أسبوع ميلانو للموضة بين تراجع مبيعات قطاع الأزياء وأزمة الاستقالات

إيترو Etro  لصيف 2025- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
إيترو Etro  لصيف 2025- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

بين عرض فندي الذي اقترب في أسبوع ميلانو للموضة لصيف 2025 من مفهوم الكوتور بحرفيته وتألق ماريا كارلا بوسكونو في عرض روبيرتو كافالي Roberto Cavalli تلك العارضة التي سطع نجمها في العام 2005 مع الدار والتي تُكرِّس نجوميتها في العام 2025 على منصات العروض رغم الفارق الزمني، تبدو الأجواء مشرقة تعد بصيف واعد لا يشبه بتاتاً الأرقام التي تردنا عن وضع المبيعات وقطاع الأزياء ليس فقط الإيطالية بل في العالم، فهل ما نشهده من فعاليات في أسابيع الموضة يشكّل محاولة للهروب من الواقع أم فرصة يستغلها المعنيون في مجال الموضة لاستدراك التردي الحاصل، ومحاولة التقاط الأنفاس للخروج بحلول ناجعة؟ إليك المزيد.

ختام عرض روبيرتو كافالي لصيف 2025- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©


أسابيع الموضة العالمية تنطلق على وقع معزوفة الاستقالات

من سيخلف المصممة فيرجيني فيارد لدى دار شانيل Chanel؟ وأين سيذهب مصمم دار فالنتينو بيار باولو بيتشولي؟ فمن نيويورك إلى لندن وميلانو تستمر هذه الاستفهامات من دون أن تلقى جواباً شافياً، وهي تنعكس سلباً على قطاع صناعة وتصميم الأزياء، فعالم الموضة يشبه لعبة الشطرنج تحركه أحجار كثيرة يقف وراءها مجموعات عملاقة تنضوي تلك الأسماء تحتها. لم يمر شهر في العام 2024 من دون استقالة مصمم فهناك الكثير من الأحداث من تنحّي درايز فان نوتن إلى جانب الأسماء التي ذكرناها، ومغادرة ماثيو وليامز منصبه لدى جيفنشي Givenchy لتحل مكانه سارة بورتن التي غادرت ألكسندر مكوين Alexander Mcqueen بعد 13 عاماً، وقد استلم للتو أليساندرو ميتشل منصبه لدى فالنتينو Valentino.

أكتAct N21- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©



وهذه ليست فقط حال الماركات الأوروبية فدار بلومارين Blumarine عينت دافيد كوما مؤخراً وتوم فورد عين حيدر أكرمان بديلاً عن بيتر هوكينغز فمن التالي؟؟
قريباً ينتهي عقد كيم جونز مع دار لويس فويتون Louis Vuitton وكذلك جون غاليانو مع ميزون مارجيلا Maison Margiella وتبدأ معزوفة الكراسي الفارغة التي تنتظر من يشغرها، فخلف هذه اللعبة يقف مصير أشخاص ومستقبل دار وقطاع حيوي يُفترض به أن يدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.

مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
إيترو Etro  لصيف 2025- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©


وفي المقابل هناك مجموعات عملاقة تسعى إلى جعل الموضة استثماراً مربحاً وتريد نتائج ملموسة ولذا يتم استبدال أسماء بأخرى لتغيير المعادلة، ولكن تعيين مصمم لن يحقق مكاسب ملموسة في وقت سريع، إذ يتطلب الأمر التكيف والتطبع مع هوية الدار لأن الربح السريع يلغي الجودة ويجعلنا نتجه نحو الموضة السريعة وهو ما تحرص الدور الإيطالية على تحقيقه اليوم بدليل عرض فندي الذي اقترب من الكوتور، ونجد إيترو تسير على المنوال نفسه من حيث التطريز والقصات المتقنة التي تقترب من الخياطة الجاهزة نصف المرفهة. لقد سعت دار فندي إلى تقديم مجموعة موسعة من وحي العشرينيات مقتبسة من فيلم Great Gatsby للدلالة على أن الكوتور هي المستقبل ولو بنبض عصري. اليوم اختفت أسماء من الدور لتحل مكانها أخرى لمعايير تجارية وفي المقابل هناك اتجاه لذهاب المصممين المبدعين إلى متاجر وماركات شعبية مثل مصممة دار كلوي Chloe السابقة كلير وايت كيلير Claire Wight Keller التي التحقت للعمل مع العملاق الصيني للتسوق التجاري Uniqlo، وأعلنت زارا Zara عن تعاونها مع مصمم دار سان لوران Saint Laurent & Zegna السابق ستيفانو بيلاتي Stefano Pilati.
تابعي المزيد عن صيحات متناقضة في بداية أسبوع ميلانو للموضة لصيف 2025

