في هذا المنتدى على بناء صورة جديدة عنا، والتعريف بمكاسبنا الوطنية، وتطور وسائلنا الإعلامية، لاسيّما الرقمية منها، وأرى أن إطلاق جائزة مصاحبة للمنتدى في هذا الوقت فكرة رائعة؛ إذ سيحرص الإعلاميون على استعراض أفضل المواد التي قدموها على مدار العام، والتنافس فيما بينهم مستقبلاً على حصدها».
وعن فرص الإعلاميات، قالت: «بوصفنا عنصراً نسائياً، لا نُعد أقليةً فهناك إعلاميات برزن، وأصبحن من المؤثرين في مجتمعنا، ومع ذلك أؤكد أن فرص الإعلامية أقل من فرص الإعلامي، لذا عليها زيادة التحدي حتى تحظى بفرص أكبر، ومتفائلةً بأن هذا المنتدى سينصفها».
تعزيز التنافس
وأخيراً، بيَّنت أمل علي باقازي، صحفية في صحيفة مكة سابقاً، ومدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في بلدية محافظة الجموم، أن «فكرة منتدى الإعلام السعودي جيدة، ومن شأنها الارتقاء بمحتوى وسائل الإعلام المحلية، لما لها من أثر كبير في خلق روح تنافسية بين الإعلاميين والإعلاميات؛ بهدف تحقيق جائزة بهذا المستوى».
وشددت على أن الإعلامية السعودية نالت فرصها، وإن كانت أقل من زميلها الإعلامي، قائلةً: «سابقاً، كانت فرص الإعلامية أقل من فرص زميلها الإعلامي، أما اليوم فقد اختلف الوضع، وعلى الإعلاميات استغلال الفرص المتاحة أمامهن بالشكل الصحيح».
يذكر أن منتدى الإعلام السعودي، في نسخته الأولى، يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف الرئيسية، منها: التعرُّف على واقع الصناعة الإعلامية وتحدياتها التنظيمية والثقافية والمهنية والتقنية والعوامل المؤثرة فيها، كشف أساليب صناعة المحتوى وتشكيل الرأي العام في البيئة الجديدة للاتصال، إبراز أهمية صناعة الإعلام بوصفه قوة ناعمة، تداعيات دوره في بناء السمعة للدول والمجتمعات، التعرُّف على آليات التحول الرقمي للمؤسسات الإعلامية في تحقيق عوائد تنافسية، التأكيد على تأهيل العنصر البشري واستثماره في عصر صناعة الإعلام، واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة لوسائل الإعلام وآليات تحقيقها.