هناك فرق بين النقد والتنمر؛ فالأول يكون توجيهاً بناءً لأصدقائك لتفادي العيوب، والثاني هو فعل مؤذٍ لنفسية الآخرين، ولكن هذا الفرق قد لا يكون واضحاً للبعض، فيقعون في فخ التنمر.
أوضح الدكتور إبراهيم الفقي في كتابه «تحكم في انفعالاتك وكن إيجابياً» آداب النقد الصحيح، حتى لا يتحول لتنمر مؤذٍ للأصدقاء.
آداب النقد
• عدم النقد أمام الآخرين: حتى لو كان نقدك هادفاً وموضوعياً، فلا يجب أن يكون في حضور الآخرين؛ لأن هذا النقد أمام الأغراب قد يدفع بالطرف الآخر للعند وعدم تقبل النقد.
• الإنصاف: النقد هو حالة تقويم، وكلما كانت دقيقة؛ أصبحت بلا انحياز أو تعصب ولا إفراط، ويجب أن يتصف النقد بالعدل والإنصاف؛ بحيث لا يكون ظالماً للآخرين، أو مبنياً على تحيزات شخصية.
• اجمع الإيجابي إلى السلبي: يمكن البدء بالإيجابي، ثم تنتهي بالسلبي، وبهذه الطريقة تكون قد جعلت من الإيجابيات مدخلاً سهلاً للنقد.
• الالتفات إلى الإيجابي: قد يكون السلبي لدى بعض الأشخاص أكثر من الإيجابي، ولكن مع التركيز على إيجابيات الشخص؛ قد تشجعه إلى اكتساب المزيد من الصفات الإيجابية.
• فرصة للدفاع عن النفس: حتى لو كوّنت عن شخص صورة سلبية؛ فلا تتعجل بالحكم عليه، استمع إليه أولاً ليدافع عن نفسه ومواقفه.
• لا تفتش في النوايا: قبل أن تمضي في نقدك، احترم نوايا الطرف الآخر، ولا تحاسبه على نواياه.
• لتكن رسالتك النقدية واضحة: لا تجامل على حساب الخطأ، والكلام غير المباشر ليس أسلوباً جيداً في النقد، فإذا وجدت تجاوزاً أو فعلاً غير سليم؛ فعليك انتقاد الفعل دون التجاوز في حق الطرف الآخر.
• عدم الكيل بمكيالين: أي عدم الازدواجية في النقد، فإذا انتقدت صديقاً لفعل غير محبب، وتغافلت عن نفس الفعل من صديق آخر، فسيكون نقدك غير موضوعي.
• لا تفتح الدفاتر القديمة: يجب عدم ذكر الماضي عند الانتقاد؛ لأن صفحته انطوت، وحتى لا تثقل على كاهل الطرف الذي تنتقده، فيبدأ في تجاهل نقدك له.
• لا تتصيد العيوب: كونك ناقداً، هذا لا يعني تصيد العيوب والأخطاء وتتبع الزلات؛ لأن ذلك قد يخلق أعداء بدلاً من الأصدقاء، كما أن كثرة الانتقاد قد تضعك في خانة النقد القاسي من جميع أصدقائك، فتكثر الضغوط النفسية عليك.
وفي النهاية لابد من عدم السخرية أو انتقاد ملامح أو جسم أي من أصدقائك؛ حتى لا تتحول لمتنمر.