تعدُّ الأزياءُ التراثيَّةُ الإسبانيَّة واحدةً من أبرزِ اتجاهاتِ عام 2024، وقد سيطر هذا النمطُ الرومانسي على مدارجِ الأزياءِ بشكلٍ لافتٍ، حيث شاهدنا الوردَ، والكشاكشَ، والألوانَ الصاخبةَ في مجموعاتٍ لكبارِ المصمِّمين مثل رالف لورين Ralph Lauren، وزيمرمان Zimmermann. موضةٌ ممتعةٌ، تليقُ بأجواءِ الاحتفالاتِ بشكلٍ كبيرٍ، إليكِ نصائحَ حول كيفيَّةِ ارتدائها هذا الموسم.
موضة كل الأزمان
مما لا شكَّ فيه أن الكثيرات، يعتمدنَ هذا الطابعَ الجميلَ في إطلالاتهن اليوميَّة، لكنْ ما لا تعرفينه، أن هذه الموضة، كانت في السابقِ، وما زالت، موضةً أساسيَّةً في المناسباتِ، والأعيادِ، نظراً للحيويَّةِ التي تتمتَّعُ بها، والطابعِ المبهجِ الذي تعكسه، فمن يطَّلعُ على الحضارةِ الإسبانيَّة، يدركُ أن موضةَ الكشاكشِ أساسيَّةٌ فيها، وهذا ما نشاهده في تصاميمِ أزياءِ رقصةِ الفلامنجو الشهيرةِ ذات اللونِ الأحمر، إذ تندرجُ فيها الكشاكشُ بشكلٍ لافتٍ، ويتم الرقصُ بها بطريقةٍ مؤثِّرةٍ. من هنا، نرى أن هذه الموضة لها تأثيرٌ كبيرٌ في السهراتِ، والأعيادِ، والمناسباتِ الخاصَّة، كما نراها على السجادةِ الحمراء، حيث تتألَّقُ بها عديدٌ من النجمات. لمتابعة الموضوع في المجلة اضغطي هنا
قد يهمك أيضاً: أسبوع لندن للموضة يكشف أبرز 8 صيحات لخريف 2024
وحي من حفل الميت غالا 2024
لا بدَّ أنكِ تابعتِ تفاصيلَ السجادةِ الحمراء لحفل ميت غالا Met Gala 2024 في متحفِ متروبوليتان للفنون، الذي يعدُّ أكبر ليلةٍ في عالمِ الموضة. ويتناولُ المعرضُ العامَ الجاري، بعنوان «الجميلاتُ النائمات: أزياءٌ من جديد»، كيف يمكنُ للتكنولوجيا أن تبثَّ حياةً جديدةً في الملابسِ القديمةِ والهشَّة التي لا يمكنُ ارتداؤها مرَّةَّ أخرى. وقد صعد الضيوفُ درجاتِ المتحفِ الشهير، وهم يرتدون ملابسَ، تشيرُ إلى قواعدِ اللباسِ الخاصَّة بالحدث The Garden of Time، إذ رأينا سجادةً حمراءَ مملوءةً بكلِّ شيءٍ، بدءاً بالأزهارِ وحتى الأزياءِ المستوحاةِ من التكنولوجيا، إلى جانبِ مرجعٍ، أو اثنين من "الجميلة النائمة". وما لفتنا، هو سيطرةُ الطابعِ الإسباني على كثيرٍ من إطلالاتِ المشهورات مثل العارضةِ جيجي حديد Gigi Hadid في تصميمِ توم براون Thome Browne، وزندايا Zendaya في ميزون مارجييلا كوتور Maison Margiela Couture، وبينيلوبي كروز Penelope Cruz في تصميمِ شانيل Chanel الرائعِ والجميل، وغيرهن ممن أتت تفاصيلُ فساتينهن وأزيائهن محاكيةً للطابعِ الإسباني من خلال القصَّاتِ، والكشاكشِ، وعناصرَ أخرى.
الالهام الاسباني بمختلف مظاهره
تروي ملابسُ الماضي، الغارقةُ في التقاليدِ الإسبانيَّة، حكاياتِ التراث، فمن تنانيرِ الفلامنجو إلى الملابسِ الإقليميَّة، ينعكسُ تاريخُ البلادِ وفنُّه بأبهى صورةٍ، كما تحافظُ الملابسُ التقليديَّة الإسبانيَّة، بكل تفاصيلها، على فخرِ الأمَّةِ، وتربطُ بين الماضي والمستقبل. وتطوَّرت الموضةُ الإسبانيَّة، وتشكَّلت من خلال اندماجِ ثقافاتٍ عدة، فكل قطعةٍ من الملابسِ، من المانتيلا إلى تراجيس دي فلامنكا، تتحدَّثُ عن هويَّة البلاد. وتفتخرُ النساءُ، في الاحتفالاتِ والحياةِ اليوميَّة، بجذورهن الثقافيَّة من خلال ارتداء ملابسَ، تعكسُ هذه الجذور، وتحتفلُ بالهويَّة الثقافيَّة، وإرث الأجداد. وتتميَّزُ الملابسُ التقليديَّة الإسبانيَّة للنساءِ بمجموعةٍ ملوَّنةٍ من الأساليب، ما يعكسُ التراثَ الثقافي المتنوِّعَ لمناطقِ البلاد. من فستانِ الفلامنجو الشهيرِ إلى الوشاحِ الرقيق، يحكي كلُّ ثوبٍ قصَّةً فريدةً من التقاليدِ والهويَّة. وترافقُ هذه الملابس إكسسواراتٌ تقليديَّةٌ إسبانيَّةٌ للنساء، تلعبُ دوراً حاسماً في استكمالِ المجموعة. بتفاصيلها المعقَّدةِ، وصورها الظليَّةِ الجميلة، تمثِّلُ هذه الإكسسواراتُ، جنباً إلى جنبٍ مع الملابس، جوهرَ التراثِ الإسباني.
