خلفت جريمتي قتل حصلت في أقل من 24 ساعة في كل من مدينتي العرائش شمال المغرب ومدينة سلا المجاورة للرباط راح ضحيتها طفلان، صدمة كبيرة للمغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد خلفت هذه الجرائم في ظرف قياسي، موجة من ردود الفعل بين عدد من مغاربة العالم الافتراضي، بسبب بشاعتهما، إذ كتبت إحدى المعلقات "قلنا لكم إن ثقافة العنف ما زالت تتمدد ولم تصدقوا".
وعبر كثير من المتفاعلين عن ألمهم وصدمتهم إزاء ما وقع للطفلين متسائلين حول ما إذا كانت سوف تنفذ في حقهم أقسى العقوبات أو سيتم تخفيف الحكم عليهم.
أغرب من الخيال
بعدما اعترف الأب وزوجته بارتكابهما للجريمة النكراء ودوافعها بحجة ارتياب الأب في نسب ابنه وكونه ليس من صلبه، وبالتالي التخلص منه حتى لا يضطر إلى دفع نفقة شهرية لطليقته من أجل ولد قد يكون ناتجا عن علاقة غير شرعية أقامتها مع شخص آخر.حيث اعترف والد الضحية بأنه خطط رفقة زوجته الجديدة لقتل ابنه الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، واتفقا معا على كيفية استدراج الطفل وطريقة قتله عبر خنقه بوضع رأسه داخل سطل ماء وبعدها تقطيع جثته ورمي أجزائها في أماكن متفرقة.
وتمت إحالة المتهمين في حالة اعتقال على الوكيل العام للملك والذي سيوجه إليهما تهمة القتل العمد والتمثيل بجثة ومحاولة إخفاء معالم الجريمة وهي التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.
صدفة أم تخطيط
زوجة الأب لم تخف نزعتها الإجرامية، عندما أعادت نشر تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك -سبق لها نشرها قبل سنتين- في شتنبر الماضي أي قبل شهرين من الجريمة البشعة، تقول فيها "عزيزتي الفتاة، تشعرين بالملل وتريدين أن تصبحي مشهورة.. اكسري الروتين و جربي شيئآ مختلفآ.. جربي القتل، اقتلي من تكرهين و من تحبين.. دعينا نراكي على شاشة التلفاز".
وتابعت زوجة الأب في تدوينتها "وهكذا ستصبحين شخصية مشهورة.. مع السلامة عجبتني الفكرة و سأجربها.. انتظروني في نشرة الأخبار".
هذه الطريقة البشعة في ارتكاب جريمة في حق طفل وصفت تنم عن خلل عقلي ووحشية فاقت الخيال، وأن تكتب تدوينة أسابيع قبل ارتكابها جريمة قتل في حق ابن زوجها يطرح العديد من الأسئلة حول "رغبتها في الشهرة عن طريق قتل طفل بريء بطريقة مقززة وبشعة".كما اعتبر البعض
جريمة سلا
بعد يوم واحد على جريمة العرائش أقدم شخص بمدينة سلا، على ارتكاب جريمة أخرى بشعة راح ضحيتها طفل يبلغ من العمر 5 سنوات، حيث أقدم على ذبحه بواسطة سكين قابل للطي، وسط الشارع العام.
الجريمة التي هزت المدينة والمغاربة كلهم شكلت صدمة أخرى وغضبا عارمين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفها نشطاء بـ"الفاجعة"، فيما تساءل رئيس جمعية منتدى الطفولة عبد العالي الرامي لوسائل الإعلام المحلية: "إن مثل هؤلاء الجناة مجرمون مصابون باضطرابات نفسية وغير أسوياء، وهو ما يدفعهم لارتكاب جرائمهم تجاه الأطفال، مشيرا إلى أن للمخدرات دور كبير في هذه الفواجع لأنها تساهم في تغيب العقل وتتسبب في خلق السلوك العدواني، وفق تعبيره. وأضاف: "ما يقع يعطينا مؤشرات كارثية تدعونا لدق ناقوس الخطر القادم، وندعو الآباء والأمهات وأولياء الأمور للاهتمام ومتابعة أبنائهم عن قرب وحمايتهم من تجار السموم ورفقاء السوء، كما يجب على المصالح الأمنية توفير خدمات أمن القرب بشكل أكبر لنشر الاطمئنان".