في يوم الأم.. قصة "بيضة فابرجيه" أشهر هدية قدمها إمبراطور لوالدته في التاريخ 

بيض فابرجيه التاريخي
بيض فابرجيه المزخرف بالذهب والأحجار الكريمة (مصدر الصورة Topical Press Agency/Getty Images)

هل توقعتِ يوماً أن يكون الحب والاهتمام بالزوجة والأم هما السبب وراء تصميم واحدة من أشهر قطع المجوهرات الإمبراطورية منذ أكثر من قرنين من الزمان؟
بمناسبة يوم الأم؛ سنأخذكِ "سيدتي" في رحلة بين أروقة قصور روسيا في القرن التاسع عشر، لنتعرف معاً على قصة بيضة فابرجيه، وعلاقتها بالحب الذي كان يربط أشهر الأباطرة بوالدته وزوجته.

بيضة فابرجيه.. الهدية الأكثر تعبيراً عن الحب الإمبراطوري


اشتهرت دار فابرجيه بتصميمها للهدايا الثمينة والمجوهرات الفاخرة؛ خاصة بيضة فابرجيه، التي تُعد الهدية الأكثر شهرة في البلاط الإمبراطوري الروسي خلال تلك الحقبة التاريخية، كما حظيّ "بيتر كارل فابرجيه"؛ ابن مؤسس الدار "غوستاف فابرجيه" بمكانة خاصة بعد أن أصبح الصائغ الرسمي للبلاط الروسي.
وتُعد بيضة فابرجيه من القطع التاريخية التي تحظى بتقدير واهتمام أشهر صائغي المجوهرات وتجار التحف حول العالم؛ سواء في العصر الحالي، أو منذ تصميمها لأول مرة عام 1885.
وكان مؤسس الدار "بيتر كارل فابرجيه" يشتهر باستخدامه الرائع والفني للألوان، وتحقيق أقصى استفادة من الخصائص الفريدة لكل حجر كريم، مع تطوير لوحة من طلاء المينا بألوان نابضة بالحياة، لذلك اجتذبت سمعته العالمية الملوك والنبلاء والأباطرة والمثقفين في جميع أنحاء العالم ليصبح مُصمم الهدايا المثالي لأهم الشخصيات البارزة في الطبقات الاجتماعية الراقية.

بيتر كارل فابرجيه (Photo by Historica Graphica Collection/Heritage Images/Getty Images)

                                     بيتر كارل فابرجيه (مصدر الصورة: Historica Graphica Collection/Heritage Images/Getty Images)


ولعل أبرز ما خلد اسم دار فابرجيه في التاريخ، كانت أول بيضة إمبراطورية صممتها الدار، وتم تقديمها في عام 1885 كهدية يوم الفصح من القيصر "ألكسندر الثالث" لزوجته "ماريا فيودوروفنا"، وهي الهدية التي أسست تقليدًا جعل اسم فابرجيه أسطوريًا، فقد أسعدت هذه الهدية الثمينة زوجة القيصر كثيرًا لدرجة أن القيصر أمر بتعيين بيتر كارل فابرجيه في التاج الإمبراطوري في ذلك العام.
وسرعان ما كلف القيصر دار فابرجيه بصنع بيضة يوم الفصح كهدية لزوجته كل عام، وقدم طلبًا لشراء بيضة أخرى في العام التالي، وابتداءً من عام 1887؛ أعطى القيصر لكارل فابرجيه الحرية الكاملة فيما يتعلق بتصميمات البيض.
ووفقًا لتقاليد عائلة فابرجيه، لم يكن حتى القيصر يعلم الشكل الذي ستتخذه البيضة كل عام، ولكن كان الشرط الوحيد له؛ هو أن كل بيضة يجب أن تكون فريدة من نوعها، كما يجب أن تحتوي كل منها على مفاجأة لزوجته.

هدايا ثمينة لا تُقدر بثمن من القيصر لوالدته


بعد وفاة ألكسندر الثالث، اتبع ابنه القيصر "نيكولاس الثاني" تقليد بيضة يوم الفصح، ولكنه أثرى التقليد بطلب بيضتين كل عام، واحدة لأمه، التي حصلت في النهاية على ما مجموعه 30 بيضة من فابرجيه، وواحدة لزوجته "ألكسندرا" التي حصلت على 20 بيضة فابرجيه؛ وهو التقليد العائلي الإمبراطوري الذي استمر حتى عام 1917.
لتصبح بيضة فابرجيه من أكثر الهدايا التي قدمها رجل لوالدته وزوجته؛ فخامة وشهرة عالمية، مما جعلها من المجوهرات التي تُباع في المزادات العالمية، بأسعار تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات.
ربما ترغبين أيضاً بمشاهدة مجوهرات ماسية ليوم الأم 2024؛ لتكون هدايا فاخرة تليق بقلبها الحنون

قصص طريفة عن فقدان بيضة فابرجيه وإعادة بيعها بأسعار خيالية

هناك العديد من القصص حول بيع بيضة فابرجيه في المزادات العالمية؛ لعل أطرفها تلك القصة التي تروي أنه في عام 2004، اشترى تاجر خردة معدنية؛ قطعة فنية زخرفية أذهلته بتصميمها الذهبي اللامع المرصوف بالأحجار الكريمة؛ وكانت هذه القطعة هي بيضة فابرجيه التي لم يُدرك حينها أنها قطعة أصلية، حيث كانت تُباع في سوق للسلع الرخيصة والمستعملة في مكان ما في الغرب الأوسط للولايات المتحدة الأمريكية.
وأنفق هذا التاجر حوالي 13 ألف دولار على شراء هذه البيضة؛ ثم تركها ملقاة حول منزله لما يقرب من عقد من الزمن!
ولم يدرك تاجر الخردة أنه يمتلك البيضة الإمبراطورية الثالثة المفقودة إلا بعد إجراء بحث على محرك البحث Google عام 2012؛ ليكتشف أن القيصر ألكسندر الثالث أعطى بيضة فابرجيه هذه لزوجته في عام 1887، وكان الخبراء يعتقدون أنها ضاعت مع مرور الزمن!
وعندما ذهبت إحدى شركات تجارة التحف إلى منزل التاجر؛ اندهشت من البيئة المتواضعة للبيضة الإمبراطورية الثالثة؛ فقد كان منزل تاجر الخردة بجوار الطريق السريع وأحد مطاعم الحلوى، وكانت هناك بيضة بجانب بعض الكعك على طاولة المطبخ!
ومن غير الواضح ثمن بيع هذه البيضة الإمبراطورية الثالثة في مزاد عام 2014، ولكن يُقدر الخبراء أن قيمتها تصل إلى 33 مليون دولار؛ فيما قالت مؤرخة المجوهرات جوانا هاردي لـBBC: "إنها كبسولة زمنية لن نراها مرة أخرى أبداً".