فساتين الفلامنغو
يجسِّدُ فستانُ الفلامنجو الثقافةَ والعاطفةَ والتقاليدَ الإسبانيَّة. ألوانُه الزاهية، وتصاميمُه المعقَّدة، وصورتُه الظليَّة المتدفِّقة، تنقلُ جوهرَ موسيقى الفلامنجو والرقص. يرتديه الراقصون، إذ ينضحُ بالأناقةِ، ويعدُّ رمزاً خالداً لهويَّة وثقافة إسبانيا.
فساتين تراجيه دي فلابينغو
فستانٌ أيقوني، تراخي دي فلامنكا Traje de Flamenca، نشأ في منطقةِ الأندلس، جنوب إسبانيا. يتميَّزُ هذا النمطُ من اللباسِ بالكشكشة، ونقاطِ البولكا الملوَّنة، والأهدابِ الإسفنجيَّة، وقد تطوَّرَ من فستانِ عملٍ تقليدي، صمَّمته النساءُ للمعارضِ والرقصات. الفلامنجو، هو أيضاً أسلوبٌ تقليدي للموسيقى والرقصِ الأندلسي متأثِّرٌ بشعبِ الروما. حتى اليوم، يعدُّ تراخي دي فلامنكا Traje de flamenca جزءاً أساسياً من أي أداءِ فلامنجو.
فساتين تراجيه فاليرا
أحدُ أحداثِ مهرجان لاس فاياس في فالنسيا، هو La Ofrenda a la Virgen Desamparados. في هذه المناسبةِ، يرتدي آلافٌ من السكانِ المحليين فستانَ تراخي فاليرا Traje Fallera التقليدي، وبدلةَ فاليرو، ويُحضِرون سلالاً من الزهورِ الملوَّنة. فستان فاليرا Fallera طويلٌ، وضخمٌ، وملوَّنٌ مع دانتيلٍ أمامي، ووشاحٍ، وحجابٍ.
فساتين تراجيه فالابا
في مهرجانِ سان إيسيدرو Fiesta de San Isidro، ترتدي النساءُ فستانَ تراخي شيلابا Traje Chulapa، وهو عبارةٌ عن تصميمٍ ضيِّقٍ، يُفتح على حاشيةٍ مكشكشةٍ على طرازِ «حورية البحر» أسفلَ الركبة. ترتدي النساءُ أيضاً وشاحاً، وقرنفلاً أحمرَ على رؤوسهن.
اقرئي أيضاً: بلايز بياقة عالية موضة 2024.. خيار مثالي لإطلالة محتشمة وراقية
موضة الكشاكش
بدأ كلُّ شيءٍ في إسبانيا بالقرن الـ 16 عندما قام الجنودُ في كثيرٍ من الأحيان بتمزيقِ أكمامِ الطبقةِ العليا من الملابسِ من أجل الكشفِ عن الملابسِ الموجودةِ تحتها بوصف ذلك دليلاً على بدايةِ الحرب. من هنا، أخذ صانعو الملابسِ يدمجون هذا الأسلوبَ في ملابسهم، ويضيفون أيضاً خيطاً مرناً لجعلِ القماشِ يتجعَّدُ أكثر، بالتالي إعطاءُ كشكشةٍ أقوى. تدريجياً، أصبحت الكشكشةُ أحدَ تفاصيلِ الملابسِ المستخدمةِ غالباً خلال عصرِ الملكة إليزابيث الأولى، حيث كان أصحابُ المكانةِ العاليةِ، والطبقةِ الملكيَّة، ذكوراً وإناثاً، يرتدون ملابسَ مكشكشةً، وفي القرن الـ 18، تمَّ دمجُ تفاصيلِ الكشكشةِ في الأكمام، وربطاتِ العنق، وصارت أكثر رقَّةً. كانت الكشكشةُ، ولا تزالُ في كلِّ مكانٍ، وهذه المرَّة، اكتسبت شعبيَّةً بين فئةِ الطبقةِ العاديَّة، إذ ارتدت النساءُ الفيكتوريات فساتينَ معقَّدةً ومثيرةً، وطبقاتٍ وأشرطةً من الكشكشة والدانتيل. وبدءاً من القرن الـ 20 وحتى الآن، ابتعدَ تاريخُ الكشكشةِ عن الملابسِ الرجاليَّة، وأصبح شيئاً فشيئاً من تفاصيلِ الموضةِ الأنثويَّة، وفي الخمسينيات، أصبح يرتبطُ ارتباطاً وثيقاً بالنساء.
تصاميم ترفع المزاج
الأزياءُ بنمطٍ إسباني وسيلةٌ ممتعةٌ لإضافةِ بعض الذوقِ إلى خزانةِ الملابسِ الخاصَّة بكِ. يمكنكِ أن تظهري بأسلوبٍ دراماتيكي كما تريدين، وأن تختاري مظهراً متدرِّجاً من الأعلى إلى الأسفل، أو أن تختاري طريقاً أكثر نعومةٍ بأكمامٍ مكشكشةٍ فقط. من التنانيرِ الطويلةِ المكشكشةِ إلى البلوزاتِ التي تحملُ طابعاً لافتاً، لا يمكنكِ أن تخطئي بارتداءِ بعض الملابسِ المعزِّزةِ للدوبامين. الكشكشةُ تدورُ حول المرحِ والرقي، لذا لا تخافي من التجربةِ، وقومي بخلطِ القطعِ ومطابقتها.