بعد مرور مائة عام على انعقاد الألعاب الأولمبية الأولى في باريس، تستعد العاصمة الفرنسية لاستقبال الحدث الرياضي العالمي الأهم على الإطلاق؛ بدءاً من يوم 26 يوليو وحتى 11 أغسطس، حيث تنقل للعالم فعاليات أولمبياد باريس 2024 التي تشهد منافسات في 32 رياضة (28 رياضة أولمبية أساسية و4 رياضات مضافة) على مدار 19 يوماً، تضم 329 حدثاً، وستجرى 762 جلسة منافسة.
ولأن الفن والإبداع من السمات الأساسية التي تُميز فرنسا منذ قرون طويلة، قررت تقديم ميداليات للرياضيين من تصميم دار مجوهرات شوميه Chaumet العريقة تتضمن قطعة حديد سداسية الشكل في وسط كل ميدالية، منقوشة بالشعلة الأولمبية والحلقات الأولمبية، باستخدام نفس التقنيات المستخدمة في ترصيع الأحجار الكريمة، حيث يرمز الشكل السداسي إلى فرنسا - المعروفة باسم l'hexagone - ونمط أشعة الشمس هو أحد تصاميم شوميه المميزة، والذي يظهر على التيجان والأساور من عشرينيات القرن الماضي في أرشيفات الدار.
وقد قامت شوميه بالابتكار من خلال صياغة هذا المركز على شكل سداسي ووضعه داخل الميدالية بتقنية تُعرف باسم "الترصيع غريفي"، والتي تستخدمها الدار للأحجار الكريمة في قطع المجوهرات الراقية، ويستحضر هذا الترصيع شكل المسمار "Clous de Paris" الموجود في المجوهرات الراقية، بالإضافة إلى نمط المسامير الموجودة على برج إيفل نفسه.
أما الجانب الآخر من الميدالية، وهو متطابق لجميع الألعاب، فهو يوضح ولادة الألعاب الأولمبية الحديثة في اليونان، حيث أقيمت أول دورة ألعاب أولمبية حديثة في عام 1896.
وفي هذه النسخة من الألعاب، أرادت باريس 2024 أن ينضم برج إيفل إلى الأكروبوليس، وبالتالي فإن هذا الجانب من الميدالية الأولمبية يشيد بالألعاب الأولمبية القديمة في اليونان، وكذلك الألعاب الحديثة، التي تحتفل هذا العام بعودتها إلى العاصمة الفرنسية بعد مرور قرن على الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1924.
بهذا الإنجاز، تصبح دار شوميه، أول دار مجوهرات في تاريخ الألعاب الأولمبية والبارالمبية تحصل على شرف تصميم هذه الميداليات، حيث شرعت الدار الفرنسية في تنفيذ المهمة بإبداع وشغف.
خبرة 240 عاماً لشوميه تستخدمها الدار في تصميم الميداليات الأولمبية
أكد الموقع الرسمي لشركة LVMH التي تمتلك دار شوميه، أن هذه الميداليات، التي ابتكرها استوديو التصميم في شوميه، استوحت الإلهام من تراث الدار الغني، بالإضافة إلى الرموز الشهيرة لفرنسا وباريس، مما أدى إلى تصميم فريد حقاً يدمج التقليد والحداثة.
وبفضل الإبداع والابتكار المذهلين، أعادت شوميه ابتكار أكثر الجوائز المرغوبة لنخبة الرياضيين، حيث يتميز تصميم الميدالية بالثقة والجرأة، ويتوافق تماماً مع الإنجازات الرياضية للرياضيين.
سبب استخدام برج إيفل في صناعة الميداليات الأولمبية
تُعد المواد المختارة للميداليات رمزية للغاية، فهي مصنوعة من الذهب أو الفضة أو البرونز، إذ شعرت إدارة أولمبياد باريس 2024 ولجنة الرياضيين التابعة لها، برئاسة مارتن فوركاد، أن الأبطال الحائزين على الميداليات يجب أن يكون لديهم قطعة صغيرة من فرنسا قريبة من قلوبهم؛ لذلك تم تصميم مركز كل ميدالية من قطعة حديد أصلية من برج إيفل، كان قد تم الحصول عليها أثناء تجديد وإصلاح البرج والنصب التذكاري.
وفي هذا السياق، ربما ترغبين بالتعرف إلى 5 ضوابط للسعوديين القادمين إلى باريس لحضور الألعاب الأولمبية 2024
شوميه تُصمم ميداليات دورة الألعاب البارالمبية
ونظراً لانطلاق دورة الألعاب البارالمبية من 28 أغسطس إلى 8 سبتمبر، تُصمم شوميه أيضاً ميداليات الألعاب البارالمبية، حيث تم منح الفريق الإبداعي تفويضاً مطلقاً لتصميم هذه الميداليات.
اختارت شوميه تصوير منظر من سفح برج إيفل وهو ينظر إلى الأعلى، وهو منظر مألوف جداً لكل من الباريسيين والزوار، كما تظهر نقش "باريس 2024" على الميدالية وهو محفور بطريقة برايل العالمية، مما يرمز إلى إمكانية الوصول، بالإضافة إلى إشارة إلى المخترع الفرنسي للغة برايل، لويس برايل.
