أثار الفيلم القصير "منسي" تفاعلاً على منصات التواصل الاجتماعي، الذي يتحدث عن البيئة البحرية ومعناتها والآثار الغارقة فيها كالسفن، حيث أراد صانعوا هذا الفيلم أن يرونا عن قرب مالا نستطيع رؤيته ونحن على سطح البحر، فغاصوا بنا في أعماق البحر الأحمر، ليدهشونا بجماله وليدفعونا بذات الوقت للحفاظ عليه. «سيدتي» استضافت صانع الفيلم عبدالله الفهم، للحديث عن فكرة الفيلم وطاقم العمل ومن ساهم في إنجاحه.
يقول عبدالله الفهم بداية: ما دفعنا لاختيار هذه الفكرة وصناعة هذا الفيلم، هو جمال البحر الأحمر بكل ما يحتويه من طبيعة وسفن غارقة لها من الأسرار والحكايا ما يجذب الغواصين لمشاهدتها، بالإضافة إلى الشعاب المرجانية ذات القيمة الاقتصادية العظيمة التي يعيش عليها أكثر من مليار إنسان حول العالم، والقيمة البيئية التي ربما تخفى على الكثيرين، لكن كل هذه القيم ربما تهدر إن لم نحافظ عليها، وإن مارسنا بعض التصرفات التي تدمر كل هذا الجمال " خصوصاً وإن الدمار البحري لا يرى غالباً لأنه بعيداً عن أنظارنا " لذلك فكرنا بإنتاج فيلم قصير يحوي كل هذه المحاور وكان هذا هو التحدي الأهم بهذا الفيلم.
باكورة الأعمال
وعن إشارة البدء التي ظهرت منها الفكرة تابع الفهم كلامه، فقال: تم عقد ورشة بحضور عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص محمد العسيري، لمناقشة إمكانية إنتاج سلسلة أفلام من أعماق البحر في السعودية، وكان فيلم منسي هو باكورة الأفكار التي تولدت.
مع العلم أن الفيلم من إنتاج شركة تأثير للانتاج الإعلامي وهي شركة سعودية متخصصة في الانتاج التلفزيوني والسينمائي، ولنا خط في انتاج المحتوى البيئي وسبق فيلم منسي فيلم أسميناه " سنة الغبار" وقد لاقى القبول، و كذلك شارك في انتاج الفيلم الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص.
تحضيرات تصوير الفيلم
أطلعنا "الفهم" على الترتيبات التي استغرقها الفيلم وعن طاقم العمل فقال: لقد استغرق إنتاج الفيلم عاماً كاملاً، ما بين الحصول على التدريبات الخاصة بالغوص لإنتاج الفيلم، وكذلك اختيار مواقع التصوير وكتابة النص والسيناريو ثم مونتاج العمل حتى عرضه.
وقد ساهم في العمل ما يقارب ٢٠ شخص، كفريق تكاملي كل حسب دوره، بدايةً برسم السيناريو، وكتابة النص والإعداد، مروراً بفريق التصوير تحت الماء الخاص بالاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص بقيادة الكابتن مصور ثامر حابس، الحاصل على عدة جوائز محلية وعالمية، ونهاية بإخراج العمل من قبل مخرج الفيلم خالد فهد.
وعن سبب اختيارهم لمدينة ينبع للتصوير في بحرها قال الفهم: إن ينبع تعد من أجمل وجهات الغوص في المملكة وفي البحر الأحمر بشكل عام، البحر البِكر والأحياء البحرية وكذلك تنوع الشعاب بين الجداريات منها وبين المسطحة، كلها أشياء تؤهل لتكون مكاناً مميزاً لإنتاج الفيلم، حطام السفينة ايونا مشهور بجماله وهيبته، وكذلك "شعب منسي" الذي اشتق اسم الفيلم منه، يعد من الأماكن الخطرة في بحر ينبع، بسبب مسافته البعيدة في عرض البحر وكذلك وجوده على حافة المياه العميقة، ويندر وجود الغواصين فيه.
إن المجتمع يعيش حالة وعي بيئي رائعة جداً، وهذا شيء نلمسه بعد طرحنا أي عمل بيئي يلاقي الترحيب، لذلك فيلم منسي سيكون مدخل لأعمال أخرى "بأذن الله " تتحدث عن عالم البحار في المملكة، ما بين التوعية والعِلم والجمال.