 

Act N21 - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©


ورغم زخات المطر التي فاجأت المدعوين إلى منصات العروض في أسبوع ميلانو للموضة شكلت عروض إترو و Act N21 مثالاً يتناقض مع كآبة المطر ولكنها استعادت بذكاء أزياء الحرير والمعاطف المموجة اللامعة التي تستهوي السوق الصيني الذي يتصدر أولويات الدور لتحقيق نسبة عالية من المبيعات التي انخفضت بنسبة 6.1% في الفصل الأول من العام 2024 حسب وكالة الصحافة الفرنسية، لذا تعتبر أسابيع الموضة العالمية محطة لإنعاش الركود الذي يتوقع الخبراء الاقتصاديون، وبحسب المصدر نفسه تحقيق تراجع بنسبة 3.5% عن مجمل المبيعات في العام 2023 الماضي وذلك حسب تقرير أعدته منظمة Fashion Economic Trends للغرفة الوطنية للموضة الإيطالية Camera Moda.

 

إيترو Etro- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

أرقام المبيعات في قطاع الأزياء تسجل تراجعاً والسبب؟


إن النتائج الفصلية لمجموعات الماركات المرفهة تؤكد هذا التراجع بعد سنوات من النمو، فلقد أعلنت مجموعة LVMH الفرنسية التي تمتلك ماركات إيطالية مثل فندي ولور بياناً أنها سجلت تراجعاً بنسبة 1% في الأرقام لتصل إلى 41.7 مليار يورو، بينما أكدت منافستها كيرينغ التي تمتلك كلاً من غوتشي وبوتيغا فينيتا التراجع، وهذا الوضع يجعل الدور العالمية تسعى إلى إعادة هيكلة ذاتها وتنظيم الفرق العاملة وتنويع نطاق العمل ليشمل السياحة والترفيه إلى جانب التصميم، وابتكار أفكار جديدة ومن هنا جاءت فكرة تمديد أسبوع ميلانو للموضة ليشمل في هذا العام 174 حملة إطلاق في المتاجر و57 عرضاً حضورياً و70 حملة إعلامية تعريفية وست حفلات إطلاق خاصة و33 حفلاً على هامش العروض، وقد حشد أسبوع ميلانو الماركات الكبرى الإيطالية باستثناء جيورجيو ارماني الذي ذهب هذه المرة ليعرض في نيويورك ولكنه أبقى على عرضين لخط أمبوريو أرماني في ميلانو.

 

Max Mara Ashley Park - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©


وهناك ماركات خرجت من إطار المنافسة والعرض ومنها MSGM وتوم فورد وبلومارين اللتان كانتا فارغتين من منصب المدير الإبداعي وتم ملء الشغور منذ فترة وجيزة، وهناك دار مونكلير Moncler التي ارتأت نقل عرضها هذا الموسم إلى شنغهاي لتقرير تنظيم عرض ضخم في 19 أكتوبر المقبل. من هنا باتت صناعة الموضة تمثل 5% فقط من الناتج المحلي الصافي في إيطاليا حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير حديث صدر هذا الأسبوع منها، واستناداً إلى هذه المعلومات حاولت بعض الدور التركيز على التسويق من خلال التعاون مع نجوم بارزين ومؤثرين في مجال الموضة أو التعاون مع مصممين بارزين لإطلاق مجموعات كابسول مثل التعاون الذي شهدناه بين ماركة مارينا رينالدي وزهير مراد لعل هذه الخطوات تترجم عن طريق تحقيق مردود تجاري يحقق أرباحاً للعلامات الإيطالية لتعويض الخسارات التي مُنيت بها. ولا ننسى أن أسبوع ميلانو وحده يحقق أرباحاً بالملايين في موسميه فبراير وسبتمبر من العام مع انتعاش اقتصادي في مجال السياحة نتيجة توافد صحافيين ومؤثرين وعارضات ومصممين ووكلاء ونقاد، إذ تبلغ نسبة الأجانب في تلك الفترة نحو 44% في مدينة ميلانو وحدها، وذلك حسب تقرير نشرته جمعية التجار في ميلانو الموسم الماضي (فبراير 2024).

 

 

مجموعة زهير مراد لدار مارينا رينالدي - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©


تابعي المزيد عن 8 ألوان رسمت موضة شتاء 2025 للملابس النسائية